كلمات مِن نور
الحمد لله القائل ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴾( الإسراء 82 ) والصلاة والسلام على رسوله الكريم القائل : ( اللهم أذهب البأس وأشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاءك شفاءً لا يغادر سقماً ) ، اللهم إنا عبيدك بنو عبيدك بنو إمائك نواصينا بيدك ماضٍ فينا قضاؤك نسألك بكل أسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا وغمومنا ونور صدورنا وشفاء لنا ورحمة يا ذا الجلال والإكرام ، اللهم إنا نسألك يا إلهنا ومولانا شفاء ورحمة من كل سحر وحسد ومس وعين وألم وفتنة وعلة ومرض ووسوسة ، اللهم إنا نسألك شفاء ورحمة من كل جلطة وشلل وضيم ومرض يا ذا الجلال والإكرام.
إخواني وأخواتي
من ابتلي منكم بسحر أو حسد أو عين أو مس أو غيره من الأمراض فإنه يجتهد ويصبر في دفع هذا البلاء ، وقد يتأخر الشفاء لحكمة أرادها الله ، ونحن مأمورون بالصبر والمصابرة ، يقول سبحانه { يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون } ويقول سبحانه { ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات و بشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون } ، ويقول سبحانه { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب } ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من يرد الله به خيراً يصب منه ) أي يصيبه وإنه سبحانه ليرفع بهذه الأمراض كثيراً من عباده وإمائه في أعلى الجنان وقد سبق في علم الله أنهم لن يصلوا إليها - أي إلى رفيع الدرجات وإلى أعلى الدرجات من الجنان - إلا بهذه الابتلاءات فأراد الله سبحانه وتعالى ، فله الحمد على كل حال ونعوذ بالله من أهل النار.
ويجب التنبيه إلى أنه لابد من يقين صادق في أن القرآن شفاء ، وألا يكون استخدامه من قراءة واستماع إليه بقصد التجربة فقط إن انتفع به استمر واستمرت وان لم ينتفع ترك وهجر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، فالقرآن شفاء ورحمة للمؤمنين فقط ، فيجب علينا أن ندخل في هذه الدائرة أي دائرة الإيمان حتى نحظى بأن يكون القرآن شفاء ورحمة لنا ، وأن لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فقد سحر وسحر بعض أصحابه وسحر بعض التابعين وبعض الدعاة المخلصين، ولا حول ولا قوه إلا بالله العلي العظيم ، فأننا نستدفع كل سحر وكل حسد وكل عين وكل مس وكل بلاء وكل ضيم ومرض بلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ومن المقرر عند العلماء أن الرقية لا تنفع في ذاتها، وإنما تنفع بإرادة الله وقدرته لأن أملنا ورجاءنا وتعلقنا كله بفاطر السموات والأرض نرجو رحمته وعافيته ونخشى عذابه وانتقامه، ونلوذ به دائما وأبداً في أن يدفع عنا كل شر وضير، هو ولينا وناصرنا وهو يشفينا ويعافينا وهو يحمينا وهو يرشدنا وهو يحفظنا وهو يكلأنا سبحانه هو مولانا نعم المولى ونعم النصير.
ولابد أن يكون في الحسبان
أن حالات الأسحار والمس القديم والمس العاشق والحسد القوي
قد يستمر علاجه طويلاً ونحن متعلقون به سبحانه فما وقع البلاء إلا بإذنه
فنحن ندعوه ونتضرع إليه في أن يرفع هذا البلاء
وأبعث بخمس رسائل
الأولى
لعامة الناس بأن يرجعوا إلى كتاب الله العظيم قراءة وتدبراً وعملاً واستشفاء ، ويجب أن يتحقق كما أسلفت الإيمان حتى يأتي أثر القرآن فينا ، و والله إن الكثير من الناس عندهم أمراض كثيرة قد عجز الطب عنها ولازال الكثير منهم على أبواب الطب الحديث ، ولكن الشفاء في آيات الله تعالى العظيمة ؛ فكم من سحر أو حسد أو عين أو مس فعل الأفاعيل في بني آدم من أعلى رأسه إلى أسفل قدميه ، على عقله أو نفسه أو جسده أو خُلقه أو معاملته ، فعودة إلى الكتاب المنير ، العظيم ، المجيد .
الثانية
لولاة الأمر في ديارنا وجميع الديار ، بأن يذللوا الصعاب ، تجاه الرقاة، فهم والله على نور فكيف لا وهم مع النور ؟! لا بأس بمتابعته ونصحه ، ووددت أن يكون له مقرا معينا ، وأن يكون له غرفة خاصة في كل مستشفى يرقي فيها ، فإنما هو يرقي بكتاب الله تعالى.
والراقي قد يخطئ كما يخطئ الطبيب العادي ، لاسيما أن الراقي يتعامل مع جنس آخر مع جبهة قوية عظيمة مارده لا ترى، وهو يجتهد بالليل والنهار في فك رق سحر مسحور أو حسد محسود وتنفيس كربة مكروب ، وقد يكون وأقول ذلك وإنا على يقين والكل من الرقاة يوافقني ذلك، أن الجان قد يقتل من كان فيه سواء كان فيه بسبب أمر الساحر أو العشق أو لقوة السحر أو انتقام منه أو غير ذلك ، وكيف يبرأ الكثير من الأطباء ويحاسب حساباً شديداً الراقي الشرعي عند خطاه؟! وددت أن يفتح المجال وتخصص الدور التي لها نظامها وعملها المقرر من أهل الاختصاص في هذا المجال العظيم ، ولها رقابة من هيئة لها علم ودراية بهذا العلم المندثر.
الثالثة
للرقاة ، نحن نريد مرضاة الله تعالى فلابد أن نكون قدوة حسنة ولابد من الإخلاص وإتباع السنة ونبذ الحسد والهوى ، فنحن نتعامل مع أخوة لنا وأخوات ، قد استأمننا الله عليهم فلابد من مراقبة الله تعالى فيهم كيف لا ونحن في مقام الأطباء ، وقد يكون الراقي استشاريا نفسيا وقد يكون جراحاً وقد يكون مصلحاً اجتماعياً ، وهو داع إلى الله تعالى وجنته، وليس فقط مجرد رقية لا، بل أعم من ذلك ، فلتصحح النية ولا يغتب بعضنا بعضاً فلكل مجتهد نصيب ، وما يدريك فلعل الله تعالى يرفع ذلك الراقي المبتدئ البسيط ويخفض البعيد الذي له أمره في مجال الرقية وله انجازات عظيمة بسبب حسده وغيبته وتكبره وتغطرسه بعد أن من الله تعالى عليه.
فلابد أن نتسامح فيما بيننا ونتنافس تنافسا شريفا من دون غل وحقد وغيبة واستصغار واحتقار، ووددت أن ييسر لنا نحن الرقاة اجتماعا عاجلا وليكن لنا موجها ومرشدا من أولي العلم الموثوق بهم بشرط أن يكون على دراية وبصيرة بهذا العلم في إحدى مناطقنا نوحد فيه الكلمة ونكتب فيه ونضع النقاط على الحروف، نبين فيه الأخطاء العقدية والعملية لتعاملنا مع الحالات والجن الذين نحن نتعايش معهم وندلى برأينا في ذلك ونناقش ونكون أمة واحدة بدل أن تكون المقالات منا لبعض تشهيرا وزورا ولا يظفر بذلك إلا لمن كان له ظهر قد ضامه قلبه فنفس عنه في الجرائد غلا وحقدا ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أيها الأخوة يقول سبحانه { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} فعودة إلى الكتاب والسنة والخلق الحسن وليكن همنا جميعاً أن يشفى المريض وليس همنا أن نكون نحن سببا في شفاءه ، فقد يشفيه الله تعالى عند ذاك وليس عندك ، فليعلم ذلك ويطبق ، وألا يتعجل الكثير من الرقاة في التحويل إلى المصحات النفسية ويجب استشارة ذوي الخبرة دائماً والقراءة المكثفة ( إن الرقية بحر لا ساحل له )
الرابعة
للأطباء أهل الطب الحديث الذين برعوا في مجال الطب الحديث والذين أنكروا تأثير القرآن أقول :
يا أيها الأطباء إن كثيراً من الأمراض التي تعالجونها لا تفيد علاجاتكم فيها فرويداً رويداً وكم من شخص قد عمل له عمليات ولكن دون جدوى ، فما عندكم علم بسيط من علم الله العظيم ، ويا ليتكم تعودون لأساس العلم ألا وهو الكتاب والسنة، وكثير منهم في مستشفيات خاصة أخذوا عشرات بل مئات الألوف لتشخيصات واهية ، فنقول : ألا أوقفتم جهودكم وابتزازكم حتى يأتي القرآن الشفاء والرحمة فيريكم عجباً فيما عجزتم عنه، وأقول للأطباء النفسيين وغيرهم من منكري دخول الجن في الإنس ومنكري التأثر بالقرآن أن يتريثوا وينظروا عن قرب ويتركوا تكبرهم وغطرستهم خاصةً في الأمور الشرعية الواردة في الكتاب والسنة ويحضروا دور الرقاة وحالات المس ، وهذا علم لا يؤتاه إلا من أختصه الله فأهل القرآن هم أهل الله وخاصته كما ورد في الحديث الصحيح ، فلا تفتروا على الناس وتجعلون شهاداتكم درعاً لكم ووقاية، ويا حبذا أن علمكم يندرج تحت الكتاب والسنة ، وقد فعل بعضكم هذا وفقهم الله تعالى وعلم مخالف للكتاب والسنة يضرب به عرض الحائط ، وأكثر النظريات غربية في شأن النفس وأمورها.
الخامسة
للذين يبتلون الناس من السحرة والحساد والحقدة والكائدين ، اتقوا الله تعالى فإنكم على خطر وظلم عظيم لعباد الله وإمائه ، وتعلمون عقوبة الظالم في الدنيا والآخرة يقول الله تعالى { والله عزيز ذو انتقام } ، { وما للظالمين من أنصار } ، { ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع } ، ويقول النبي صلى الله عليه ( اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ) ويقول سبحانه { إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته } ؛ ألا فانتبهوا من رقدتكم ، فأنكم ستموتون ولن تخلدون على هذه البسيطة ، فعودوا إلى الله تعالى ولا تظلموا عباده فان المظلوم له دعوة مستجابة حتى ولو كان كافراً فكيف بعباد الله الأتقياء القائمين والقائمات لليل ؟!
قال النبي صلى الله عليه وسلم : حد الساحر ضربة بالسيف
وقال صلى الله عليه وسلم : اجتنبوا السبع الموبقات - أي المهلكات -
الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ،
والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات - أي العفائف - المؤمنات الغافلات- أي الغافلات عن الفواحش
متفق عليه
ساحة النقاش