برحيل الأديب العالمي ابن مصر نجيب محفوظ من سماء عالم الأدب ليضع بصمة على جبين مصر المرصع بالأسماء اللامعة منذ القدم لتؤكد على دلالة لا يمكن إنكارها أن أحفاد الفراعنة هم خير خلف لذلك السلف  العظيم وأن اختلفنا في هذا فالمصريون هم حملة مشاعل حضارة عظيمة ولو فتحنا باب الشهود لتحدثت الأهرامات وحارسها الرابض بجوارها "أبو الهول" ليدلى بشهادته على مدى عظمة الأجداد.

وإذا فتحت المتاحف والمعابد وكل الآثار لتشهد على حضارة مصر بتاريخها الضارب في جذور الزمن ، ذلك الوتد الذي يمتد إلى عمق التاريخ من بداية العصر الفرعوني فالبطالمة والرومان ثم العصر القبطي ثم العصر الاسلامى مروراً بالتاريخ الحديث وأخيرا التاريخ المعاصر الذي يمتد حتى اليوم.

يحتفظ التاريخ لنا بأسماء لامعة منها ملوك الحرب والسياسة ومنها قادة الأدب والثقافة ومنها حماة التربية والتعليم.

ويعد نجيب محفوظ قائد الأدب والثقافة الذي أثرى حياة شعب مصر وأن لم يكن العالم العربي بل العالم كله من خلال ترجمة أعماله إلى كثير من اللغات.

ولو سمح لي أن اسميه "قاهر الزمن" الذي ترك عالمنا بعد حياة حافلة استمرت خمسة وتسعين عاماً لم تخلو من عطاء أدبي ، وإنتاج بديع لشخصيات عالمه القصصي ، والذي أصبح محفوراً في ذاكرة كل منا فقد سمح الأديب لنا جميعاً أن نعيش معه في قصصه وشخصياته فقد عشنا الحب معه في الحب فوق هضبة الهرم ، نعم مع "حضرة المحترم" فكانت لنا معه "بداية ونهاية" وبينهما ثلاثيته.

ذلك الجميل الذي وضع اسم مصر على صدر جائزة نوبل في مجال الآداب وان كرمته مصر بإعطاء أديبها قلادة النيل ووضع تمثال له ودكتوراه جامعة القاهرة الفخرية.

لما كان الله يرعى أديبنا فقد نجاه من خنجر الغدر عام 1994 ليبقى شاهداً ومعه شاهدين أن يد الغدر لن تبقى والبقاء على ساحة المجد للأفضل للتسامح والعطاء لا للعنف والبغي .

وهنا أبعث بكل الحب إلى من له الأمر في أن يجمع فيه تراث الرجل العظيم ، ويتم ضم أعماله المعجزة وآثاره الخالدة لإقامة "أكاديمية" أدبية خاصة به ، تقوم على دراسة نصوصه ، والكشف عن عطائه الفني والروحي متجدد الخصوبة والنماء ، منضماً في ذلك إلى طلب دكتور طه وادي مؤلفه "نجيب محفوظ أمير الرواية العربية" الصادر ضمن سلسلة لقرأ الثقافية التي تصدرها دار المعارف 2006

"ص 10"

والذي طالب بتقديم (طبعة شعبية) من أعماله الخالدة بأسعار زهيدة لكي يقرأها الفقراء وأنا معه في ذلك حيث أن مصر وهى تودع ابنها البار تنتظر مزيد من الأدباء الحاليين لكي يكملوا المسيرة بإبداعاتهم وأن ترى بذورها قد أنجبت العديد من أبنائها على مستوى نجيب محفوظ.

أما إطلاق اسم نجيب محفوظ على "ميدان سفنكس" فهذا الميدان قد أقيم لنجيب محفوظ فيه تمثال فما المانع من تسمية الميدان كله على اسمه.

وأخيرا فإذا حاولنا أن ننسى هذا العظيم  فان أعماله سوف تبقى على مدى الدهر تذكرنا به وبأعماله  الكثيرة والعديدة ، فيكفينا انك ابن مصر الحافظ الرافع لاسمها في مختلف الميادين العالمية لتحقق نصراً عظيماً في معركة نوبل لتنضم إلى جوار نجومنا العظام الرئيس الراحل محمد أنور السادات والعالم أحمد زويل والبر ادعى وأنت ياعم نجيب محفوظ.

ونتمنى من أبناء مصر أن يرفف اسم أبنائهم في نوبل وغيرها أننا نخطوا في سماء العالمية في مجالات غير ما نهتم به ليل نهار مثل كرة القدم فنرجو من شعبنا ألا ينسى نجيب محفوظ أو غيره من العلماء الذين سبقوا وقادوا مصر واسمها إلى الأمام وداعاً نجيب محفوظ

المصدر: ١٠ ‏/٠٧‏/٢٠٠٩ وحدة المعرفة نشرت فى وحدة المعرفة بتاريخ 10/ 7/ 2009
  • Currently 159/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
51 تصويتات / 438 مشاهدة
نشرت فى 7 يناير 2010 بواسطة Drnasser

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

109,476