رابعاً : تجميد الأجنة
يمكن الحصول على الإمكانية الكاملة لنقل الجنين فقط إذا تم تطوير تقنيات أخرى مثل الحفظ بعيد المدى للجنين ( التجميد ) وتحديد جنس وإنتاج الجنين خارج الجسم الحي .
ويقدم حفظ الجنين بالتجميد العديد من الفوائد الواضحة مثل الخزن طويل الأمد للمادة الوراثية من الأنثى وسهولة النقل والتبادل الدولي وتحسين إدارة النوق المستقبلة .
(أ) إضافة الغليسيرول :
يتم اختيار الأجنة ذات النوعية الجيدة للتجميد ، ويتم غسلها في وسط الحفظ الطازج بدون غليسرول ثم تنقل بشكل متعاقب في أربعة أوساط مختلفة بتركيز متزايد من الغليسيرول (0.5 مليمتر 0.75 مليمتر ، 1.0 مليمتر ، و1.5 مليمتر ) . ويوضع الجنين في كل محلول لمدة 10 دقائق قبل نقله إلى المحلول التالي ذي التركيز الأعلى من الغليسيرول ، وعندما تكتمل كل هذه الخطوات يوضع الجنين في قصبة 0.25 مل ويترك للتوازن لمدة 10 دقائق أخرى قبل التجميد .
(ب) منحنى التجميد :
يتم استخدام مجمد أجنة مبرمج للتجميد المثالي لأجنة الخيول والأبقار ، وتتم مراقبة درجة الحرارة في القصبة بشكل مستمر لمتابعة منحنى تجميد مثالي . ويتم تبريد الجنين من درجة حرارة الغرفة إلى درجة حرارة الـ Seeding (-7 درجة مئوية ) بمعدل 0.3 إلى 1 مئوية/دقيقة . وتحفظ القصبات في درجة –7 مئوية لمدة عشر دقائق ويتم إدخال بلورات الماء (Seeding) بلمس القصبات بعصا باردة جداً ، ويلي تلك المرحلة تبريد أكثر للقصبة من درجة –7 مئوية إلى درجة –30 مئوية بمعدل –0.3 درجة مئوية /دقيقة ، وتحفظ القصبات في درجة –30 مئوية لمدة عشر دقائق ثم تغمس بشكل مباشر في النتروجين السائل.
(ج) التذويب وإزالة الغليسيرول :
يذوب الجنين بوضع القصبات في حمام ماء بدرجة 37 مئوية لمدة دقيقة واحدة ، ويتم تفريغ محتوى القصبة في صحن صغير ويزال الغليسيرول بالمرور المتعاقب في وسط يحتوي على سكروز و/أو تركيز متناقص من الغليسيرول . ثم يوضع الجنين في قصبة جديدة وينقل إلى النوق المستقبلة بنفس الأسلوب الموصوف للجنين الطازج .
(د) النتائج والتطورات المستقبلية :
أثمرت التجارب الأولية للجنين المجمد لجمل السنام الواحد نتائج حمل ضعيفة جداً (10%) ، وعلى أية حال فإن البحث ما يزال مستمراً لتحديد الظروف الأفضل ( مرحلة الجنين ، الوسط ، طبيعة وتركيز المادة الحافظة (Cryoprotectant ) ، ومنحنى التجميد ) لتجميد الجنين في هذه الفصيلة . وتعتبر العقبة الرئيسية لتجميد الجنين في جمل السنام الواحد هي الحجم الكبير بشكل نسبي للجنين المجموع من الرحم ، وقد ميز حجم الجنين كعامل رئيسي في نجاح تجميد الجنين الذي يكون حجمه أكبر من 250 عملية التجميد . ولسوء الحظ فإن جمع الجنين قبل التفقيس ليس سهلاً في جمل السنام الواحد .
خامساً : التكاثر الاصطناعي ومعالجة الجنين
يعتبر التخصيب المساعد حقلاً جديداً بشكل نسبي في الطب البيطري الذي يكسب الكثير من الاهتمام كأداة بحث وكطريقة إعادة إنتاج بديلة للأنسال أو الفصيلة المعرضة للخطر، وأيضاً لمعالجة بعض حالات عدم الخصوبة في الحيوانات الثمينة . وتتضمن تقنيات إعادة الإنتاج المساعدة التخصيب خارج الجسم الحي (IVF) ونقل الأمشاج داخل قناة فالوب (GIFT) ، وبعض المعالجات للجنين أو الأمشاج مما يسمح بزيادة عدد النسل خارج الجسم الحي ( الشطر والاستنساخ ) ونقدم هنا مناقشة للفوائد وعملية هذه التقنيات في الجمال على الرغم من أن الأبحاث التي نشرت في هذه الفصيلة محدودة .
(أ) التخصيب خارج الجسم :
لا يزال التخصيب خارج الجسم الحي في المرحلة التجريبية في الجمال ، فقد تم إنتاج الجنين خارج الجسم الحي في حيوانات اللاما . وعلى أية حال لا توجد أي تقارير حتى الآن عن نسل حي من جنين أنتج خارج الجسم الحي . ومن الواضح أن هناك نقص في البيانات العلمية التي استعملت لتحضير المني وخلية البيضة مأخوذة من الأعمال التي تمت في فصيلة الأبقار . وتعتبر نسب نجاح التخصيب خارج الجسم الحي منخفضة جداً ولم يتم الحصول على جنين حتى الآن بالمني المقذوف ، وعلى أية حال وبسبب فوائده المتعددة فمن المتوقع أن يتطور هذا المجال بشكل سريع جداً ويصل إلى الإمكانية التجارية.
ويقدم التخصيب خارج الجسم الحي بضعة فوائد علمية وتكاثرية وطبية يمكن تلخيصها كالتالي :
- يمكن معالجة عدم الخصوبة في الحيوانات الثمينة ، ففي النوق يمكن استخدام التخصيب خارج الجسم الحي لإنتاج جنين من حيوانات تعاني من انسداد قنوات الإباضة وتعاني أمراضاً رحمية أو عنقية حادة . وكذلك بالنسبة لذكور بنوعية مني منخفضة جداً فيمكن أن يعاد الإنتاج باستعمال تقنيات مثل حقن المني ( microinjection) .
- يسمح للعلماء أن يكون عندهم القدرة على الوصول إلى مراحل تطور الجنين والتي تكون صعبة جداً في الحيوان الحي ، وبذلك تصبح مثل هذه التقنيات التي تتطلب جنيناً صغيراً في مرحلة التعلق بقناة الرحم من أجل تجميده أو شطره أو استنساخه أمراً محتملاً .
- يلبي الحاجة الضرورية للطرق المعتمدة لتقييم القدرة التخصيبية للمني .
- يعرض نموذجاً لدراسة التخصيب والتطور الجنيني .
- يسمح باستعمال مادة وراثية من النوق التي ماتت إذا تم إدخال برنامج لحفظ خلية البيضة ، حيث جمع خلية البيضة من الحيوانات التي ماتت مؤخراً أو عندها أمراض طرفية وتخزينها في حالة تجميد حتى الاستعمال . ويعتبر ذلك مهماً خاصة لحفظ مادة وراثية من حديقة الحيوانات أو الحيوانات البرية .
- يسمح باستعمال المني المحدد الجنس لإنتاج جنين بجنس معين .
ويعتمد نجاح التخصيب خارج الجسم الحي على بضعة عوامل مثل الأصل وتحضير خلية البيضة والمني وظروف التخصيب وتطور الجنين . ومن أجل أن تتمكن خلية البيضة والمني من استكمال التخصيب فيجب أن تخضع إلى التغييرات الكيمياوية الحيوية والتشكيلية التي تسمى النضوج لخلية البيضة ، والقدرة (Capacitation) وتفاعل الأكروزوم ( acrosome ) للنطف .
1- جمع خلية البيضة والنضوج :
هناك مجموعتان من الطرق المتوفرة لجمع خلية البيضة والتي يمكن تطبيقها على الجمال : الأولى جمع خلية البيضة في الجسم الحي والثانية جمع خلية البيضة بعد استئصال المبيض . وتعتبر الطريقة الأولى الأكثر رغبة إن كانت الأنثى ستستعمل بشكل مستمر في هذا البرنامج . وعلى أية حال فإن جمع البيضة بعد استئصال المبيض أو التشريح بعد الوفاة قد تكون التقنية الأكثر كفاءة للعمل التجريبي .
أ- جمع خلية البيضة في الجسم الحي :
يمكن أن يتم جمع خلية البيضة من الحيوان بشكل جراحي أو عن طريق توجيه الجريب بالموجات فوق الصوتية ، وقد تم تجربة الجمع الجراحي لجريب كامل في إناث متعددة الإباضة بـ eCG أو FSH . ويتم الوصول إلى المبيض عن طريق شق البطن وتزال كل الجريبات البالغة (10 إلى 15 مليمتر ) من سطح المبيض وتشرح في المختبر . وتعمل هذه التقنية جيداً بشكل نسبي إذا لم يتم حث الحيوانات أكثر من اللازم (overstimulated) ولكنها ليست عملية للإنتاج المتكرر لخلية البيضة من نفس الأنثى . ثم تزال خلية البيضة من الجريب بالتشريح تحت المجهر ، وتكون تلك الخلية عادة في مرحلة متقدمة من النضوج ، خاصة إذا تمت العملية من 12 إلى 24 ساعة بعد حث الإباضة مع eCG . وعلى أية حال فإن نسبة الإنتاج يمكن أن تكون منخفضة جداً بعد هذه المعالجة لأن الجريبات تصبح لينة جداً وتنزف بشكل سهل .
وأفضل أسلوب في تقنيات جمع خلية البيضة في الجسم الحي هو توجيه الجريب بالموجات فوق الصوتية ( Transvaginal ultrasound ) حيث يتم تخدير الأنثى وإعدادها مثل طريقة جمع الجنين مع تخدير موضعي منخفض . ويتم إدخال مسبر مهبلي ( curvilinear أو مسبر القطاع ، 5 أو 7.5 ميغاهرتز ) مربوط إلى مقبض طويل ( 30 إلى 40 سنتيمتراً ) في المهبل ، ويتم معالجة المبيض بشكل مستقيمي ويوجه نحو المسبر . وعند تمييز الجريبات وتثبيتها يتم إدخال إبرة طويلة خلال المسبر تتقدم ببطء خلال الحائط المهبلي ويتم سحب المحتوى الجريبي باستعمال مضخة شفط . وتتطلب هذه التقنية معالجة قليلة وتعطي نسبة الإنتاج من 40 إلى 50% .
ب- جمع خلية البيضة بعد استئصال المبيض أو التشريح بعد الوفاة :
تستخدم أغلب الأبحاث حول IVF خلية البيضة المأخوذة بشكل مباشر من المبيض بعد الذبح أو بعد استئصال المبيض ، حيث يغسل المبيض بالملح ويوضع في ترمس في درجة 38 مئوية وينقل خلال 30 دقيقة إلى المختبر حيث يشطف ويوضع في مضادات حيوية وملح. وتجمع عقد خلية البيضة (COC) بعد ثرم المبيض بنصل آلة حلاقة وملاحظته تحت مجهر تشريح ، وتغسل في محلول معدل (Tyrode hepes talp ) يحتوي على :
114 ملم Nacl : و3.1 ملم KCl ، و2.0 NaHCO و0.3 مليمتر NaH2PO4 و10 مل صوديوم ، و2 Ca Cl lactate MgCl 0.5 ، مليمتر 2 Hepes 10 ، مليمتر ) أكمل بمل 3 BSA mg3 / كسر M25 , V صوديوم Pyruvate ومل gentamycine 50/g كبريتات.
وأثمرت هذه التقنية عن معدل 6.4 خلية بيضة في اللاما .
ج- تقييم خلية البيضة :
يتم فحص COC لتحديد مرحلة النضوج خاصة توسع خلايا الركام ، ويكون لدى خلية البيضة التي جمعت قبل الإباضة مباشرة طبقة خلية ركام متوسعة . وتكون تلك التي تم الحصول عليها بشق المبيض من مجموعة متباينة من الجريبات وعادة في مراحل مختلفة من النضوج . ويعتبر اختيار خلية البيضة قبل الاحتضان مهماً جداً لأنه وجد في اللاما أن 17 إلى 52% من خلية البيضة تتحلل بعد الإنتاج من الجريب .
د- النضوج خارج الجسم الحي :
تبقى خلية البيضة في معظم الثدييات في مرحلة تضاعف الصبغيات من الدور الانتصافي الأول ( Meiotic prophase ) خلال تطور الجريب ، وعند اقتراب الإباضة تخرج خلية البيضة من مرحلة خمول هذه لتستمر في الانقسام ، وهذا التفاعل في طور الانقسام يسمى نضوج خلية البيضة .
وعادة يستخدم معياران لوصف مرحلة نضوج خلية البيضة : السيتوبلازميك ( Cytoplasmic) ونضوج النواة ، ويتمثل الأول في هجرة الحبيبات اللحائية نحو غشاء البيضة ( Oolema ) واكتساب الزغيبات ( microvilli) على سطح الخلايا . أما نضوج النواة فيتمثل بظهور حويصلة ودليل النشاط الانقسامي ( metaphase وanaphase1 وmetaphase2 ).
وقد تم تحقيق النضوج خارج الجسم الحي في اللاما بالاحتضان في درجة 38.5 مئوية تحت 5% من ثاني أوكسيد الكربون في هواء عالي الرطوبة في خلية مزروعة بوسط TCM 199 مكملة ب 0.5 نانوجرام /مل oFSH ، و5 نانوجرام /مل oLH ،و1 نانوجرام /مكل estradiol 17 ، و25 نانومتر Pyruvate و10% مصل متبرع عجل مخصي . وتحت هذه الظروف من الاحتضان فإن 62% من خلية البيضة تكون في المرحلة الثانية ( Metaphase II) بعد 36 ساعة من الزرع .
2- تحضير المني :
في نهاية عملية تكون الخلايا المنوية لا تكون النطف قادرة على التخصيب ، ويتم اكتساب هذه الخاصية في البربخ ، وتتم هذه العملية التي تسمى النضوج البربخي خلال عبور البربخ وتكتمل عندما تصل النطف إلى ذيل البربخ .
وإحدى الخصائص الرئيسية للنطف البالغة هي اكتساب الحركة والتي تنتج عن التغييرات الكيمياوية الحيوية في غشاء البلازما ، وتتعلق هذه التعديلات بشكل رئيسي بالبروتين السكري والمادة الشحمية للغشاء وخاصة كوليسترول التكامل . وحتى بعد هذا النضوج فإن النطف لا تصبح قادرة على التخصيب حتى تتعرض للمنطقة التناسلية في الأنثى لبعض الوقت ، وبعد الانتهاء من ذلك تسمح هذه العملية والتي تسمى القدرة Capacitation للتلقيح في أن تصبح قادرة على الارتباط بالمنطقة الشافة لخلية البيضة . والنتيجة الرئيسية لهذه العملية هي التعديل أو إزالة المواد التي تكثفت في غشاء بلازما النطف خلال العبور البربخي أو بعد الاتصال بالبلازما النووية . وتعمل هذه التعديلات على إعداد خلية الحيوان المنوي على المرور بتغييرات أخرى خاصة في مستوى الأكروموزوم ( acrosome reaction ) والتي تعد التغييرات النهائية المطلوبة لخلية الحيوان المنوي لكي يخترق غلاف خلية البيضة .
وتحدث مرحلة اكتساب القدرة في أغلب الفصائل في الجزء الأقصى لبرزخ الأنبوب الرحمي ، حيث أن الآليات التي تسيطر على تلك العملية في هذا المستوى غير مفهومة بالكامل . وقد تم التعرف على بعض المواد الموجودة في قناة البيض على أنها عوامل مساعدة لاكتساب القدرة وتتضمن :
Hypotaurine , taurine , glucosaminoglycans , fucosidase , arylsulfatase , neuraminidase , proteinase , glucuronidase , amylase acetylhexosaminidase .
ومن المعروف منذ 30 سنة أن التغييرات التي حصلت في القدرة يمكن الحصول عليها خارج الجسم الحي في الأوساط المعرفة بشكل كيميائي ، أما في الجمال فليس هناك دراسات على القدرة لرد فعل الأكروموزوم ( Capacitation و acrosome reaction ) في المني المقذوف . وفي الدراسات الوحيدة على IVF في اللاما استخدم المني من ذيل البربخ التي تعتبر أسهل في اكتساب القدرة من النطف المقذوفة . ويتم غسل الحيوان المنوي البربخي بالتمخض ( Centrifugation) في وسط TALP مكون من :
100 ملم NaCl ، و3.1 ملم KCl ، و25 ملم Na HCO3 ، و0.3 ملم NaH2PO4 ، و21.6 ملم صوديوم ، و2 ملم CaCl2 ، و0.4 ملم MgCl2 ، و10 ملم Hepes ، و1.0 ملم صوديوم ، و3 مغ/مل BSA ، و50 نانوجرام /مل كبريتات gentamicin .
ويتم تمخيض المني مرتين في 300 غ لمدة خمس دقائق ثم تفصل الحيوانات المنوية المتحركة وغير المتحركة على عمود Percoll متقطع الكثافة بالتمخيض في 1000 غ لمدة 30 دقيقة .
3- التخصيب خارج الجسم وتطور الجنين :
تم إجراء التخصيب خارج الجسم الحي بنجاح في اللاما حيث تم حضانة المني البربخي الممخض من قبل في وسط TALP بخلية بيضة متعرية أنضجت خارج الجسم الحي بوجود 5 نانوجرام/مل من Heparin في وسط تخصيب هادئ مكون من :
NaCl 114.0 مليمتر ، 3.2 مليمتر Nah- , KCL co25.0 مليمتر3 NaH 0.34 , PO 2 10 ، صوديوم مليمتر مليمتر 2.2.0 CaCl lactate MgCl 0.5 مليمتر 0.25.2 صوديوم مليمتر6 مل Pyruvate/mg حر حامضي سمين BSA ، ومل gentamicin 50/g كبريتات.
وتم الحصول على نسبة تخصيب قدرها 29% باستعمال هذه التقنية ولكن 6% و4.7% فقط من البيض المخصب وصل على التوالي إلى مرحلة الكيسة الرومية المبكرة والتفقيس بعد الزرع المشترك مع خلية متعلقة بقناة الرحم في اللاما ، وليس هناك شك أن التخصيب خارج الجسم يمكن أن ينجز في الجمال ، وعلى أية حال فمن المهم أن يطور هذا الإجراء بالمني المقذوف .
(ب) المعالجة وتقنيات التكاثر الاصطناعي الأخرى :
إن نقل الجنين والتخصيب خارج الجسم الحي يفتحان آفاقاً جديدة للتحسين الوراثي في الجمال ، ويمكن أن ترتفع قوة هذه التقنيات إذا تمت معالجة الجنين قبل النقل . وتهدف أغلب إجراءات معالجة الأمشاج أو معالجة الجنين إلى زيادة عدد الأجنة التي عندها شكل وراثي متماثل ( توائم ثنائية أو رباعية أو استنساخ ) ، أو تخصيب خلية بيضة بمني من الذكور غير الخصبة ( حقن المني بالمجهر ) ، أو إنتاج جنين جنس معين ( تحديد الجنس ) ، أو أكثر من ذلك الاستنساخ الحقيقي لحيوان متفوق .
1- نقل المشيج داخل قناة فالوب :
يتضمن نقل الأمشاج داخل قناة فالوب وضع خلية البيضة التي جمعت من النوق المانحة في قناة رحم مستلم مفقس أو ملقح ( قناة البيض ) ، وبالتالي فإن التخصيب وتطور الجنين المبكر يحدث في النوق المستقبلة . ويمكن نقل العديد من خلية البيضة بهذا الأسلوب ويتم تخصيبها ثم تؤخذ في مرحلة الكيسة الأرومية بشطف الرحم بعد 6.5 إلى 7 أيام .
2- شطر الجنين :
يتضمن شطر الجنين قص الجنين إلى نصفين أو أربعة أرباع لإنتاج أجنة جديدة عندها نفس الصفات الوراثية تماماً ، حيث يتم شطر الجنين باستعمال شفرة مجهرية (Microblade ) ويثبت الجنين في أحد الأطراف بالامتصاص بينما يقطع النصل في المنتصف. ويجب أن تتم هذه التقنية مع التوتية (البيضة الملقحة قبل انشقاقها ) أو الكيسة الأرومية المبكرة التي يصعب الحصول عليها في الجمال إلا إذا تم شطف الأجنة من قناة المبيض .
3- نسخ الجنين :
بشكل نظري فإن كل قطعة أرومية ( blastomere ) من الجنين قادرة على إعطاء جنين كامل جديد إذا توفرت شروط التطور الصحيحة ، وبالتالي يمكن إعادة إنتاج الجنين بشكل غير محدد مع كل قطعة جديدة . وتم تطبيق هذه التقنية على الماشية وجنين الأغنام وتم الحصول على بضعة أنسال .
وعلى أية حال فقد ذكرت العديد من المشاكل مع الحمل باستعمال هذا الجنين مثل عجول كبيرة بشكل غير طبيعي أو تمشيم شاذ .
4- جنس الجنين :
يعتبر اختيار جنس الجنين قبل النقل مثار اهتمام العديد من أنظمة الإنتاج ، خصوصاً في حالة جمل السباق للسنام الواحد ، ويمكن تصنيف التقنيات المتوفرة التي تسمح باختيار جنس الجنين في مجموعتين :
1 ) تلك المستندة على فصل النطف الحاملة لـ X و Y ( مني الجنس ) واستعمال المجموعة المنتقاة لتعديل نسبة الجنس .
2) تلك المستندة على تحديد جنس الجنين بعد الجمع ، ونقل تلك التي لديها الجنس المطلوب فقط .
أ- فصل خلايا المني الحاملة لـ X و Y :
استندت الدراسات الأولى على النطف الحاملة لـ X وY على الاختلافات بين النوعين في الشحن الكهربائي وسرعة الحركة والكتلة ، وقد تبين أن أغلب هذه التقنيات كانت ضعيفة جداً . وقد تم إدخال تقنية جديدة لتحديد جنس الجنين تبين أن لها مصداقية أكثر ، حيث تعتمد هذه التقنية التي تسمى تدفق تعداد الخلايا ( Flow cytometry ) على كشف الاختلاف في محتوى DNA بين كروموزومات X وY . ويتم ذلك المحتوى بواسطة كثافة التألق – الذي يقاس بشعاع الليزر – الذي يصدر من النطف بعد تلطيخ DNA بـ Flupchrome وإثارته باستعمال ضوء فوق بنفسجي ويقدر الخلاف في محتوى DNA بين خلايا X وY بحوالي
3.5 إلى 4.5% ، ويتم تصنيف الخلايا بتعديل المجال الكهربائي الذي يوجه الخلايا المنوية إلى أحد الجوانب طبقاً لكثافة التألق . وتسمى الأجهزة التي تؤدي هذه العملية مصنفات الخلايا المنشطة (FACS) ، وتتراوح نقاوة العينة المنتقاة من 80 إلى 90% . وقد أظهرت المحاولات الأولية في جمل السنام الواحد بأن هذه التقنية يمكن استخدامها لفصل خلايا X و Y في هذه الفصيلة ، وعلى أية حال فمن المهم أن نتذكر أنه بسبب العدد الصغير للخلايا المصنفة في الوقت الذي يسمح باستمرار قابلية النجاح فإن IVF فقط هو الذي يمكن أن يتم فيه استعمال المني المصنف .
ب- جنس الجنين :
وضعت عدة طرق لتحديد جنس الجنين بعد الجمع أو الإنتاج خارج الجسم الحي ، وتتضمن Karyotping للخلايا من الجنين أو كشف مكونات العلامات التي يمكن أن تبرهن على وجود كروموزوم Y أو اثنان من X . ويمكن تحديد Cytogentic لجنس الجنين بعد سحب وKarytoyping من 10 إلى 20 خلية لفحص العينة . وتعتبر هذه التقنية دقيقة إلى حد كبير لكنها لا تستعمل حالياً لأنها تأخذ وقتاً طويلاً جداً وتقلل من قابلية نجاح بقاء الجنين .
ويمكن تحديد الجنس أيضاً إذا تم التأكد من وجود مولد مضاد محدد داخل الذكور ( antigen H Y ) . ويستند الفحص على الاستجابة Immunologic الموجهة ضد المولد المضاد (HY) . وهذا الفحص سريع وغير منتشر لكن دقته ليست عالية جداً .
أما الطريقة الواعدة أكثر لتحديد جنس الجنين فهي كشف تسلسل DNA باستعمال تفاعل حلقة Polymerase . ويتم تضخيم تسلسل DNA إلى حد بعيد بعد Denaturation و Hybridization باستعمال thermoresistant polymerase . وهذه التقنية دقيقة جداً ويتم الحصول على النتائج خلال أربع إلى ست ساعات من بضعة خلايا جنينية ، ومن المتوقع أن تكون هناك أدوات تجارية لهذا الفحص في السوق قريباً .
5- حفظ خلية البيضة :
يمثل حفظ خلية البيضة بالتجميد طريقة جذابة لحماية المادة الوراثية للإناث الثمينة واستعمالها لبضعة أجيال بعد ذلك بالتخصيب خارج الجسم الحي بالمني من الذكور المختلفة . وقد ذكر الحفظ الناجح لخلية البيضة بالتجميد في جمل السنام الواحد .
6- الاستنساخ :
استقطبت قضية الاستنساخ اهتمام الكثير من الأخصائيين والناس بشكل لم يكن له مثيل في أي من قضايا التكاثر الأخرى وذلك من الناحية العلمية والإنتاجية وأيضاً من الناحية الأخلاقية . وهذه التقنية هي عبارة عن إعادة إنتاج ذاتية تشمل مادة وراثية من أي خلية في الجسم . وبتعبير بسيط يتم إزالة المادة الوراثية الموجودة في نواة خلية سليمة ونقلها إلى خلية بيضة مستلمة أزيلت منها المادة الوراثية (النواة) . ويتم استخدام معالجة خاصة لخلية البيضة التي تعد لهذا الأسلوب من أجل بداية قفزة الانقسام والتشكيل الجديد للبلاستومرز ( Blastomeres ) ، وفي النهاية يمكن نقل جنين كامل إلى المنطقة التناسلية لأنثى مستلمة . وقد ذكرت أول حالة ولادة حية تمت باستخدام هذه التقنية في الثدييات في عام 1997م في الأغنام في معهد روزلين (Roslin) ، وقد أخذت النعجة المنسوخة من خلايا جنينية أو بالغة ، حيث نقلت النواة من خلايا النسيج الثديية خارج الجسم الحي إلى خلية بيضة منزوعة النواة وتم حث الخلايا إلى حالة السكون باستخدام مصل مجاعة قبل نقل نواها إلى خلية بيضة مستلمة منزوعة النواة . وقد يؤدي حث السكون في خلايا النوق المانحة إلى تعديل تركيب كروماتين النوق المانحة (Chromatin) ليساعد على إعادة برمجة النواة ويسمح بالتطور والنمو. ويتم إزالة المادة الوراثية لبيضة النوق المستقبلة بواسطة (micromanipulation) قبل إدخال نواة خلية النوق المانحة وانصهار الخلية باستخدام تيار كهربائي ، وهذا التيار المستخدم لتفعيل الخلايا يسبب أيضاً بداية تطور البويضة المخصبة . وبعد ذلك ينقل الجنين الجديد إلى النعجة المستقبلة مما يؤدي إلى إنتاج حملان متماثلة وراثياً . وما تزال نسبة النجاح في ولادة التناسخ منخفضة جداً ولا يمكن اعتبارها أداة إنتاج ، كما أن هناك العديد من الأسئلة التقنية والأخلاقية التي لم تتم الإجابة عليها بعد ويجب أن يتم ذلك قبل تحقيق أي تطور آخر .
ساحة النقاش