عندما نتعامل مع ضغوط الحياة لا بد أن نعرف أن القضية ليست مجرد أعباء ظهرت فكدرت علينا سكينتنا الداخلية
و لكن القضية دائما ذات محاور كثيرة
لذلك
قبل أن تواجه أي مشكلة و تخطط لحلها لا بد أولا من ترتيب أوراقك
و لترتيب الوراق لا بد من السؤال المهم من أين تنشأ المشكلة ؟؟
من الربان
هل الربان الذي هو قائد السفينة مجهد ؟
من السفينة
هل السفينة تعانى من أعطاب أو على متنها بحار متمرد
من البحر
هل البحر عالي و السماء غائمة و الرياح عاتية
نوضح
الإنسان ليس إلا سفينة ربانها العقل
جسمها و تكوينها القلب و الروح و يحملهم البدن
و البحار المتمرد الأحمق المزعج دوما بإلحاحه هو النفس
و الحياة و أعبائها هي البحر و الرياح و المطر و السماء الغائمة
عندما نتعرض للشعور بالضغط يكون هناك واحد من الأربعة محاور مدان
المحور الأول: أن القائد أصبح مجهد من كثرة التفكير و عدم القدرة على ترتيب الأوراق
المحور الثاني: أن الجسم و الروح و القلب في حالة خوف و حزن و عدم توازن
المحور الثالث: أن النفس أو الطفل الغير عاقل في داخل كل واحد فينا في حالة تمرد و حمق
المحور الرابع: أن أعباء الحياة متجددة و في ازدياد سريع بما ما لم يعطى الربان فرصة لترتيب أوراقه
من أين تنشأ المشكلة ؟؟
على أي محور ستضع علامة صح
البحر
البحار الأحمق
السفينة
الربان
أجب بصدق من تظنه السبب فيما يحدث
على من تقع المسئولية من وجهة نظرك في شعورك بالضغوط
و ما هي الضغوط التي تتعرض لها هذه الأيام
بعد أن تجيب على السؤال الأول "من المسئول من وجهة نظرك"
قم بقراءة الفصل الذي يصف الضغوط بأنواعها و ضع على هامش أوراقك ما تتعرض له منها حتى نلتقي في المقال القدم على خير بإذن الله
ما هي ضغوط الحياة؟؟
عندما نتحدث عن ضغوط الحياة أول ما يتبادر لذهن الواحد منا الأعباء الحياتية اليومية بأنواعها المختلفة و هذا حق طبعا و لكن جزء من الحقيقة و ليس الحقيقة كلها.
** طبعا الأعباء اليومية تشكل نوع من أنواع الضغوط مثل تعطل السيارة فجأة , التأخر عن العمل , حجم الإنجازات المطلوبة منك في اليوم , الكيفية التي يجب أن ترتب بها أحداث حياتك بحيث يتم اليوم بأقل الخسائر الممكنة , أحوال الأولاد , أحوال الحياة المختلفة من أعطال بالمنزل التزامات بالعمل , الامتحانات, التفاصيل اليومية .... الخ.
** و لكن هناك أنواع أخرى تبدو بسيطة و لكنها في الحقيقة بدراستها وجد أنها تؤثر في الشحنات العصبية و الكيميائية التي يتعرض لها الإنسان مثل التعرض لتقلبات المزاج أو حالات الزيادة و النقص في حرارة المشاعر سواء كانت مشاعر سارة أو غير سارة , فالتقلبات عبارة عن تغيير في درجة استقرار المخ و لذلك فهي تشكل ضغط غير مرئي أو غير واضح, و تقلبات المزاج تحدث في العادة من أشياء كثيرة أبسطها الاحتكاكات اليومية بين أفراد الأسرة الواحدة و الجيران و زملاء العمل .
** أضف إلى هذا ما يستطيع الشخص العادي أن يرصده من تقلبات الحياة المتعارف عليها من أمراض خطيرة , أزمات مالية , طلاق , زواج , فقدان عزيز , تغير في ظروف العمل ...الخ.
** المجهول بكل أنواعه يشكل أيضا نوع من أنواع الضغط على الإنسان , كل ما لا تعرف نتيجته و نهايته ....
** طبيعة الحياة التي نحياها فالحياة في المدينة بتلوثها و زحامها و أحداثها المضطربة دائما يختلف إلى حد كبير في تأثيره على جهازك العصبي و على جسمك عن حياة الأماكن البعيدة عن المدينة , المعاملات المعقدة و البيروقراطية , التفرقة العنصرية أو الطبقية , كل هذه ضغوط .
** الغلاء في الأسعار , الهزات الاقتصادية , سهولة الاتصالات و سهولة انتقال الأخبار المحزنة و المفرحة و التفاصيل المقلقة أحيانا و التي يتم إدخالها على جهازك العصبي من خلال أجهزة الاستقبال الخاصة بك شئت أم أبيت.
كل ما سبق ضغوط بعضها تعرفه و بعضها لا تعرفه , بعضها تستطيع الانتباه إلى وجوده في حياتك و تأثيره عليها فتلتفت إليه بجدية و تهتم بتلافي تأثيره عليك و بعضها تعتبره أنت كما يقولون "عادى" فلا تلتفت إليه بجدية ...
و لكن معنى ما أقول أن الحياة اليومية كلها ضغوط فمن سلم منا من الأمراض الخطيرة لن يسلم من التفاصيل الدقيقة و غلاء المعيشة و غيرهم من أنواع الضغوط .... إذن كلنا نعانى من الضغوط ....!!!
لا في الحقيقة كلنا نتعرض لضغوط الحياة بشكل أو بآخر و لكن ليس كلنا يعانى منها أو على الأقل ليس كلنا يصل إلى درجة المعاناة التي تعرقل حياته.
السؤال الآن يكون كيف و لماذا؟؟
كيف يمكن أن نمر بهذه الضغوط و لا نعانى منها ؟؟
و لماذا أصلا نعانى منها ؟؟؟
ساحة النقاش