هوجة سيـاسية،ونقص للمعلومات

د.سرحان سليمان
05 ديسمبر 2011

من مقالاته:
  • » العجرفة السياسية
  • » الاخوان والسلفيين ، اتجاهات مختلفة
  • » الفساد ما زال مستمراً
  • » " محكمــة " الزنــد "،باطلة !"
  • » " اسرائيل،شبح يطـارد المرشحين لوزارة الزراعـــة "
  • تمـــر الان مصــر بفتـــرة سياسيـــة نادرة ،ربمـــا لم تتعــــرض لها من قبــل ،حيث تنفتــح علـــى جميـــع التيـــارات السياسية باختلافها واشكالها ،ولاول مرة يدخل معظم الشعب المصرى فى السياسية بدهاليزها ،ويستطيع كل شخص ان يتحدث فى السياسية وفقا لما يعتنقه من فكر سياسيى تكون لدية خلال فترات حياته

    ،وفى حياة فترة الظلم والقهر للنظام السابق ، مما احدث ما يسمى فى وجهة نظرى" هوجـــة سياسيـــة " ،واصبح كل مصرى فى الشارع ، البيت ، العمل ،... اى مكان ، يتحدث بل ويحلل سياسية ،بل ويعرض فكره ورائيه على انه الصحيح وان لدية معلومات تثبت صحة ما يقول ،وان ما يجادلة ليس على صواب ،هذا نتيجة ما مر به الشعب من فرض النظام السابق عليه من اراء وسياسيات وتحكم وديكتاتورية افرزت ديكتاتورية ايضا فى النقاش والاراء ،بالاضافة الى الاعلام الموجه العقيم الذى كان لايراع ما يحدث فى الحقيقة على الساحة المحلية او العالمية .
       ان كـــل شخـــص يدعــى ان لديـــه معلومـــات ،وانها من مصـــدر موثـــوق ، حتى انه يتحدث عن معلومات سرية ، المعلومات ليست متوفرة بهذه الدرجة ، ولا يدعى شحصا ان لدية معلومات موثقة او دقيقة ، نحن فى دولة ينقصها المعلومات ، والشفافية عن كيفية ادارة البلاد ، فكيف لرجل بسيط ان يكون مطلع على تلك المعلومات .
       اعتقد انه شىء جيد ان الكل يشارك سياسيا ، لكن لابد ان كل شخص لا ينفى الاخر ،ويقبله ، لماذا ؟ لو تخيل كل مصرى انه لن يتم قبول رائيه ولا تفكيره ، الا اذا قبل هو الاخر رأى وفكر الاخرين ، سوف يكون شخصا اخر يتحاور ويتناقش بمرونه ،والسياسية من العوامل المتغيره ة وليست الثابتة ، والمؤثرات فيها كثيرة ، وما خفى فيها كان اكثر .وترتبط بدرجة توفير المعلومات والشفافية ، واتاحة الدولة المعلومات للمواطنيين تقلل من درجة الضبابية وعدم الارتياح النفسى لدى الشعب .
       لازال الشعب يبحث عن اجابات على عدة اسئلة : من الذي أطلق الرصاص علي المتظاهرين ؟ من الذي اقتحم سجون مصر في توقيت واحد وكيف ؟ كيف انهارت الشرطة المصرية في ساعات ؟ ومن المسئول ؟ وماذا حدث ؟ ما هو حجم (ونوع) الفساد والإفساد بجهاز الشرطة السابق ؟ من الذي هجم وأقتحم مقار أمن الدولة في توقيت واحد ؟ ومن الذي صرح بذلك ؟ ما هي احتياجات الشرطة الوطنية لنشر الأمن والآمان في كل ربوع مصر ؟ وما هو برنامجها الزمني ؟ وكيف نسرع به ... وثانيا : عن الموقف الاقتصادي ما هو حجم ما فقده الوطن هذا العام ؟ ما هو حجم قوة العمل اليوم وتطورها ا خلال العام ؟ وما هو حجم فرص العمل المستهدف الوصول إليها ؟ ما هو حجم البطالة ؟ وما هي الخطة العاجلة لمواجهة الزيادة في ؟ ما هو تأثير ما يحدث من فوضي علي سوق العمل وفرص العمل ما هو الموقف الاقتصادي الوطني ؟ وبالإضافة إلي تقارير البنك المركزي هل من حق الوطن أن تعلمه الحكومة بالحالة الاقتصادية وبخطتها لتحويل الانهيار الي انطلاقــة ؟  كيف ستمول الحكومة العجز في موازنة الدولة ؟ ما الذي تفعله الحكومة لجذب الاستثمارات الوطنية والاجنبية ؟ واعادة عجلة البناء القومي واساسه الثقة في القيادة والثقة في مناخ وسوق الاستثمار ؟ ما هو حجم الاستثمارات الجديدة (شهريا) ؟ وما هو حجم الإفلاس ؟ ما هي توجه الوطن هل هو لنوع جديد من الفساد والافساد أم هو الي سوق حر (مطلق) أم هو سوق حر مع تكافؤ اجتماعي أم هي عودة للاشتراكية أم أنه حسب المزاج والايدلوجية الشخصية لكل وزير !! ما هو رصيد الدين العام والدين الخارجي والتغير فيه شهر بشهر ؟ ما هو معدل الزيادة في الأسعار خاصة أسعار الغذاء شهريا ؟ وكيف سيتم السيطرة علي هذه الزيادة ... فهل سترد الحكومة بالمعلومات والبيانات والحقائق علي صراخ ونداء أبناء الوطن ... لإنقاذ الوطن من الانهيار والفتن والفوضى والضياع ... وإعادة توجيه الوطن للبناء والتقدم  .
      اضف الى تلك الاسئلة توضيح الرؤية للاحداث اليومية بشفافية فى المتسببن فى احداث الشغب والقتل المتبادل وعدم معرفة الحقيقة عن دور الجيش ،والاتهامات الموجهة لمعظم الاطراف ،ومن هو الذى يثير الفتنة وعدم الاستقرار .
       المعلومات هي نور الأمة ... وغياب المعلومات هو الظلام ... والفوضى ... توفير المعلومات هي مسئولية وواجب والتزام من الدولة للشعب ومن كل مؤسسة وهيئة وشركة وكيان للمجتمع ... تنهض الأمم بالمعلومات ... وتنهار الأمم في غياب المعلومات ... المعلومات هي حق من حقوق الإنسان .
       وفي غياب المعلومات تتحول الثورة إلي فوضي وإشاعات ... والشارع إلي بلطجة وانهيار ... أساس المعلومات هو "بيانات وحقائق" . ، ما حدث من انهيار وفوضي في الشارع المصري كاد أن يحول أجمل ثورات العالم إلي أحدي نماذج الانهيار الوطني الصارخ ... الشعب المصري بل العالم كله يتساءل أين الحقائق وأين البيانات وأين المعلومات ومن هو المسئول عنها ... هل هو رئيس الحكومة ووزراء الحكومة ؟.
      توفير المعلومات يوضح الطريق ويؤدى الى الاستقرار ، ويجعل الوطن متماسك ويحدد الادوار ، ويعرف كل مواطن مسؤلياته ، وما يتوجب عليه وفقا لتلك المعلومات .
    اخيـــــــــــرا :
    يجب على الدولة توفير قدر معين من المعلومات والشفافية للمواطنيين بما يتيح معرفة الاحداث ، وان من مساؤى النظام السابق هو فصل السلطة عن الشعب وعدم وجود اتصال معلوماتى ، مما جعل المواطنيين فى دائرة من الايقين ، وفقد المصداقية وحالة من الاضطراب الدائم وعدم الاستقرار النفسى
    [email protected]


    اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - هوجة سيـاسية،ونقص للمعلومات
    • Currently 0/5 Stars.
    • 1 2 3 4 5
    0 تصويتات / 128 مشاهدة
    نشرت فى 14 ديسمبر 2011 بواسطة DrSarhanSoliman

    دكتور سرحان سليمان

    DrSarhanSoliman
    ناشط سياسيى،ماجستير فى "الكوميسا "،دكتوراة فى "الجافتا"،عضو هيئة البحوث الزراعية،مشارك فى المؤتمرات الدولية العديدة،ابحاث عديدة فى مجال التجارة الدولية والتكتلات العالمية وخاصة الافريقية .مستقل سياسيا لا ينتمى لاى حزب،ليبيرالى التفكير،يؤيد مدنية الدولة مع عدم التعارض مع الشريعة الاسلامية،واتاحة الحرية فى التعبير والمعتقدات .وسيادة القانون ، وتحقيق العدالة الاجتماعية . »

    ابحث

    تسجيل الدخول

    عدد زيارات الموقع

    4,418