هذا الكتاب دراسة فى دور الفروض العلمية كأحد ركائز الطريقة العلمية فى تنمية التفكير العلمى والتفكير الإبداعى لدى التلاميذ فى مرحلة التعليم الأساسى. وتكمن أهمية الفروض العلمية فى أنـها السبيل العلمى الأفضل لتفسير الظواهر الطبيعية، واكتشاف القوانين العلمية، وبناء النظريات العلمية. كما أن الطريقة العلمية فى التفكير تعتمد بصورة أساسية على تكوين الفروض العلمية بـهدف وضع تفسير مؤقت قابل للاختبار بطرق الملاحظة والتجريب المعملى للوصول للحقائق والمبادئ والقوانين والنظريات العلمية.

      ونحن بحاجة إلى تنمية التفكير العلمى والتفكير الإبداعى لدى التلاميذ فى مرحلة التعليم الأساسى، وتكمن هذه الحاجة فى أهمية تربية الطفل منذ بداية دراسته للعلوم على الطريقة العلمية فى التفكير. وذلك حتى نربى لديه اتجاهًا إيجابيًا نحو دراسة العلوم، وحتى لا يتهرب من دراستها فى المراحل التعليمية الأعلى بدعوى صعوبتها وعدم جدواها فى حياته العملية. وإن توجيه التلاميذ فى حصص العلوم إلى ملاحظة وتفسير الظواهر الطبيعية يأتى من قدرة المعلم على اختيار المواقف والمشكلات التعليمية التى تثير تفكير التلاميذ. كما أن قدرة المعلم على إجراء الأنشطة العملية البسيطة يساعد التلاميذ حتمًا على: فرض الفروض العلمية، وملاحظة ظاهرة ما والبحث حولها، وإيجاد حلول للمشكلات وتفسيرات للظواهر المشاهدة. بالإضافة إلى قدرة المعلم على توجيه طاقات التلاميذ الإبداعية إلى تطبيق الطريقة العلمية، ومحاولة إيجاد تفسيرات للظواهر واستنباط أفكار جديدة للبحث والتجريب. وعندما يعمد المعلم إلى تطبيق الطريقة العلمية مع التلاميذ فإنه يدفعهم تلقائيا إلى محاكاته فى محاولة ملاحظة الظواهر من حولهم،  وفرض الفروض العلمية وإجراء التجريب المعملى.

     ونقوم بالكشف عن دور الفروض العلمية فى تنمية التفكير العلمى والتفكير الإبداعى لدى التلاميذ فى مرحلة التعليم الأساسى من خلال تقديم نموذج تدريسى فى العلوم والذى توصلت إليه نتيجة دراسة بحثية للطريقة العلمية والتفكير العلمى، وكذلك دراسة عملية الإبداع وعملية الفروض العلمية لدى تلاميذ مرحلة التعليم الأساسى.

      ويتناول هذا الكتاب فى الفصل الأول: عملية الفروض العلمية من خلال عرض ماهية الفروض العلمية، وخصائصها، وطرق استخلاصها، وأنواعها. ثم نتطرق إلى عملية التعلم واستدلال الفروض العلمية، ثم عملية الفروض العلمية وعلاقتها بالتربية العلمية، ونعرض الصعوبات التى تواجه التلاميذ عند فرض الفروض العلمية، والأسباب المحتملة لحدوث هذه الصعوبات. ونتناول عملية الفروض العلمية ودورها فى تنمية التفكير العلمى والإبداعى من حيث: تقديم عملية الفروض العلمية فى إطار بعض طرق تدريس العلوم مثل طريقة حل المشكلات، وطريقة الاستقصاء، وطريقة الاكتشاف مع توضيح دورها فى تعلم العلوم، ونركز على عملية الفروض العلمية فى إطار النشاط التجريبـى المعملى.

      وفى الفصل الثانى:  أعرض فى هذا الفصل ثلاثة نماذج لعملية الفروض العلمية من تصميمى تبدأ بالنموذج المعرفى للقدرات العقلية اللازمة فى عملية الفروض العلمية والذى استخلصته من دراسة عملية الفروض العلمية فى إطار عملية التعلم وما يتبعه من نموذج آلية خطوات تكوين الفروض العلمية، ثم أقدم نموذج عمليات ومهارات الفروض العلمية والذى قمت بتصميمه فى ضوء الطريقة العلمية وخطواتـها الأساسية مع تضمين لتعريفات إجرائية للعمليات الرئيسة والفرعية المتضمنة فى نموذج عمليات الفروض العلمية، مع وضع المعايير والإجراءت الواجب مراعاتـها عند استخدام نموذج عمليات ومهارات الفروض العلمية فى التدريس بالنسبة للتلاميذ، وإجراءات التدريس باستخدام نموذج عمليات الفروض العلمية ، وأنـهى هذا الفصل بتقديم النموذج الثالث نموذج تقويم عملية الفروض العلمية والذى استخلصت فيه المهارات القابلة للتقويم فى إطار عملية التدريس، مع عرض نتائج دراسة أجريتها فى مجال تقويم الفروض العلمية لدى التلاميذ فى مرحلة التعليم الأساسى للوقوف على الصعوبات التى تعترض التلاميذ ، والوقوف على طريقة تفكيرهم ومستوى المهارات العقلية لديهم عند التعامل مع الفروض العلمية أثناء تعلم العلوم.

 

     وفى الفصل الثالث يتناول الكتاب: عملية الإبداع من خلال تعريف طبيعة الإبداع، والكشف عن الإبداع كعملية عقلية، وكناتج محدد، ثم نعرض العوامل المؤثرة فى طبيعة الإبداع كلا من العوامل المتعلقة بالبيئة المحيطة بالإنسان، والعوامل المتعلقة بالإنسان ذاته، ثم نقدم ماهية التفكير الإبداعى من خلال دراسة نموذج تكوين العقل لجيلفورد، ثم نقدم تعريفًا إجرائيًا للتفكير الإبداعى يساعد المعلم على اشتقاق القدرات العقلية الإبداعية منه أثناء التدريس، ثم نعرض طرق تنمية التفكير الإبداعى لدى التلاميذ. ونتطرق لعملية الإبداع فى إطار طرق التدريس ودورها فى تعلم العلوم، ونستعرض عملية الإبداع فى إطار طريقة حل المشكلات، والاكتشاف، والاستقصاء، ثم عرض نتائج دراسة قمت فيها بدراسة تنمية التفكير الإبداعى باستخدام طريقة معملية مقترحة. وننهى الفصل بمثال تطبيقى على التدريس باستخدام الطريقة المعملية من خلال درس بعنوان "الخلية وحدة بناء الكائن الحى".

      ويتناول الكتاب أخيرًا فى الفصل الرابع: النموذج التدريسى لتنمية التفكير العلمى والإبداعى من خلال عرض القدرات العقلية وأساليب التدريس المتضمنة به، وتحديد شكل النموذج كاملاً بما يتضمنه من عمليات ومراحل، ثم عرض أمثلة من المواقف والمشكلات التعليمية التى يمكن تقديمها فى دروس العلوم بمرحلة التعليم الأساسى، وننهى الفصل بعرض مثال لدرس فى العلوم بعنوان "تكوين الرياح" يوضح إجراءات التدريس باستخدام النموذج التدريسى المقترح لعمليات الفروض العلمية فى إطار ثلاث مراحل من العمل المعملى بـهدف تنمية التفكير العلمى والإبداعى لدى التلاميذ.

 

 

                                           د. تـفيـده غـانـم

التحميلات المرفقة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 988 مشاهدة

ساحة النقاش

أ.د. تفيده سيد أحمد غانم

DrTafidaGhanem
أستاذ دكتور باحث - رئيس قسم بناء وتصميم المناهج - شعبة بحوث تطوير المناهج - المركز القومى للبحوث التربوية والتنمية - القاهرة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

190,221