ضحكت كثيرا وأنا اقرأ هذا الخبر الذي يتحدث عن كشف لطبيب مصري متخصص فى أمراض القلب عن أن الزوجات اللاتي يتنازعن ويتشاجرن مع أزواجهن، يحمين أنفسهن من أمراض القلب وغيرها التى تسبب الوفاة، وان العكس صحيح، فالزوجات اللاتي يلزمن الصمت فى الخلافات مع أزواجهن يعرضن أنفسهن للإصابة بالأمراض القلبية أكثر من غيرهن أربع مرات.
فى العادة فان النساء لا يكبتن شيئا بداخلهن مطلقا وإذا لزمت إحداهن الصمت فقد يكون لمجرد دقائق او ساعات قليلة إلا وتعاود كرة الانفجار فى وجه الزوج مثل المدفع ، وإذا تحدثنا عن الحقيقة فان المكبوت فعليا هو الرجل لانه يتحمل ويتلقى تبعات كل شئ فوق رأسه ولا يتحدث ولا يتكلم ولا يشكو إلا إلى خالقه عز وجل .
الضغوط فى العمل هى احد مسببات الكبت لدى الرجال ، والكبت هو المرض الجديد الذي يجعل الإنسان ربما يسير صامتا واجما مما يجرى حوله من أحداث ، الكبت فى العمل نتيجة ضغوط أرباب العمل لإنجاز الأفضل والأحسن ، ويجد الإنسان منا نفسه تحت ضغط متطلبات الحياة المعيشية التى تقوم بدورها بالضغط عليه لتقبل أى شئ وأى رأى قد يكون يخالف ما يقتنع به هو ، فمنطق لقمة العيش يفرض نفسه بقوة فيقع الإنسان تحت ضغط الكبت والكتمان فى نفسه بين ما يرفضه وما يطلبه واقعه .
الكن هل تصدق ان العكس صحيح من الضغوط المفروضه من الزوجه على الزوج وخاصتا ان كانت هى التى تحمل عنه معانات العمل فتضيف له الكأبه والنكد المركز
وهناك مصادر اخري للكبت لدي الزوج منها الكبت المنزلي ويحدث حين ترهق الزوجة زوجها بالمطالب الكثيرة وربما تتحدث كثيرا فى وقت لا يستوعب فيه زوجها أى كلام نتيجة الكبت السابق " العمل " وتجد أنها لا تعبأ بما يحس به أو يشعر به زوجها مما يدفعها الى الهجوم على الزوج فى حدة ويبلع الزوج غضبه مؤثرا السلامة والكتمان حتى يفوت اليوم على خير كما يقولون .
فمثلا زوجتى اسمها بسمه ولم أراها تبتسم ولو لمره بل بالعكس عندما تبتسم اعرف ان اليوم لن يمر بسلام من رفع الضغط والسكر فهذه ضغوط لايعلم مداها الا الله
وهناك كبت رغيف العيش وهذا نوع آخر من الكبت ظهر فى بعض البلدان النامية وخاصة "مصر" وهو يشبه الكبت "الجنسي" حيث يتمناه الإنسان ولا يدركه إلا بعد انقضاء مرحلة طويلة من العمر بسبب ازمة المساكن والبطالة ، اقصد الطابور للفوز بعشرة أرغفة منحها إياه صاحب المخبز الذي يهرب ثلاثة أرباع حصة الدقيق المدعم الواردة إليه إلى القطاع الخاص تاركا من فى الطابور يموت من الغيظ خاصة فى عدم وجود رقيب على أى شئ .
وكبت التعليم حيث يظل الطالب يتلقى الدروس بطريقة "الشرب المركز" دون أى فهم لكى يصب ذلك فى الامتحان آخر العام وهو واقع تحت ضغط المدرس والدروس الخصوصية والرهبة التى جلبت فوبيا المدرسة أو الفصل وكراهية التلاميذ للتعليم والعلم وفى بعض الحالات الوفاة من رعب الضرب من المدرس .
وهناك الكبت الاعلامى فلا يسمع او يري إلا مايريده الإعلام الرسمي أن يراه حتى لو كان تافها او دون المستوى او به ما يغيظ من ادعاءات غير صحيحة تثير الحنقة واياك أن تتكلم !!.
الفواتير التى تنزل كالصاعقة على الرأس دون أى مبرر لحجم الاستهلاك الرهيب بها وعندما يتظلم يتلقى الرد المعتاد ادفع وبعدين اشتكى فيقع فى دائرة الكبت الحكومى الذي لا فائدة من الصراخ أمامه اصرخ كما تشاء فلن يسمعك احد .
الكبت أصبح مسيطرا علينا بشكل غير عادى وأصبحنا نعج بالامراض النفسية بشكل غير مسبوق فظاهرنا الابتسامة والعقل الراجح والرزين وباطننا الصراخ والحاجة الى الشكوى والضرب بعرض الحائط لكل الاعراف والقوانين ، ولكن ما من مجيب فليس لنا الا الله عز وجل .
ساحة النقاش