(عيد بأي حال عدت يا عيدُ)
|
|
والبِلَادُ في السُّوقِ أَرْخَصَهَا العَبِيدُ
|
فَبِأيّ أملٍ، و أيّ حُلْمٍ تَأْتِنَا؟
|
|
ولَيْسَ سِوَي مَا النَّخَاسُ يُرِيدُ
|
كَمْ يَأْمُرُ الأَعْمَارَ فَتُخْسَفُ بِنَا
|
|
تَجِدْ فِي لَحْظَةُ هَرِمَ الوَلِيْدُ
|
عَيَانًا يَجْلِدُ الحَقَّ، فَيَتَرَاقَصُ
|
|
علي جُثَّتِهِ الباطلُ ويَسُودُ
|
وَمِنْ أَيْنَ فَرْحًةٍ تَخْتَطِفْهَا لَنَا
|
|
وفي القَلْبِ يَنْكَأُ الجُرْحَ وَيُزِيْدُ
|
وأيّ غَدٍ نُهْدِيْهِ لأولادِنَا
|
|
وغَيْرَ بِنَاءِ الأَطْلَالِ لا نُجِيْدُ
|
فَأيّ جَدِيدٍ نُلْبِسْهُ أَيَامَهُمْ
|
|
وحاضِرُنَا هو مَاضٍ نُعِيدُ
|
ألَا بُعْدًا لَكَ أَيُّهَا العِيْدُ
|
|
فإنَّكَ اليَوْمَ خِنْجَرٌ سَدِيدُ
|
في الصَّدْرِ تَعْبَثُ بِذِكْرَي الطُّفُولَةِ
|
|
أَمَلْتُهَا دَرْبًا عَنْهَا لا أَحِيْدُ
|
كُلُّ حُلْمٍ يَخْطِبُ وِدَّ البَرَاءَةِ
|
|
و يَحُوطُهُمْ العُمْرْ المَدِيدُ
|
غِرُّ، و غَرَّتْهُ أَمَانِيَهُ
|
|
ظَنَّ دُنْيَاهُ؛ أَنْ كَمَا يُرُيدُ
|
يَرْسُمُ الوَطَنَ هو فَارِسِهُ
|
|
عَنْهُ الأًبَاطِيْلَ يُفْنِي و يُبِيدُ
|
يَخْلِقٌهُ علي عَرْشِهِ أَبَدَا
|
|
لَإِنْ يَبْلًي الدَّهْرُ فَهُوَ جَدِيدُ
|
الآنَ، أَفَاقَ عَلَي أَحْلَامِهِ
|
|
مُبَعْثَرَةً في الفضاءِ؛ عَجَزَ يَصِيدُ
|
مِنْهُ قَدْ ضَاعَتْ، وَهُوَ اليَوْمَ
|
|
فِي العَرَاءِ صَبَّارٌ و وَحِيدُ
|
لا يَجِدُ مِنْ أَرْضِهِ إلَّا المِلْحَ
|
|
فَهَلْ بِغَيْرِ المَرَارَةِ يَوْمًا يَجُودُ
|
يَسْتَصْرِخُ البَيْدَاءَ، و تِلْكَ خَطِيْئَتُهُ
|
|
بِرَغْمِ مُزْنِهَا ما تَغَيَّرَ مِنْهَا جُمُودُ
|
قَدْ تَشِيْهُ فَقَطْ فِيْهَا مَلَامِحُهَا
|
|
وَيَظَلُّ عَلَي دِينِهِ فِيهَا الجُحُودُ
|
فَلْتَرْحَلْ عَنِّي بِكُلِّ ذِكْرَيَاتِي
|
|
نَفْسِي خَوَاءٌ فَكَيْفَ تُفِيدُ
|
و قَبْلَ أَنْ تَأْتِ، فَهَلْ يَوْمَا
|
|
أًصْلَ ذَاتِي و كَيَانِي تُعِيدُ؟
|
أَيَا كُلَّ مَنْ بِغَيْرِ ذَنْبٍ صُلِبَ
|
|
إِلَّا حُلْمًا بِأَنْ يَنْتَفِضَ القَعِيدُ
|
فِي رُوحِهِ مِنْ خُلُودِكُمْ إنْفُخُوا
|
|
فَحَيَاتُكُمْ لِتَاجِهِ العَنَاقِيدُ
|
إِنْ رَتَّلَ الوَطَنُ ما حَلُمْنَا دَوْمَا
|
|
فَقَدْ أَشْرَقَ فِي أَرْجَائِهِ العِيدُ
|