بحيــرة قـارون ..مخزون بيئى متجدد
بحيرة قارون هي ثالث أكبر البحيرات في جمهورية مصر العربية. ويتراوح عمقها ما بين خمسة أمتار شرقـاً إلى إثني عشر متراً غربـاً. وتعد بحيرة قارون جزءاً من بحيرة موريس القديمة التي زارها المؤرخ هيرودوت عام أربعمائة وخمسين قبل الميلاد. وتوجد في بحيرة قارون جزيرة تعرف بالقرن الذهبي، وهي موقع ممتاز لممارسة الرياضات المائية مثل التزحلق وصيد الأسماك والطيور. وتقع بحيرة قارون في منخفض الفيوم الذي يوجد في الصحراء الغربية على بعد مائة وثلاثة كيلو مترات جنوب غرب القاهرة. وتشتهر واحة الفيوم بمناظرها الرائعة واعتدال مناخها على مدار العام، كما يوجد بها بعض الآثار الفرعونية والرومانية واليونانية والقبطية والإسلامية.
محمية بحيرة قارون
الموقع :
تقع بحيرة قارون في الجزء الشمالي الغربي لمنخفض وادي الريان، وتعتبر من أقدم البحيرات الطبيعية في العالم وهي البقية من بحيرة موريس القديمة .
المساحة:
وتبلغ مساحتها حوالي 55 ألف فدان ويتراوح عمقها 5-12 م ومنسوب سطح المياه فيها 45 م وتترواح نسبة الملوحة فيها 32-35 جم/لتر .
التكوين البيئي للمحمية ومميزاتها :
* يشتمل الجزء الشمالي للبحيرة علي منطقة جبل قطراني وهي منطقة صخرية من الحجر الجيري تحتوي علي حفريات ثديية هامة عمرها حوالي 3-10 ملايين سنة والتي ظهرت فيها حفريات أقدم قرد في العالم "قرد الايجبتيوس" وبعض الأشجار المتحجرة .
* توجد بعض التكوينات الجيولوجية الهامة علمياً وتاريخياً في شمال شرق البحيرة وكذلك بعض المستنقعات المائية التي تحتوي علي مجموعات نباتية متنوعة.
* تهاجر إلي البحيرة كثير من الطيور المهاجرة والمقيمة في فصل الشتاء .
* توجد بالبحيرة بعض الأنواع المتوطنة من الأسماك مثل أسماك البلطي الأخضر وأنواع منقوله وتأقلمت مثل أسماك موسي والبوري وبعض اللافقاريات مثل الجمبري الأبيض
* توجد بعض المناطق الأثرية الموجودة علي سواحل البحيرة منها الفرعونية والرومانية مثل منطقة الكنائس ومعبد الصاغة ومعبد قصر قارون، ومنطقة أهريت ودير أبوليفه وغيرها وكذلك بعض المناطق الجيولوجية القديمة وبها حفريات نباتية وحيوانية .
الثروة السمكية فى بحيرة قارون
كانت مياه البحيرة عذبه ومصايدها مزدهرة حتى عهد قريب ، ولكن قل إنتاجها من الأسماك النيليه بسبب :
1- حرمانها من مياه الفيضان العذبة المحملة بالمخصبات كالنترات والفوسفات الضروريه لزيادة الإنتاج الأولى .
2- زيادة معدل البخر بحرارة الشمس نظراً لإتساع رقعة البحيرة .
3- تراكم أملاح مياه الصرف بالبحـيرة .
وتبع ذلك إرتفاع ملوحة مياه البحيرة بشكل مطرد عاماً بعد آخر .. فبعد أن كانت ملوحتها حوالى 12 جراماً فى الألف عام 1928 أصبحت ملوحتها اليوم 38 جراماً فى الألف وتتغير هذه الملوحه بتغير منسوب المياه فى البحيرة .
وقد أوضحت الدراسات والبحوث أن الجزء الشرقى والجنوبى من البحيره أقل ملوحة من الجزء الشمالى والغربى ومع إزدياد وتطور ملوحة مياه البحيرة ، أصبحت بيئتها تقترب من البيئة البحرية فانقرضت بذلك أنواع الأسماك النيلية مثل القرموط والثعابين والبنى واللبيس والبياض فيما عدا البلطى الأخضر الذى له القدرة على التكيف مع الملوحة بدرجة عالية ، وإزدهرت فيها أسماك البورى والطوبار التى تنقل زريعتها للبحيرة بالملايين سنوياً من مراكز تجميع الزريعة ببورسعيد ودمياط والسويس وجمصه ، وقد إشتهرت أسماك البورى الفاخرة من بحيرة قارون ببطارخها الكبيرة كما نجحت أيضاً أقلمة أسماك الموسى البحرية وتم نقل زريعة أسماك الدنيس والقاروص وبعض القشريات ( الجمبرى ) ونجحت تربيتها فى بحيرة قارون وإمتازت بسرعة النمو وجودة المذاق مما يبشر بالخير .
وقد نتج عن نقل زريعة الأسماك البحرية إلى البحيرة بإستمرار أن عمرت البحيرة أيضاً ببعض الأحياء النباتية والحيوانية الأخرى التى تعيش فى البحر المتوسط والتى تأقلمت فى البحيرة عن غير قصد من جراء وجود بعض أطوار نموها مع زريعة الأسماك البحرية الوارده للبحيره وبعضها يصلح كغذاء لأسماك البحيرة ، وضمن تلك الأحياء طحلب أحمر من نوع " بوليسيفونيا " والذى إنتشر بكثره هائلة فى البحيرة ، وهو يستخدم كغذاء لمعظم أنواع الأسماك الموجودة بالبحيرة .
أهم الأسماك التى تعيش فى بحيرة قارون
يمكن تصنيف الأسماك التى تعيش فى بحيرة قارون على النحو التالى :
أسماك متوطنة : مثل البلطى الأخضر والذى كان موجوداً فى البيئة العذبة للبحيرة واستطاع التأقلم مع ظروف البيئة البحرية الجديدة بعد زيادة ملوحة مياه البحيرة .
أسماك منقولة وتأقلمت : مثل أسماك الموسى والجران والفحار والبساريا والتى تم نقلها لتعويض النقص فى إنتاج البحيرة وإستطاعت أن تنمو وتفرخ طبيعياً داخل البحيرة .
أسماك منقولة للتربية : مثل أسماك البورى والطوبار والدنيس والقاروص .
لافقاريات منقولة للتربية : مثل الجمبرى الأبيض.
وقد أثبتت الدراسات والبحوث خصوبة مياه البحيرة وتدرج درجة حرارتها ووفرة الغذاء الطبيعى المفضل للأسماك خاصة ( البلانكتون النباتى والحيوانى ) مما يساعد على سرعة النمو خاصة للأنواع العديدة من الجمبرى وبالتالى الإستفادة من القاعدة الغذائية للبحيرة .
ويتراوح موسم الصيد ببحيرة قارون من ( 170 - 180 ) يوم ، ويقدر الأنتاج الموسمـى بحوالى 1300 طن من الأسماك ،
ويبلغ عدد القوارب التى تعمل بالبحيرة 550 قارباً يتعايش منها 4500 صياد يسوقون إنتاجهم من خلال 11 مركز تجميع منتشرة على ساحل البحيرة وأهم حرف الصيد العامله بالبحيرة :
(غزل البورى ، غزل الحفار ، غزل البلطى ، غزل الموسى ، غزل القاروص )
انواع الاثار حول بحيرة قارون
1- آثار فرعونية
معبد قصر الصاغة
يقع على بعد 8 كم شمال بحيرة قارون وهو مبنى من الحجر الجيرى والرملى ويحتوى القصر على سبعة مقصورات ، وتبلغ مساحته حوالى 180 متراً ، ويقع فى الجنوب منه جبانة من عصر الدولة الوسطى .
2- آثار يونانية ورومانية
معبد قصر قارون ( ديونسياس )
هو منطقة آثرية يونانية ورومانية ويقع فى جنوب غرب بحيرة قارون وهو من الحجر الجيرى ومحتفظ بكامل تفاصيله .
أطلال مدينة ديمية السباع ( سكنوبايوس )
تقع على بعد 3 كم شمال بحيرة قارون وهى بلدة سكنوبايوس اليونانية القديمة وبها مخلفات من العصر اليونانى ، وقد كانت مدينه يبدأ منها سير القوافل المتجهة إلى الجنوب وواحات الصحراء.. وبها آثار معبد صغير من الحجر المربع ولاتزال أسوار حوائط المدينة قائمه كما لايزال معبدها وطرقاتها باقيه .
3- آثار قبطية
دير أبو الليف
يقع شمال بحيرة قارون على بعد 2 كم شمال غرب قصر الصاغة فى إتجاه آثار ديمية السباع .. وقد تبقى منه مغارتان فى الجبل بها سبعة كتابات قبطية ويرجح أن يكون الدير كان مستعملاً فى القرنين السابع والتاسع الميلاديين قبل الميلاد) حيث اهتم امنمحات الاول بتوسعة الرقعة الزراعية في تلك المنطقة .
افتتاح مشروعات بيئية جديدة تهدف إلى تطوير بحيرة قارون
قام المهندس ماجد جورج وزير الدولة لشئون البيئة بافتتاح ووضع حجر الأساس لمشروع معالجة المخلفات السائلة و إنتاج أملاح كبريتات المغنيسيوم بالشركة المصرية للاملاح والمعادن (اميسال) بمساهمة من صندوق حماية البيئة لقطاع الأعمال العام بجهاز شئون البيئة والممول من بنك التعمير الألمانى والذى وقع عقده في يونيو 2004 و تم البدء فى إعداد التصميمات الهندسية له في ديسمبر 2004 و سيتم وضع حجر الأساس للبدء في إنشاء المشروع و المتوقع تشغيله في ديسمبر 2007 . وتم مساعدة الشركة في إعداد كراسة الشروط والمواصفات وإجراءات المناقصة وتقييم العروض والتعاقد عن طريق استشاري دولي بمنحة قدرها 1.4 مليون جنيه مصري.
حيث ينتج عن العمليات الصناعية لاستخلاص و تصنيع كبريتات الصوديوم اللامائية و كلوريد الصوديوم بها مخلفات سائلة يتم تخزينها في مسطحات مفتوحة بالمصنع. مع الإنتاج المضطرد للأملاح يلزم الوصول لحل لمشكلة المخلفات السائلة الناتجة عن العمليات التصنيعية. قامت الشركة ببحث إمكانية الاستفادة من المخلفات السائلة عن طريق استخلاص أملاح كبريتات المغنيسيوم اللامائية و التي تمثل (97%) من تركيزات الأملاح في المخلفات السائلة. و بهذا الحل يتم معالجة المخلفات السائلة و إنتاج أملاح يتم الاستفادة منها في عمليات التسميد لفوائدها في عمليات استصلاح الأراضي.
يهدف هذا المشروع الى:
1- الاستفادة من المخلفات السائلة المتراكمة و الناتجة عن عمليات استخلاص تصنيع كبريتات الصوديوم اللامائية و كلوريد الصوديوم
2- استخدام كبريتات المغنيسيوم في استصلاح الأراضي و في صناعات الأسمدة.
وتبلغ القيمة الاستثمارية للمشروع حوالي 105 ملايين جنيه مصري، قام بنك التعمير الألماني بتقديم منحة بقيمة 14.4 مليون جنيه ( 1.9 مليون يورو و هو أقصى حد للمنحة لتمويل المعدات الإنتاجية بالإضافة لمنحة للدعم الفني قدرها 1.4 مليون جنيه) ويصل صافي الربح السنوي الى 21.6 مليون جنيه. وفترة استراد لثمن المشروع خلال 5 سنوات.
واوضح وزير البيئة فى كلمتة التى القاها خلال زيارته للشركة أن هذا المشروع يعد استكمالاً لتعاون وزارة الدولة لشئون البيئة مع أطراف عديدة لتحقيق التوافق البيئي وتطبيق أساليب الإنتاج الأنظف من خلال المعالجة والاستفادة من المخلفات السائلة للشركة و استخلاص منتجات ذات عائد اقتصادي وبيئي
وتفقد الوزير مشروع معالجة المخلفات الصلبة و إنتاج ملح كلوريد الصوديوم الممول عن طريق مشروع التحكم فى التلوث الصناعي والممول من البنك الدولي باستثمارات تصل الى مبلغ 3 ملايين دولار (20% منحة و 80% قرض) .
يهدف هذا المشروع الى إدارة وإستخدام المخلفات الصلبة (كلوريد الصوديوم) المتراكمة مما يتيح فرصة تنفيذ توسعات لمصنع كبريتات الصوديوم وبالتالي زيادة المياه المسحوبة من بحيرة قارون واوضح وزير البيئة أنه تم توريد وتركيب المعدات والتشغيل فى أكتوبر 2001 كما ان هذا المشروع يتيح العديد من الفوائد الاقتصادية ومنها إنتاج ملح طعام وملح صناعي عالي الجودة يسوق فى الأسواق المصرية بديلاً عن الملح المستورد وغيره من الأملاح التي يتم إنتاجها محلياً بمستويات أقل فى الجودة ويمكن تصديره.
وتفقد أيضا الوزير خلال الزيارة محمية وادى الريان التى تعد أحد المحميات الطبيعية فى جمهورية مصر العربية والتى يعد تدعميها أحد السبل الرئيسية لتدعيم السياحة البيئة.
واوضح الوزير ان تنفيذ هذا المشروع يعد احد الاجراءات الرئيسية لتطوير بحيرة قارون التى ستحقق انخفاضاً بنسبة 70 من كمية الاملاح المنصرفة اليها مما يسهم باستعادة التنوع الحيوى للبحيرة
وجدير بالذكر أن بحيرة قارون تعد ثالث أكبر بحيرة في مصر و ذلك بعد أن تم ربطها بنهر النيل. والمصدر الأساسي لمياه البحيرة هو مياه الصرف الزراعي، و تعانى البحيرة منذ عشرات السنين من مشكلات بيئية خطيرة و ذلك نتيجة ارتفاع نسبة الأملاح المتدفقة مع مياه الصرف الزراعي وزحف الكثبان الرملية و ارتفاع نسبة البخر و لا تزال بحيرة قارون منطقة جذب بالنسبة للطيور المائية و البحرية، و تتغير الظروف المعيشية حول بحيرة قارون بصفة مستمرة.
وتعد نسبة الملوحة العالية في البحيرة هي السبب الرئيسي في عدم نمو الحشائش أو النباتات على ضفاف البحيرة و هو ما يؤدى بدوره إلى عدم إقبال الطيور على البحيرة خاصة في الفترة الأخيرة. وكذلك انخفاض نسبة الثروة السمكية في المنطقة مما أثر على الصيادين من أهل المنطقة. وقد ارتفعت نسبة تركيز الملوحة فى بحيرة قارون خلال الأعوام الماضية من 11.1 جرام/لتر فى عام 19.96 إلى 35.1 جرام/لتر فى عام 01998 و وتعادل نسبة تركيز الملوحة الآن فى بحيرة قارون نسبة الملوحة فى البحر الأبيض المتوسط؛ و باستخراج 15 مليون م3 سنوياً من مياه البحيرة (320.000 طن سنوياً أملاح ذائبة" : 1000.000 طن كبريتات صوديوم، 160.000 إلى 180.000 طن كلوريد صوديوم ، 20.000 طن أملاح مغنيسيوم) سيتحقق نوع من التوازن (بنسبة إنخفاض70% ) مع كمية الأملاح المنصرفة من الصرف الزراعي إلى البحيرة.
كما يتطلب الأمر اتباع إجراءات خاصة لرفع معدل استخلاص الأملاح و/ أو خفض نسبة الأملاح بالبحيرة عن طريق الحد من مياه الصرف عليها وبذلك يمكن استعادة التنوع الحيوي للبحيرة.
وتعتبر شركة أميسال من شركات القطاع الإستثمارى التي تم إنشاءها فى الفيوم عام 1984، وذلك لإنتاج الأملاح من مياه بحيرة قارون. و تقوم الشركة بإستخراج حوالي 15 مليون متر مكعب من مياه البحيرة سنوياً و تركها حتى تتبخر بشكل طبيعي في برك خاصة ثم يتم حصد الأملاح، و تنتج الشركة 100.000 طن من كبريتات الصوديوم اللامائية وقد وصلت كمية ملح كلوريد الصوديوم (مخلفات صلبة) المتراكمة إلى 750.000 طن وأملاح كبريتات وكلوريدات المغنيسيوم (مخلفات سائلة) 160.000 طن وهى من المشكلات التى تواجه الشركة وتهدد بتوقف الإنتاج لعدم وجود أماكن مناسبة للتخزين.
حصلت الشركة على شهادة الجودة الـISO 9002 عام 2003 مما أدى إلى ارتفاع مستوى الإنتاج والمنتج وكذلك وشهادة نظم تحاليل المخاطر والنقاط الخطرة الهاسب عام 2002 ، مما ساهم في ارتفاع معدلات التصدير للدول العربية و الأوروبية كما حصلت الشركة على شهادة نظم الإدارة البيئية الايزو 14001 عام 2001.
تتبع الشركة برنامج إدارة بيئية متكاملة بالمصنع يعتمد على المراقبة الدائمة لتجنب حدوث أي طوارئ أو حوادث تؤدى إلى مشكلات بيئية أو إنتاجية بالإضافة إلى نظام الرقابة الدائم على المعامل وطرق التحليل وعلى المواد الخام ومراحل التصنيع والمنتج النهائي.
تعانى الشركة من العديد من المشكلات البيئية تتعلق بالمخلفات الصلبة والسائلة والغازية وأنه من خلال الجهود المبذولة لتحقيق الإدارة البيئية المتكاملة سيتم التعامل معها وتطوير العملية الإنتاجية فى إطار هذا المشروع الضخم.
نشرت فى 1 يناير 2009
بواسطة DrYasserIbrahem
عدد زيارات الموقع
212,638
ساحة النقاش