كيتوزيس الأغنام
مرض التسمم الدموي الحملي ( سمدمية الحمل ) والخُلال في النعاج .
التعريف : قد يطلق على هذا المرض أسماء مختلفة وهي :
<!--التسمم الدموي الحملي في الأغنام
<!-- مرض الحمل
<!-- مرض التوأم من الحملان
<!-- كيتوزيس الأغنام
<!-- التشنج الحملي
هو مرض استقلابي يصيب الأغنام والماعز والأيل عديدة المواليد والتي تتمتع بصحة جيدة وسمنة مفرطة ، ويحدث المرض في الفترة المتأخرة من الحمل ( الشهر الأخير من الحمل ) ، نتيجة التغذية غير المتوازنة وإخضاع الحيوان لعوامل الإجهاد . ويتميز مخبرياً بنقص مستوى غلوكوز الدم ، وفرط خلون الدم وتراكيز مرتفعة من الحموض الدهنية غير المؤسترة
(NEFA ) في المصورة ، بالاضافة إلى ذلك فإنه قد يتطور تخلون الدم أثناء فترة الحلابة
( أي بعد الولادة ) في النعاج والأيل بشكل مشابه لما هو في الأبقار الحلوب ، ويتميز المرض في الأغنام بظهور العلامات الإكلينيكية العصبية والخزل والاغماء ( coma ) والهزال السريع .
الأسباب Etiology :
يؤدي اضراب استقلاب الكربوهيدرات إلى نقص معدل غلوكوز الدم ويحدث هذا النقص تحت تأثير العوامل التالية :
قلة كمية الكربوهيدرات المقدمة في عليقة الحيونات الحوامل في الشهرين الأخيرين من الحمل وخاصة الحيونات التي تحمل التوأم من الحملان وبعد أن خضعت إلى تغذية مركزة وجيدة في الأشهر الولى من الحمل . ويعتبر هذا العامل من اهم الاسباب في حدوث المرض
تعريض الحيوان المفاجئ لفترات تجويع قصيرة ومتتابعة لا يزيد مداها للفترة الواحدة عن يومين وذلك نتيجة الإهمال في التغذية والرعاية .
سرعة نمو وتطور الجنين في الشهرين الآخريين من الحمل تشكل 75% من وزنه الكلي وهذا يتطلب المزيد من الغلوكوز والعناصر الآخرى .
إخفاق الكبد في إنجاز بعض الوظائف الحيوية ومنها الوظيفة الغليكوجينية والبروتنية ومما يجب الاشارة إليه أن هناك بعض العوامل المهيأة لحدوث المرض نتيجة تعرض الحيونات لفترات من الجوع ناتجة عن فقدان الشهية لتناول عليقتها ، وهذه العوامل المساعدة على حدوث المرض هي :
أ-قلة الحركة والنشاط في الحيوانات الحوامل .
ب- سوء الأحوال الجوية ( البرد والعواصف ) وعوامل الإجهاد الأخرى
ت- عدم تأقلم الحيوان مع البيئة المتغيرة
ث- العدوى بالطفيليات مثل المتورقة الكبدية ، ديدان المعدة الخيطية الهيمونكس كنتورتس .
ج – الحيوانات الهرمة ونخر الأسنان
الإمراض PATHOGENESIS:
1-سمدمية الحمل PREGNANEY TOXAEMIA
تتعلق سمدمية الحمل باحتياجات الوحدة المشيمية – الجنينية (Fetal-placental unit) من الغلوكوز ، وتلبي احتياجات العضوية من الطاق لكل من المشيمة والجنين بشكل كامل تقريباً من الغلوكوز واللبنات ( اللاكتات Lactate ) ومشاركة قليلة من الأحماض الأمنية .
يستخلص الغلوكوز من دم الأم مع ما يتناسب مع حجم كل من الرحم والجنين ، ويعتبر الغلوكوز الممتص أو المأخوذ للمشيمة والجنين غير حساس لتراكيز أنسولين المصل ، وهكذا فإن احتياج الجنين للغلوكوز غير خاضعاً لنظام الإفراز الداخلي ( الغدد الصم ) عند الأم في الفترة المتأخرة من الحمل ، ويقدر الامتصاص المشيمي الجنيني على نحو (30%-40%) من غلوكوز دم الأم المزودة به ، وتبدو هذه النسبة ثابتة في مختلف معدلات إنتاج الغلوكوز عند الأم .
إذا وجدت التغذية الكافية فإن إنتاج الغلوكوز في النعاج الحوامل يكون عادة كاف ويسد حاجات الحمل ، أما عندما يكون الغذاء المتناول قليل وغير كاف ، فإن تركيز غلوكوز دم الأم الحامل سوف ينخفض أو ينحرف decline وتكون شدة انخفاض أو انحراف غلوكوز الدم هذا متعلقة بعدد الأجنة . لذلك فالنعاج التي تحمل التوأم تظهر تراكيز منخفضة لغلوكوز الدم وأقل من تلك التي تحمل جنيناً وحيداً ، وبالإضافة لهذه التغذية الغير كافية فهناك اختلافات معتبرة في قابلية (susceptibility) النعاج للإصابة بسمدمية الحمل ، فربما تكون النعاج ذات الاستعداد للإصابة مقاومة نسبياً للأنسولين مقارنة بالنعاج غير المستعدة (non susceptible) ، وربما هذا يدل على اختلافات أساسية في استقلاب الغلوكوز بين المجموعتين . وهناك أيضاً اقتراح بأن الاستجابة الكبدية لاستحداث الغلوكوز (Hepatic gluconeogenic response) ربما تختلف بين النعاج المهيئة للإصابة والنعاج غير المهيئة أو غير المستعدة للإصابة .
عندما تتعرج للجوع النعاج المهيئة للإصابة وهي في آخر فترة الحمل ، فإن إنتاج الغلوكوز الكبدي ينخفض غالباً إلى مستويات غير قابلة للقياس ، حيث أنه في النعاج المقاومة تحافظ على معدلات أقل قليلاً من المستويات الطبيعية .
إن انخفاض إنتاج الغلوكوز في الأغنام المهيئة للإصابة قد يكون مشابهاً للهبوط أو الانخفاض في استحداث الغلوكوز (gluconeogenesis) ذلك الذي يحدث قبل تطور العلامات الإكلينيكية للخُلال في الأبقار أثناء إنتاج الخُلال بشكل تجريبي عندها . هذه الملاحظات في الأغنام والأبقار تؤيد النظرية القائلة أن خُلال المجترات يتطور كنتيجة للتغيرات في استحداث الغلوكوز .
تزداد تراكيز كل من الأحماض الدهنية غير المؤسترة (NEFA) والأجسام الكيتونية في مصورة الأغنام الطبيعية أثناء فترة الحمل ، وهذه الزيادة تتناسب وحال التغذية وعد الأجنة . على كل حال فإن العلامات الإكلينيكية لسمدمية الحمل تبدو أنها لا تتطور في حال عدم وجود نقص في غلوكوز الدم .
إن التغيرات الاستقلابية البدئية ( الأولية ) في سمدمية الحمل في النعاج وخُلال الأبقار تبدو متشابهة ، أما العقابيل على أية حال غير متشابهة . وبالرغم من ندرة حدوث الحماض (Acidosis) فإنه يتطور دائماً مع حالة الكيتوزيس ( تخلون الدم ) في الأبقار ، وهو يحدث بشكل متكرر في حالة التسمم الدموي الحملي في الأغنام أيضاً .
الأجسام الكيتونية هي أحماض استقلابية ، ويعتبر تطور الحماض بالمشاركة مع فرط تخلون الدم شائع في معظم الأنواع (species) عدا الأبقار ، ويتوضح شدة الحماض الاستقلابي في الأغنام مع سمدمية الحمل من خُلال قيم (CO2) الكلي في المصورة ، والذي يعادل (12.5 Mm) في (11) حيواناً مصاباً ، والقيم الفردية كانت أقل من (4.8 Mm ) مقارنة مع القيم الطبيعية وهي (23Mm) ، ولإضافة إلى فرط كيتونية الدم والحماض ، فإن سمدمية الحمل تترافق غالباً مع التجفاف (Dehydration) وتغيرات الكهارل والقصور الكلوي ، ويعتبر التكهن بالشفاء من سمدمية الحمل أسوأ بكثير من الإصابة بالخُلال أثناء إنتاج الحليب (Lactation Ketosis) وذلك بسبب العقابيل المضاعفة .
رغم أن تراكيز غلوكوز الدم تنخفض بشكل شديد في المراحل المبكرة من سمدمية الحمل فإنها قد تصبح مرتفعة في المراحل المتأخرة من المرض ، وربما يكون هذا مترافقاً من موت الجنين والذي يظهر كنتيجة لتعزيز وريادة استحداث الغلوكوز .
1- الكيتوزيس أو خُلال الألبان ( الإرضاع ) Lactation Ketosis :
يعتبر خُلال الألبان أقل شيوعاً في الأغنام والماعز منه في الأبقار، ويبدو أن المرض متشابه ويشتمل على متطلبات عالية من غلوكوز الدم والطاقة لأجل الألبان ( الإرضاع ).
العلامات الإكلينيكية Clinical Signs :
بصورة عامة فإن العلامات الإكلينيكية لمرض سمدمية الحمل في الأغنام تتشابه مع أعراض الشكل العصبي لمرض الكيتوزيس في الأبقار .
سمدمية الحمل Pregnaney Toxemia :
في المراحل الأولية : من سمدمية الحمل تنفرد وتتأخر الحيوانات المصابة عن القطيع ، وتنخفض لديها الشهية للأكل والشرب ، وتبدو الحيوانات عمياء وتسير على غير هدى . في هذه المرحلة من المرض تسمع وتصفي الحيوانات المصابة بوضوح وتقابل الإنسان أو الكلاب المتقدمة إليها دون أن تهرب .
ويكشف الفحص الفيزيائي انخفاضاً في منعكس البؤبؤ للضوء وغياب منعكس حماية العين ، ويكون النبض والتنفس ودرجة حرارة الجسم في الحدود الطبيعية ، وتكون حركة الكرش أيضاً طبيعية .
يسير تطور المرض غالباً دون ملاحظة في هذه المرحلة ، إلا إذا كان المربي لديه خبرة مسبقة ، وقد يشم الفاحص رائحة الخلون في تنفس النعاج المتأثرة بالمرض .
في المرحلة الإكلينيكية : تصاب الحيوانات المتأثرة بالمرض بالكآبة وتكون غير قادرة على النهوض ، ويأخذ رأس الحيوان وضعية المحدق بالنجوم ، وقد يكون هناك طحن بالأسنان ، وثبات بالفكين وقد تحدث اختلاجات عصبية ، ويمكن أن تبقى الحيوانات بوضعية الاستلقاء القصي مع انفتال الرأس إلى الخاصرة أو ربما تتقدم الحالة إلى وضعية الاستلقاء الجانبي ، ويدخل الحيوان في حالة إغماء (coma) إذا لم يعالج وقد ينفق بعد (3-4) أيام .
وقد تتماثل الأم بالشفاء العاجل إذا نفق الجنين أو تخلصنا منه بإجراء العملية القيصرية وتتعرض الحيوانات المتأثرة بالمرض إلى عسر الولادة (dystocia) المترافق بضعف نشاط العضلات الرحمية والبطنية وضعف توسع عنق الرحم . وتشكل سمدمية الحمل غالباً مشكلة في القطيع في المجموعات المصابة وربما يصل إلى معدلات عالية يومياً ولعدة أسابيع .
خُلال الألبان ( الإرضاع ) Lactation Ketosis :
عندما يحدث خُلال الألبان كمرض أولي ، فإن العرض الإكلينيكي المميز هو عدم الرغبة في تناول العليقة ورفض تناول الحبوب في كثير من الحيوانات المتأثرة ، وقد يكون معدل استهلاك العلف طبيعياً أو منخفض قليلاً وقد يتدنى مستوى إنمتاج الحليب لعدة أيام .
الفحص الفيزيائي : قد يبدو الحيوان طبيعياً أو مصاب بالكآبة ، ويكون التنفس والنبض والحرارة ضمن الحدود الطبيعية ، وتكون حركة الكرش عادية أيضاً . ويفقد الحيوان وزنه خُلال فترة بسيطة .
ومن المهم إجراء الفحص الدقيق في حال الاشتباه بالخُلال أثناء الحلابة Lactation Ketosis لاستبعاد الأمراض الأخرى . فأي مرض يقلل بشكل نسبي من كمية العلف المأكولة وأقل مما يحتاجه الحيوان لإنتاج الحليب ، ربما يظهر كنتيجة في البيلة الكيتونية ، وهكذا فالخُلال قد يحدث بشكل ثانوي لأمراض أخرى .
الإمراض الإكلينيكي Clinical Pathology :
إن فرط كيتون الدم والبيلة الكيتونية هما أكثر المؤشرات الثابتة في سمدمية الحمل في النعاج والماعز . وقد يوجد في خُلال الألبان العديد من المؤشرات المخبرية المتغيرة وتكون تراكيز المصورة من بيتا هيدروكسي بيوترات B-Hydroxy butyrate ويرمز له اختصاراً (BHB) هي في الحدود الطبيعية . أما في الأغنام الحوامل فهي أقل من (0.5 Mm) وتتوشح علامات البيلة الكيتونية عادة عندما يصل تركيز الـ (BHB) في المصورة إلى (0.6-0.7 Mm) وإكلينيكياً قد تتطور البيلة الكيتتونية في الأغنام السليمة ولكن يجب أن تعتبر هذه الحالة مرحلة إنذار أولي (prodromal) من التسمم الحملي ، لذلك يجب زيادة النشأ والعليقة الكلية المأخوذة .
ومع ظهور العلامات الإكلينيكية لحالة سمدمية الحمل في الأغنام وتزداد تراكيز الأجسام الكيتونية (Acetoacetate + BHB) في المصل على ما يزيد عن (3 Mm) .
وتنخفض تراكيز غلوكوز الدم في المرحلة المبكرة من سمدمية الحمل وفي كل المراحل في خُلال الألبان ، وتكون القيم (20-40) ملغ/ديسي ليتر أو ما يساوي (1.1-2.2 Mm) شائعة.
وعندما يستمر مرض الحمل في النعاج إلى النقطة التي تدخل فيها مرحلة الإغماء أو فقدان الوعي (comatose) فعندما يتطور فرط غلوكوز الدم Hyperglycemia . وهذا يحدث عادة بعد موت الجنين .
ومن العلامات التي يمكن ملاحظتها أيضاً هي القصور الكلوي ، والتغيرات في الكهارل ، والتجفاف ويكون تركيز الكرياتينين (Creatinine) بشكل شائع أكثر من (2.25) ملغ/ديسي ليتر ، ويكون تركيز البوتاسيوم والمغنيزيوم والكالسيوم منخفض على الرغم من أن تركيز كالسيوم المصل هو عادة أقل من (6) ملغ/ديسي ليتر ، وتقيم حالة التجفاف بالشكل الأفضل من خُلال حجم الكريات الحمراء (P.C.V) وإن القيم التي تزيد عن 35% عادة تدل على شدة التجفاف . أما إذا كان فقر الدم موجود سايبقاً فقد يسبب خلل في تفسير قيم (P.C.V) .
الصفة التشريحية NECROPSY FINDINGS:
تكون الحيوانات النافقة بسبب سمدمية الحمل إما نحيفة جداً أو بدينة جداً وتحمل التوأم أو جنيناً واحداً وضخماً جداً ، وإذا حدث موت أو نفوق الجنين قبل الولادة ، فيمكن أن تكون الأجنة في مراحل مختلفة من التحلل والتفسخ ، ويكون الكبد دهني ومتضخم بشكل كبير ، وذات لون أصفر فاتح وسهل التفتت وملمسه دهني ، وتصاب الغدد الكظرية والقلب والكليتين بالارتشاح والتنكس الدهني .
التشخيص Diagnosis :
يعتمد تشخيص سمدمية الحمل في الأغنام والماعز على مرحلة الحمل ، ووضوح العلامات الإكلينيكية والفيزيائية وعلى تاريخ الحالة المرضية والتغذية وإدارة ورعاية القطيع ، ومخبرياً يعتمد على وجود الأجسام الكيتونية في البول الذي يعطي نتيجة إيجابية مع اختبار نيتروبرسيد الصوديوم في الحيوانات المتأثرة بالمرض ، وفحص عينة الدم تشير إلى هبوط معدل غلوكوز المصل عن الحدود الطبيعية .
التشخيص التفريقي : Different Diagnosis
يجب التفريق عن نقص كالسيوم الدم الذي يشابه إكلينيكياً في كثير من الأحيان سمدمية الحمل ، فكلتا الحالتين تحدث في الأغنام في المراحل المتأخرة من الحمل ، وتتميز بالاستلقاء والمشية والهيئة غير الطبيعية ، حيث يتميز نقص كالسيوم الدم عادة باضطجاع الحيوان أو الاستلقاء لمدة أقصر منها في سمدمية الحمل ، ويحدث عادة عند انتشار القطيع بعد فترات من الجهد والتعب والجهد المفاجئ أو بعد شدة تقنين كمية الغذاء المأخوذ ، وتفريق كلتا الحالتين يمكن أن يكون اعتماداً على تركيز كالسيوم المصل ، والذي يكون عادة أقل من /6/ ملغ/ديسي ليتر في حالات نقص كالسيوم الدم الأولى ، وتكون الاستجابة للعلاج عند نقص كالسيوم الدم عادة سريعة ، في حين تكون الاستجابة لعلاج سمدمية الحمل هي غالباً غير مجدية ، (Unrewarding) ، كما يجب التفريق عن مرض الليستريا وداء الكلب ، والإصابة بطفيل المخ ( سينيوريس سبيربراليس ) وخراج المخ ، وحموضة الكرش .
يعتمد تشخيص خُلال الألبان على مرحلة الحلابة ( الألبان ) والفحص الفيزيائي ووجود الأجسام الكيتونية في البول أو الحليب ، وعادة تصاب الحيوانات في أول شهرين من الحلابة ( الألبان ) ومعرفة نقص الطاقة و ( أو ) النشاء غير الكافي في العليقة يفيد أيضاً في وضع التشخيص الصحيح .
سير المرض والإنذار :
تتراوح مدة المرض من /6-8/ أيام وتصل نسبة النفوق إلى حوالي 90% من الحيوانات المتأثرة بالمرض إذا لم تعالج في حينها ، ويمكن الحصول على الشفاء إذا قدمت المعالجة في المراحل الأولى من المرض أما المراحل الأولى من المتقدمة فلا أمل في شفائها ، ويمكن الحصول على شفاء سريع بالتخلص من الجنين .
المعالجة Treatment:
يتضمن علاج سمدمية الحمل تزويد الحيوان المتأثر بالمرض بالطاقة والغلوكوز ، وتعديل التغيرات الثانوية المترافقة كالحماض (Acidosis) والتجفاف (Dehydration) ، ويكون العلاج غالباً غير ناجحاً وخاصة عندما تتوصل الأم إلى مرحلة الاضطجاع على الأرض وعدم مقدرتها على النهوض .
لقد طبقت طرق علاجية عديدة ، وكانت النتائج مختلفة وغير متوقعة ، فربما كانت الاستجابات المختلفة للمعالجة المطبقة من قبل الباحثين ناتجة عن الاخفاق في تقدير الحالات الفردية لكل من الإماهة (Hydration) وتركيز كهارل المصل والوظيفة الكلوية (Renal Function) ، وحالة التوازن الحمضي – القلوي (Acid-Base Status) في العضوية . لذلك يجب معرفة درجة الإماهة قبل البدء أو الشروع بالمعالجة ، وذلك بواسطة معرفة حجم خلايا الدم الحمراء (P.C.V) وكذلك تحديد كهارل المصل وخصوصاً الكالسيوم والبوتاسيوم ، وتقدير الوظيفة الكلوية بوساطة آزوت البوريا في الدم أو تركيز الكرياتينين .
وتقدير حالة التوازن الحمضي – القولي بوساطة تركيز (CO2) الكلي في المصل . كما يجب تحديد تركيز غلوكوز الدم لأن النعاج المتأثرة بسمدمية الحمل يتطور لديها فرط غلوكوز الدم بعد بداية ظهور العلامات الإكلينيكية . ويفيد تعداد كريات الدم الكلي في حالة وجود الإنتان (Sepsis) .
يجب تعديل حالة التجفاف وتغيرات الكهارل والحماض الاستقلابي بحقن السوائل المناسبة ويؤثر شدة العلامات الإكلينيكية وسير المرض في الإنذار والتكهن بالنتائج والإستجابة للمعالجة .
في الحالة المبكرة من المرض وعندما يزال الحيوان يتناول أعلافه ، فإنه من الضروري زيادة الطاقة المأخوذة أو محتوى النشاء في العليقة ، فالحيوانات المتأثرة بالمرض تستمر في تناول العلف إلا أنها لا تبحث عنه ، لذلك فالتغذية اليدوية لمثل هذه الحيوانات ضرورية ومفيدة ، أما عند قلة تناول العليقة يجب تطبيق المعالجة المقوية بحقن محاليل الغلوكوز عالية التركيز مرة أو مرتين في الوريد ، بالإضافة لذلك يمكن حقن الكهارل اللازمة . ويعتبر هذا العلاج ليس عملياً في حال وجود المرض بكامل القطيع ، لكنه يستخد\م هذا العلاج للحالات الفردية .
أنها الشكل الأمثل للمعالجة . لقد قام البعض بمعالجة سمدمية الحمل بإعطاء (44) غرام من الغلوكوز عن طريق الفم ، يعطى المحلول الذي يحوي الكهارل والغليسين إضافة إلى الغلوكوز كل (4-8) ساعات حتى يحدث الشفاء ، رغم أنه من الصعب الفهم كيف أن التجريع الفموي بكميات صغيرة من الغلوكوز يمكنه أن يؤثر على تركيز غلوكوز الدم في المجترات البالغة وزيادة تركيز غلوكوز الدم عندها ، فقد حققت هذه المعالجة معدلات شفاء عالية من مرض سمدمية الحمل ، فمن أصل (29) حالة معتدلة و (49) حالة شديدة ، وجد أن نسبة الشفاء كانت على التوالي (90%) و (55%) ولدت حملاناً طبيعية ، وقد لاقى آخرون النجاح الأكيد بعد المعالجة بالحقن المتكرر للغلوكوز بالوريد في حالات سمدمية الحمل .
عالج أحد الباحثين أيضاً بنجاح عنزات حلوبة (dairy goats) متأثرة بسمدمية الحمل .
عن طريق حقن (5-7) غرامات من الغلوكوز بالوريد وبنسبة تركيز (50%) كمحلول مائي بوساطة القسطرة الوداجية بمعدل (6-8) مرات في اليوم . ويجب أن تستمر المعالجة أحياناً حتى تبدأ الحيوانات بتناول العليقة ، وقد تستخدم تراكيب مختلفة من الغلوكوز والهرمونات والكهارل أيضاً في علاج سمدمية الحمل . ويستخدم الغليكول بروبلين أو الغليسرين كعلاج مضاد في الحالات الشديدة . ويعطى كلاً منها عن طريق الفم بمقدار (60-90) غراماً في المرة الواحدة ويعطي (2-3) مرات يومياً .
ويستخدم السيتروئيد الإبتنائي (anabolic steroid) وخلات الترينبولون (trenbolone acetate) لتنشيط الشهية وتخفيض معدل خلون الدم وتركيز الحموض الدهنية كما يعطي الأنسولين بالمشاركة مع علاجات أخرى ليقلل من استحداث الخلون (ketogenesis) .
أو تعبئة ( mobilization) الحموض الدهنية فتعطى الجرعة العلاجية بمقدار (20-40) وحدة دولية ( IU) من بروتامين الزنك أنسولين حقناً بالعضل أو تحت الجلد كل يومين مرة واحدة ولمدة ثلاث أيام ( ثلاث معالجات ) . ويعتبر التخلص من الأجنة طريقة في المعالجة وذلك بإجراء العملية القيصرية ، أو تحريض الولادة باعطاء ( 10) ملغ ديسكا ميتازون قد يكون ناجحاً في لإبطال علامات سمومية الحمل ، وذلك شرط أن لا يكون الحيوان مصاب بالقصور الكلوي ، وأن يكون كلاً من التجفاف والحماض الاستقلابي واضطرابات تركيز كهارل المصل قد عدلت بشكل صحيح . وربما تكون الجرعات العالية من الريكساميتازون (25) ملغ مفيدة أيضاً في حماية الحيوان تجاه التأثيرات الخاصة بالحماض الاستقلابي ونقص حجم الدم
( hypovolemia).
يعالج خُلال الألبان بحقن (200-400) ملليتر من محلول (10%) غلوكوز ، بالاضافة إلى إعطاء (60-90 ) غراماً من الغليكول بروبيلين عن طريق الفم ، وربما تعطى القشرينات السكرية ( gluco corticoids) لكنها غير ضرورية بشكل متكرر .
إذا كان الخُلال ثانوياً لمرض آخر ، عندها يجب معالجة المرض الأولي مع معالجة الخُلال . وربما يعتبر استخدام القشريات السكرية مضاد استطباب إذا كان الخُلال مرافقاً لمرض خمجي . في حالات خُلال الألبان يجب أن يكون الغذاء محسناً بعد المعالجة وإلا سوف تحدث النكسة ثانية
الوقاية Prevention:
ينصب جل اهتمام الطبيب البيطري بعد تشخيص سمومية الحمل على وقاية الحالات الآخرى في القطيع ، وتكون معايير الوقاية سهلة وفعالة ، لكنها تتطلب فهماً جيداً للمتطلبات الغذائية للنعاج والماعز والظباء خُلال دورة الحمل والإرضاع ، فيجب تغذية الحيونات بشكل صحيح وأن تكفي لسد احتياجاتها من الطاقة والبروتين في جميع مراحل الدورة التناسلية ن ويجب تطبيق العناية الكافية في المراحل المبكرة من الحمل وفترة ما قبل الولادة حتى لا تصبح هذه الحيونات سمينة بشكل مفرط .
تكون النعاج والظباء البدينة عرضة للاصابة بسمومية الحمل ، وربما يكون هذا متعلقاً بنقص الفذاء المتناول والاستجابة الشديدة لتنشيط تحلل الدهون ( lipolytie stimuli) ويكون هذا تبعاً لمرحلة الحمل أو الإرضاع .
عندما تصبح الحيونات بدينة بشكل مفرط قبل التلقيح ، فإن حالة الجسم سوف تتدهور مع تقديم حمية غذائية ناقصة أو محددة الطاقة خُلال (8) أسابيع الأولى من الحمل ، لذلك يجب تزويد العليقة المقدمة للنعاج والظباء بمستوى زيادة مستمرة من التغذية خُلال الشهرين الأخيرين من الحمل .
ويجب أن تقدم الأعلاف الخشنة وذان النوعية الجيدة للنعاج والظباء الحوامل ، أما في مراحل الحمل المتأخرة فيجب تزويد العليقة بالحبوب . إن القاعدة المفيدة من هذا التغير المتكرر هي أن نبدأ بالتغذية بالحبوب ( 0,6) كغ في اليوم لمدة (4-6) أسابيع قبل الولادة ، ويمكن زيادة هذه الكمية بحيث يتناول الحيوان الواحد بشكل تقريبي ( 0,9) كغ من الحبوب في اليوم خُلال الأسبوعين الأخيرين من الحمل . بالاضافة إلى الحبوب المتناولة يعتبر البروتين المضاف للعليقة هام جداً في الوقاية من حدوث سمومية الحمل . ويجب ان يكون التركيز الكلي للبروتين الخام في الغذاء المقدم للنعاج في المراحل الأخيرة للحمل بمعدل (%12-11) كما يجب أن تحلل أعلاف القطعان الكبيرة من اجل معرفة محتواها الغذائي ونسبة توازن مكوناتها وفقاً للاحتياجات الثابتة .
يجب ان تراقب النعاج والظباء مراقبة دقيقة في آخر فترة الحمل ، فالحيوانات التي فقدت وزنها ، يجب أن تتلقى زيادة في العليقة ، وقد أعلن ان فائدة تمرين الحيوان تتلخص بقلة حدوث التسمم الدموي الحملي عند النعاج والظباء ، ويجب إجبار الحيوان على التمرين أو المشي من الحظيرة إلى منطقة تناول العليقة .
يجب حماية الحيوان أثناء الطقس البارد ن وتزويد العليقة بالإضافات العلفية ، وخاصة بعد عملية جز الصوف ، كما يجب معالجة الطفيايات وتعفن الأطراف والمراض الآخرى وللإقلال من حالات الإجهاد ، كما يجب فحص الحيونات قبل موسم التلقيح ، ويجب فحص الحيونات الهرمة ، أو التي لديها مشاكل في الأسنان ، فيجب أن تنسق من التربية ، لأنها تكون عرضة لتطور سمدمية الحمل
الخلاصة : SUMMARY
تحدث سمدمية الحمل عند النعاج والظباء عندما لا يستطيع الحيوان أن يفي احتياج الوحدة المشيمية – الجنينية من الغلوكوز ، لذلك يتطور نقص غلوكوز الدم لديها ، وهناك اختلافات فردية في قابلية الاصابة أو الاستعداد للاصابة ، وربما تكون هناك اختلافات أساسية في استقلاب الغلوكوزبين الحيونات ذات القابلية العالية للتأثر بالمرض والحيوانات غير القابلة للإصابة وتترافق حالة الإصابة بالمرض بزيادة تركيز الحموض الدهنية غير المؤسترة
( NEFA) والأجسام الكيتونية في البول ، وتتطور التغيرات الاستقلابية العديدة نتيجة لنقص غلوكوز الدم وفرط كيتون الدم وهذه تؤثر في الإنذار والتكهن ، اما التغيرات الثانوية المرافقة فهي الحماض والتجفاف والاخفاق الكلوي . وتعتبر المعالجة المتكررة غير ناجحة ، لكن يمكن اعتبار أن إعطاء الجرعات الصغيرة والمتكررة ذات فائدة كبيرة بعد السيطرة على التغيرات الثانوية الأخرى كالحماض والتجفاف . يمكن تطبيق الوقاية بسهولة باستخدام الوسائل الغذائية وتكون هذه الوقاية مجزية أكثر من المعالجة ، ويجب تغذية النعاج والظباء بما يتناسب مع احتياجاتها المتغيرة من الطاقة خُلال الدورة التناسلية .
--------------------------------------------------------
الدكتور أحمد عيسى عواس
كلية الطب البيطري – قسم أمراض الحيوان