جوع إلي الحق فضيلة والاستمرار على الخطأ رذيلة
إنماالعيبُ والشَّين في منادَمَة الخطأ والإصرارِ عليه والاستنكافِ عن الرجوع إلى الحقّ إذا أخذتِ المرءَ العزّةُ بالإثم بعد اتِّضاح معالم الحقّ وسطوعشمسِهقال خالد بن معدان :(( من التمس المحامد في مخالفة الحق ، رد الله تلك المحامد عليه ذماً ، ومن اجترأ على الملاوم في موافقه الحق ، رد الله تلك الملاوم عليه حمداً((
المطلوب هو قبول الحق و الرجوع إليهوجاءعند الطبراني في الكبير (9/601) وأبي نعيم في الحلية : أن عبدالله ابن مسعود قال :)(من جاءك بالحق فاقبل منه وان كان بعيداً بعيضاً ومن جاءكبالباطل فاردد عليه وأن كان حبيباً قريباً((قال بن رجب في رسالته ((الفرق بين النصيحة و التعير)) (ص10): (( كان أئمةالسلف المُجمع على علمهم وفضلهم يقبلون الحق ممن أورده عليهم وإن كانصغيراً، ويوصون أصحابهم وأتباعهم بقبول الحق إذا ظهر في غير قولهم))وقال ابن القيم رحمه الله في كتاب إحسان العبد المملوك إلي ملك الملوك((والنفس جبل عظيم شاق في طريق السير إلي الله عز وجل وكل سائر لا طريق لهإلا ذلك الجبل فلابد أن ينتهي إليه ، ولكن منهم من هو شاق عليه ، ومنهم منهو سهل عليه ...الخ))فتجد الكثير إلا ما رحم ربكقديصعب عليهم الرجوع إلي الحق وإن علم أنه الحق، وتبين له فساد ما قاله ولاسبب لهذا الاستصعاب إلا تأثير الدنيا على الدين فإنه قد يسول له الشيطانأو النفس الأمارة بالسوء أن ذلك ينقصه ويحط من رتبته.والسر في ذلك كما سبق ذكرههو النفس والهوى والعياذ بالله!!!.
وكماقال الشيخ محمد الإمام حفظه الله عن شيخه وشيخنا العلامة المحدث مقبلالوادعي رحمه الله أنه يقول أكثر من مرة:(( والله لا نخاف على دعوتنا إلامن أنفسنا))نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالناثمَّإنّ التوبةَ من الخطأ والزّلل والرجوعَ عنه بشجاعةٍ وإقدام لهو المحمدةُالحقّة والشجاعة المتمكِّنَة والنجاةُ من المغبَّة الآجلة قبل العاجلة.وقدقال الإمام مالك بن أنس رحمه الله لعبد الله بن وهب رحمه الله: "يا عبدَالله، لا تحملنَّ الناسَ على ظهرِك، وما كنتَ لاعبًا به من شيء فلا تلعبنّبدينكوقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وإذا عُرِف مقصودُ الشريعة سُلِك في حصوله أوصَلَ الطُرُق إليه".وقد قال بعضُ الصحابة رضي الله عنهم: (اقبل الحقّ ممّن قاله وإن كان بغيضًا، ورُدَّ الباطلَ على من قالَه ولو كان حبيبًا).************ *وقال السيوطي في الْمُزهر في علوم اللُّغة (2/320): "وإذا اتفق له –أي العالم- خطأ في شيء ثم بان له الصواب فليرجع، ولا يُصر على غلطه".فالرجوع إلي الحق وأهله منقبة ترفعك يا عبدالله
فبادر بالرجوع قبل فوات الآوانوعليك بقبول الحق والأنقياد له وترك الباطل وأهلهوالحمد الله رب العالمين
ساحة النقاش