يبدأ الاحساس بالشكل و الملامح و التميز منذ مراحل الطفولة المبكرة، و تبدأ عمليات الاتصال الذاتي،

(انا مرتاح او مش مرتاح، راضي عن نفسي و بيئتي او مش راضي يقبلني مجتمعي و الاخرون او لا يقبلون) 

 و ايضا (حديث شكلي حلو او  وحش )، و يبني الإنسان تصورات عن نفسه من رؤيته لكيفية رؤية الناس له، و من مقارنات اجتماعية مع الآخرين، و تبدأ عمليات غرس معايير الجمال من منظومة اجتماعية تصنف الناس، و تعتبر مرحلة الثلاثة اعوام مرحلة معمة لتخزين ذكريات الطفولة حيث أن اللغة تطورت لديه و اصبح يستخدمها للتفكير و التفسير و التخزين،
و تبدأ قصة الرفض و الغضب بل و العار من احساس الإنسان بشكله، و من خلال عمليات الاتصال الذاتية غير المنظمة يتعزز الشعور بالدونية،  الذي يتشكل من مجموعة الصور التي يختزلها الطفل في ذاكرته عن ذاته، اسمه، صفاته، خلقه، مهاراته، و طبعا شكله، يركز هنا على نقاط ضعفه وفقا لحالة الوعي و النضج العاطفي و النفسي و الروحي لدى الأسرة، 
في البداية يخضع ادراكه لذاته بناء على ما يقوله الآخرون حوله عنه،. مستواه الدراسي، جاذبيته،. ملامحه،. المفترض ان يقل خشوعه لرؤية الآخرين مع تقدمه في العمر و النضج، اما اذا تقدم في العمر و كف عن النضج، تلازمه مشاعر العار و الدونية و كراهية ذاته و نقاط ضعفه بل و قد يسعى للتدمير الذاتي، و تبدأ مشاعر الخوف من المواقف و فقدان الامان تزداد إلى جانب مشاعر العار و الدونية، 
و من مخاطر الشعور بالدونية التشاؤم ورؤية الجانب المظلم من الأشياء.، و لا يرى الفرص المتاحة و يعتقد ان مواهب الاخرين خارقة و ليست لديه اية قدرات مثلهم، 
في الطفولة المبكرة على الأسرة الانتباه لما يدور في عقل الطفل من عمليات اتصال ذاتية معقدة،. و هنا الحوار الأسري ضرورة مساندة لنمو الطفل، 
فالاسرة  هي المرآة التي يرى فيها الطفل ذاته و من خلالها تنمو الافكار و المشاعر لديه، و كلما شعر بالحب و التقبل و المرونة و الارتياح لوجوده و الاحترام لمشاعره،. و التعاطف معه في كل مواقفه، خاصة حين يخفق،. نتعامل بالتقييم و التقويم بدلا من الجلد و التأنيب، دون مبالغة فالمبالغة في التعاطف و التدليل خطر مضاعف،. لكن التوازن مطلوب، و منحه الفرصة للمشاركة في تقييم ذاته،. كلما شعر بالتفهم و التعاطف تحدث بأمان و تناقش مع ابويه فيما يدور في عقله من أفكار، ، اما اذا انقضت هذه المرحلة و لم يهتم أحد تظل تنمو بداخله مشاعر سلبية مؤذية، له و قد تمتد للآخرين، حتى يستيقظ لذاته و يدرك انه يضيع عمره و فرصه ، و لم يفت الوقت ابدا،. هناك دائما فرصة للحياة، 
فلا تخلط الذنب و العار انت لست مذنبا و لا شيء يستحق العار غير ما تفعله بارادتك تجاه نفسك و مجتمعك، 
الذنب فعل و يمكن التوبة عنه العار مشاعر النقص و الدونية لأسباب صحية مرضية اجتماعية تعليمية، و هي مشاعر منخفضة يشعر معها الإنسان انه  لا يستحق ، فيلازمه الاحساس بعدم الاستحقاق، لا يحترم الشخص نفسه بل يدمرها و قد يبالغ في ابراز مشاكله و عيوبه،، 
في مراحل استيقاظ الإنسان لآلامه و مشاعره، تكون الفرصة امامه كبيرة للتشافي و التعافي، عليه اتباع خطوات أساسية؛ 
_اولا الاعتراف بالمشاعر و يتقبلها، بلا مقاومة  او رفض، ،
_الارتفاع بدرجات الوعي يخلصك من المقارنات الاجتماعية، ، فارتفع بالوعي ، لا أحد يتذكر شكل المخترعين و المبتكرين،  
_تعزيز الهوية الخاصة،  و البصمة المميزة ، أعطاك الله ما يناسب رسالتك فأبحث عنها ، 
_ترميم الذات وإصلاحها و تغيير الحديث الذاتي، يحميك من التدمير الذاتي،

_سنة الحياة التغيير، لا يدوم حال ابدا، المشكلة اننا احيانا يصدمنا التغيير المفاجيء، فيغير مسار حياتنا، فكن مرنا لان ما حدث حدث، ركز فقط على ما  يمكنك القيام بها لتحسين الموقف،. 

_احترس من المقارنة، يمكنك ان تقتنع بنماذج من الناس او مواقف تتمناها، لهم نجاحهم و لك نحاحك، لهم همومهم و لك ايضا، لهم مناطق قوة و ضعف، هكذا البشر كلهم، تذكر انك انت لا تهتم بأشكال الآخرين إلا  بقدر ما  تهتم بشكلك و اثر تقييم الآخرين عليك  و هنا تزداد مخاطر المقارنات الاجتماعية، 

_ تأكد ان الجمال نسبي، ما تراه جميلا قد لا يراه غيرك هكذا ، بل ان احيانا يروج الناس للقبح، فتجد ان الابشع اجمل مع تغير الموضات و الذائقة العامة.

_الثقة بالنفس،  والاحساس بفقد الثقة يزيد الارتباك ،الثقة تنعكس على الملامح و على التحكم في فكرة كيف يراني الناس ،

- اهمية الالتفات إلى رؤية  الإمكانات والفرص المتاحة، .و المزايا، _ اعرف مناطق قوتك، المظهر المناسب و الكلام الراقي و الجسم الصحي و العقل الواعي ، كلها قوة، 

 _اعد الاتصال الذاتي بمواقف الطفولة ،  وقف أفكار و الانتقادات الذاتية، قو نفسك تجاه إحساس الرفض ، كلنا مررنا بمشاعر الرفض رافضين و مرفوضين ،

_عامل نفسك بلطف، الكمال لله، و يمكنك ان تستشعر الكمال بنظرة كلية لكونه العظيم، تعاطف مع ذاتك فكر في أوقات شعرت فيها بالسعادة ،
_عليك ادراك الفرق بين الذنب و العار، الذنب هو ما فعلته و يمكن التوبة و الكف عن الذنب ، العار لا ذنب فيه ، فتحرر
_سلم مشاعر  العار لله، ليس لك يد الا فيما تملك الفعل فيه، يتولى الأمر،  تنفس ، و اعترف ، تقبل ،  ثم اسمح لها بالرحيل،

  _ ركز على ما يمكن تحقيقه، و حدد وقتا لتعلم الجديد و التطور، لا تجهد نفسك طوال الوقت فيما لا يمكن انجازه، حتى لا تهمل جوانب الحياة الممكنة، الممكن كثير جدا فلا تلهث وراء المستحيل لكن ضع النية  و اسع في الاتجاه الصحيح بتوازن،. و قسم مساعيك بين ما يمكن و ما يصعب و اعرف ما لا يمكن، 

 _ لا تندم  حتى على التجارب القاسية، و إذا حدث خطأ، تعامل معه على انه درس، و كلنا نخطيء  لنتعلم ، و قد نتعلم من تجارب الآخرين او مهارات اتخاذ القرار و ادارة الازمات و التفاوض و الاتصال، الحياة تجارب  تساعدنا على ان يكون  المستقبل افضل كمعلم يخط امامك حرفا فتتعلمه، و تذاكره و يختبرك فيه، احتفظ بعلاقات طيبة و لا تعتزل، و اذا اضطررت للعزلة فحاول ان تتفاهم مع ما يزعجك و درب نفسك على التنظيف و التخلص من المشاعر المؤلمة بكتابتها و تقبلها، و طرح السؤال الاساسي و ماذا بعد، ماذا يمكنني أن أفعل لحياة اجمل، ماذا يمكن ان يغير الموقف للأفضل،  يمكن ايضا ان تلجأ لاستشارة مختص او خبير، فحديث الذات الواعي و الاستشارة الجيدة من اسباب الشافي، امتلك دائما خطة للتنفيذ، و ابدأ بالممكن، كن ايجابيا و استشعر الانجاز حتى لو نفذت جزءا من الخطة. 

اهمية الانتباه و الوعي؛

مجرد الانتباه للاتصال الذاتي يتغير الفكرة و يتغير الشعور حتى ان بعض الرؤى النقدية ترى ان منهج الاستبطان يعتريه النقص من جوانب متعددة  اهمها ان الانسان أثناء عملية الاستبطان أو التأمل الداخلي يؤدي دورين، و تقسم حالته إلى إلى ملاحِظ وملاحَظ فهو نفسه الذي يقوم بملاحظة نفسه وتسجيل ما يشعر به، وهذا يؤدي إلى تغيير الحالة النفسية التي يريد تأويلها وتحليلها،. لان افكاره تتغير بمجرد ما ينتبه لمراقبة عملية الاتصال الذاتي، و كذلك  مشاعره تتغير، ما يؤدي إلى عدم قدرته على الوصف في اللحظة ذاتها دزنه يصف لحظة سابقة اصبحت في الماضي،

و على ذلك يمكن تأكيد تأثير عمليات الاتصال الذاتي على تحسين حالة الإنسان بمجرد الإنتباه و الإدراك و الوعي

 

المصدر: دكتورة نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 647 مشاهدة
نشرت فى 13 أكتوبر 2022 بواسطة DrNadiaElnashar

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

585,292