- حامد عبد الفتاح جوهر رائد علوم البحار مصري راحل ، لقب " بملك البحر الأحمر " .
- بداية حياته العلمية
من مواليد 14/11/1907 بحي سوق السلاح بالدرب الأحمر (القاهرة ) حصل علي بكالوريوس العلوم من جامعة القاهرة عام 1931. ولد حامد عبد الفتاح جوهر في القاهرة، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية، وتعليمه الثانوي في المدرسة الثانوية الملكية (الخديوي إسماعيل فيما بعد)، وحصل منها على شهادة البكالوريا سنة إنشاء الجامعة المصرية (1925)، فلحق بكلية العلوم بها. وفي سنة 1926 حصل على بكالوريوس العلوم مع مرتبة الشرف الأولى فعين معيدا في قسم علوم الحيوان بنفس الكلية. وفي سنة 1931 تقدم بأول رسالة تقدّم إليها لنيل درجة الماجستير، وكان موضوعها "التشريح الدقيق وهستولوجيا الغدد الصماء في الأرنب".
- إسهامات حامد جوهر
منذ 6 عقود بدأ حامد جوهر أول دراسة بحثية موسعة لدراسات البحار في مصر والعالم العربي.
شارك الدكتور حامد جوهر في المعاجم العلمية العربية التي أصدرها مجمع اللغة العربية لعل أبرزها معجم البيولوجيا في علوم الأحياء والزراعة الذي استغرق إعداده 8 سنوات من عام 1976م وحتى عام 1984م، وشارك فيه بعض من كبار العلماء العرب.
برنامج عالم البحار
كان له برنامج تليفزيوني أسبوعي شهير يذاع يوم الجمعة يسمى عالم البحار ، وقد استمر عرضه لمدة 18 عاماً ، حيث كان يعرض أفلاماً عن مختلف الكائنات البحرية ويقوم هو بالتعليق شارحاً الصورة ومعرفاً بالفصائل المختلفة وعاداتها وصفاتها.كان للدكتور حامد جوهر صوت مميز ارتبط بأذهان المشاهدين على مدار تلك الأعوام.
توفى عام 1998 ، عن عمر يناهز 91 عاماً .
- قصة حياة الدكتور حامد جوهر
ولد الدكتور حامد جوهر بالقاهرة سنة 1907 م ( سبع وتسعمائة وألف )، والتحق بمدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية الابتدائية، ومنها انتقل إلى مدرسة الأوقاف الثانوية الملكية ( مدرسة الخديو إسماعيل فيما بعد ). وهناك تتلمذ على يد الأستاذ عبد الله عفيفى، الذى كان - رحمه الله - من أعظم رعاة اللغة العربية، لغة القرآن الكريم، فقد كان يشجع تلاميذه، ويدعوهم إلى قراءة الشعر والأدب، والإطلاع على كتابات الأقدمين والمحدثين من أدباء العرب، تمجيدًا لتلك اللغة، والارتقاء بها إلى أعلى درجات السمو والنقاء، وأثمرت جهوده فى تخريج ثلاثة من أعضاء هذا المجمع الموقر، أولهم - كما ذكرتُ من قبل - الدكتور حامد جوهر، الذى عُرف عنـه حبُّه للغة العربية، والدفاع عنها فى جميع مناقشات هذا المجمع، وبعد ذلك بسنوات ثلاث تتلمذتُ على هذا المربى الفاضل القدير، ثم تبعنى بعد ذلك شيخ الصحفيين وعضو هذا المجمع أيضًا الأستاذ مصطفى أمين .
بعد حصوله على شهادة الثانوية العامة، التحق الدكتور حامد جوهر بكلية العلوم فى أول إنشائها، وتخرج منها بمرتبة الشرف الأولى سنة 1929 م ( تسع وعشرين وتسعمائةٍ وألف ) ثم عين بعد تخرجه معيدًا بالكلية فى قسم علم الحيوان، حيث حصل على درجة الماجستير فى فسيولوجيا الحيوان سنة 1932م ( اثنتين وثلاثين وتسعمائة وألف). ثم عين بعد ذلك وكيلاً لمحطة الأحياء البحرية بالغردقة.
وقد أنشئت تلك المحطة فى بادئ الأمر لتكون مركزًا لجمع العيِّنات البحرية التى تستخدم فى الدراسات المعملية لطلبة الكلية، وأيضًا مركزًا للبحوث العلمية التى يجريها أعضاء هيئة التدريس بقسم علم الحيوان. أى أنها كانت فى الواقع تمثل إحدى الوحدات العلمية التابعة لكلية علوم القاهرة، وكان لها فى ذلك الوقت مدير بريطانى على دراية واسعة بمتطلبات المحطات البحرية، وذلك هو " الدكتور كروسلاند
وفى سنة 1936 م ( ست وثلاثين وتسعمائة وألف ) انتقلت عمادة كلية العلوم إلى الأستاذ الكبير على مصطفى مشرفة رحمه الله. ووجد نفسه فى ذلك الوقت محاطاً بمجموعة من الأساتذة البريطانيين. فكان من أولى اهتماماته تمصير هيئة التدريس بالكلية، فأرسل إلى إنجلترا عشرة معيدين من الحاصلين على درجة الماجستير، لاستكمال دراستهم العلمية، والحصول على درجة الدكتوراة.
ولم ينس - رحمه الله - أن " محطة الأحياء البحرية بالغردقة " هى إحدى وحدات الكلية، ومن الضرورى تمصير إدارتها أيضًا، فعين لمدير المحطة " الدكتور كروسلاند "، وكيلاً مصريًّا هو الدكتور حامد جوهر، وقد وضح من هذا التعيين فيما بعد أهمية " وضع الرجل المناسب فى المكان المناسب ". فقد كان الدكتور جوهر - رحمه الله - ميالاً للهدوء، عزوفاً عن الأماكن المزدحمة، المليئة بالضوضاء والضجيج، وما كان هناك أهدأ من مكان قصىّ ٍ، على شاطىء مهجور، وتلك كانت الغردَقة حين عرفناها لأول مرة. ذهب إليها زميلنا المرحوم الدكتور حامد جوهر، فأعجب بهدوئها الشامل، وشطآنها الرملية المتعرجة، ومَرْجانياتها الحمراء والزرقاء والأرجوانية، تستقر تحت سطح الماء فى شموخ وهدوء، وقد وقع اختياره على إحدى تلك المرجانيات اللينة، لم تكن حياتها معروفة من قبل، وكان قدماء البحارة فى تلك المنطقة يطلقون عليها اسم " الزينة " ( واسمها اللاتينى zenia )، اختارها للدراسة والبحث، وبعد سنوات أربع أى فى عام 1940 م( أربعين وتسعمائة وألف ) تقدم بحصيلة تلك الدراسة فى رسالة علمية، حصل بها على درجة دكتوراه العلوم ( D.Oc. )، وكانت أول مرة تمنح فيها تلك الدرجة الرفيعة من جامعة القاهرة .
لقد كانت للدكتور حامد جوهر نشاطات متعددة، أختار البعض منها فقط، نظرًا لضيق الوقت، إذ كيف يتسنى لى أن أحيط بمثل هذا " المحيط " مترامى الأطراف، فى دقائق معدودات، كان - رحمه الله - فى مجمع اللغة العربية شعلة من النشاط والحيوية، فقد شارك مشاركة فعالة فى نشاط المجمع وإنتاجه العلمى، منذ انتخابه عضوًا بالمجمع عام 1973 م ( ثلاثة وسبعين وتسعمائة وألف )، حتى يوم وفاته عام 1992م ( اثنين وتسعين وتسعمائة وألف )، وذلك فى اللجان العلمية المتخصصة، وفى الجلسات الأسبوعية لمجلس المجمع، وفى مؤتمره السنوى. ففى اللجان العلمية اشترك - رحمه الله - فى أربع من تلك اللجان، وكان مقررًا لكل منها، وتلك هى لجنةُ علوم الأحياء والزراعة، ولجنة الكيمياء والصيدلة، ولجنة الجيولوجيا، ولجنة النفط.
وقد أصدرت كلٌّ من اللجان الثلاث معجمًا شاملاً لمصطلحاتها العلمية، ولا يزال معجم النفط قيد الطبع، ويصدر قريبًا بإذن الله، وكانت مساهمة الدكتور حامد جوهر فى إصدار تلك المعاجم الأربعة ( مع باقى زملائه أعضاء تلك اللجان ) مساهمة فعَّالة، وذلك بإشراف وتشجيع رئيسنا الكبير وشيخ المجمعين، الأستاذ الدكتور إبراهيم بيومى مدكور، الذى لا يسعده على الإطلاق أكثر من صدور تلك المعاجم العلمية، وتداولها بين مختلف الهيئات العلمية فى مختلف أنحاء الوطن العربى.وفى وسائل الإعلام تزامل الدكتور حامد جوهر مع عضو آخر من خيرة أعضاء هذا المجمع الموقر، هو المرحوم الدكتور محمد الطيب النجار، تزامل معه فى حديث أسبوعى لكل منهما فى " التليفزيون "، أولهما يدعو إلى الثقافة العلمية، والثانى إلى الثقافة الدينية، وكانت تلك الأحاديث الممتعة، تجتذب إليها كل راغب فى إحدى هاتين الثقافتين، كما كانت خير رسالة من المجمع إلى جمهور مصر العظيم، ومن المؤسف حقًّا أن يتزامل هذان العالمان الجليلان، فى الرحيل عن هذا العالم الفانى، فيفقدهما المجمع فى فترة وجيزة، وذلك فى وقت نحن أحوج ما نكون إلى قدرتهما الخلاقة، وبالأخص فى هذا الوقت بالذات، حيث اختلط الحابل بالنابل والغث بالسمين.
والواقع أن أحاديث الدكتور حامد جوهر الأسبوعية، قد استمرت ما يقرب من خمسة عشر عامًا متتالية، يتجول خلالها مع المشاهدين لمتابعة الحياة البحرية، وما بها من المفارقات والأعاجيب، ما ظهر منها على السطح، وما بَطَن فى الأعماق، وكان الجميع - متخصصون وغير متخصصين - يحرصون على مشاهدتها، والاستمتاع بما فيها من حقائق ومعلومات، توضح، دون شك، قدرة الله سبحانه وتعالى على الخلق والإبداع.
أما عن البحار نفسها، وهى التى تتنفس بها مدن وقارات، وقامت على شواطئها منذ القدم حضارات، فقد أصبحت لها فى عصرنا الحاضر ارتباطات ومشاكل، على أكبر جانب من الأهمية، بدءًا من تعريف المياه الإقليمية، ومدى امتدادها إلى داخل البحر، وانتهاءً بما تلقيه البواخر العابرة فى جنح الظلام من المخلفات الكيميائية، أو بقايا المواد المشعة، ولا يكون خطرها مقصورًا على الحياة البحرية فحسب، بل يمتد أيضًا إلى سكان البلاد المطلة شواطئها على تلك البحار، إن مثل تلك المشاكل قد عقدت لها لقاءات ومؤتمرات، على المستويين الإقليمى والعالمى، وذلك للحد من تلك المخاطر والأضرار.ولم يكن هناك من يمثل مصر فى أمثال تلك المؤتمرات أكثر حماسًا وتألقًا من المرحوم الدكتور حامد جوهر، وهو ما أدى إلى اختياره مستشارًا للسكرتير العام للأمم المتحدة فى علوم البحار، وكان للدكتور حامد جوهر، رحمه الله، اهتمام خاص بموضوع " النشر العلمىّ "، فأصدر لأول مرة نشرة خاصة باسم " محطة الأحياء البحرية بالغردقة "، يطل منها الباحث العلمى على كل ما يجرى فى تلك المحطة، من دراسات وبحوث تتعلق بأحياء البحر الأحمر، ولم يكن هذا النشر مقصورًا على المصريين وحدهم، بل امتد ليشمل العديد من علماء الغرب، ممن يقومون بدراسات متعمقة على تلك الأحياء، أذكر منهم على سبيل المثال عالمة الأسماك المعروفة " يوجينى كلارك "، فقد أقامت ما يزيد عن عام كامل فى " صومعة الغردقة "، وأخرجت لنا بعد هذه الإقامة دراسة شاملة عن " الأسماك السامة فى الشعاب المرجانية بالبحر الأحمر ".
<!--هذا الموضوع منقول للامانه ومهدى الى روح العالم د حامد جوهر
<!--[endif]--> <!--[endif]-->
ساحة النقاش