الأمراض التى تصيب الأسماك وتؤدى إلى الإضرار بالثروة السمكية
المواصفات الظاهرية للأسماك
بصفة عامة فإن الصفات الظاهرية للأسماك تمثل الجزء الأكبر من مواصفات صلاحيتها وجودتها، وهى :
1- القوام: متماسك مرن غير منفصل عن العظم.
2- الرائحة: السمك الطازج ليس له رائحة سمكية.
3- العيون: لامعة صافية شفافة بارزة.
4- الخياشيم: لونها أحمر ناصع.
5- القشور الجلدية: لامعة غير باهتة وصعبة الفصل، وذلك فى أنواع الأسماك ذات القشور كالبلطي أما الأنواع التى ليس بها قشور كالبياض يراعى أن يكون الجلد أملس غير مجعد.
وفى دراسة حديثة أجريت فى معمل بحوث صحة الحيوان بأسيوط أثبتت أن الفحص الظاهري يبين صلاحية الأسماك المفحوصة للاستهلاك الآدمى ظاهرياً، ولكن هذا لا يكفى إذ أنه يجب أن يكون الفحص البكتريولوجى مصاحباً للفحص الظاهري للحكم على صلاحية الأسماك للاستهلاك الآدمى.
الأمراض التى تصيب الأسماك وتؤدى إلى الإضرار بالثروة السمكية:
هناك العديد من تلك الأمراض سواء كانت متوطنة أو وفدت إلينا مع جلب الأسماك من الخارج إلى مزارعنا السمكية، وأهم هذه الأمراض.
1- الأمراض الطفيلية:
أ- الإصابة بطفيل الكوستيا (Costiosis) وتم عزل الطفيل من الأسماك المصرية خاصة اسماك البلطى وتصل نسبة النفوق إلى 90% بين اليرقات والاصبعيات المصابة.
ب- الإصابة بطفيل الاكيتوفترياس "Icthiophthirosis " وتسبب بقع بيضاء وتتركز الإصابة فى الجلد والخياشيم فى اسماك المياه العذبة واسماك الزينة وتؤدى إلى نفوق عدد كبير من الأسماك المصابة .
ج- الإصابة بالطفيليات التى تتطفل داخل الدورة الدموية للأسماك (التريبانوسوما والكربتوبيا) مسببة فقر دم شديد خاصة فى اسماك المياه العذبة.
د- الديدان الداخلية وأهمها الديدان الورقية، الشريطية، الاسطوانية وشوكية الرأس وهذه الطفيليات تؤدى فى بعض الأحيان إلى نقص كبير فى معدلات نمو الأسماك وعدم زيادة وزنها مما ينتج عنه زيادة فى استهلاك العلائق.
2- الأمراض الميكروبيولوجية:
تشمل على مجموعات مختلفة من الأمراض أهمها :
أ- مجموعة الأمراض الفطرية :
1- مرض الصبرولجينيا (Saprolegniosis)، والذى تم عزله من المزارع السمكية، وتم انتشاره إلى اسماك نهر النيل مما يعد خطراً كبيراً على الثروة السمكية.
2- مرض تعفن الخياشيم تسبب نفوقا بالاختناق يصل إلى 80% من الأسماك فى فترة لا تتعدى عدة أيام وذلك بسبب انسداد الأوعية الدموية للخياشيم .
3- مرض الكانديدوميكوزس " Candidomycosis" تصيب الأسماك وخاصة لتلك التى تتعرض للتلوث بالمخلفات العضوية فى مياه الترع وبعض المزارع السمكية مما يؤدى إلى فقد العديد منها.
ب- مجموعة الأمراض التى تسببها سوء تخزين العلائق :
مثل مرض الاسبريجيلاس، وتؤدى الإصابة بالمرض إلى ظهور وتكون أورام فى الأعضاء الداخلية خاصة الكبد.
ج- مجموعة الأمراض البكتيرية :
1- مرض التسمم الدموى بالايرموناس المتحرك (Motile Aeromonas Septicaemia MAS)، ويؤدى إلى نفوق أعداد كبيرة من الأسماك المصابة.
2- الأمراض التى تسببها الإصابة بالميكروبات العنقودية والسبحية والواوية وغيرها.
د- مجموعة الأمراض التى تسببها عوامل غير الكائنات الدقيقة (الغير المعدية) :
1- الأمراض الناتجة عن التلوث البيئي للمياه الداخلية والخارجية والمبيدات الحشرية ومنتجات البترول.
2- أمراض النقص الغذائي والمؤثرات الميكانيكية أثناء تداول الأسماك وأطوارها المختلفة داخل المزارع السمكية.
لأسماك والصحة العامة للإنسان :
لقد تم اكتشاف العديد من الأمراض المشتركة بين الإنسان والثدييات آكلات الأسماك من جهة والأسماك من جهة أخرى.
1- الأمراض الميكروبيولوجية:
1- تلعب الأسماك دوراً كبيراً فى نقل الأمراض للإنسان، وذلك نظراً للدور الذى تلعبه كعائل ناقل فى الوقت التى لا تتأثر الأسماك بهذه الميكروبات نظراً لمقاومتها الشديدة لها ولا تحدث أى أمراض فيها مثل الكوليرا, السالمونيلا المسببة للتيفويد والشيجيلا والفيروسات المختلفة وأهمها شلل الأطفال.
2- أن هناك مجموعة من الأمراض البكتيرية التى تصيب الأسماك ويمكن أن تنتقل إلى الإنسان والحيوان مثل الايروموناس والسيدوموناس، والتي تسبب حالات النزلات المعوية والتهاب عضلة القلب فى الإنسان والإجهاض فى الأبقار.
3- الأمراض الفطرية التى تصيب الأسماك وتنتقل للإنسان وتحدث العديد من الأمراض مثل فطر الكانديدا التى تسبب التهابات حادة فى بعض أجزاء الجسم، وكذلك فطر الاسبيروجيلاس الذى يفرز سموم فطرية مؤدية إلى حالات التسمم وظهور بعض الأورام فى الإنسان والحيوان.
2- الأمراض الطفيلية:
تقوم بعض الأسماك بدور العائل الوسيط لبعض الديدان
1- الديدان الورقية (الهيتروفيس هيتروفيس)، وتسبب بعض الاضطرابات المعوية فى الإنسان وبطء النمو فى الأطفال.
2- الديدان الشريطية مثل دايفيلوبوسريم لاتم وتسبب الإصابة بالهزال والضعف العام فى الأفراد المصابة.
3- الديدان الاسطوانية مثل ديدان الاينساكس Anisakis وهى تعتبر من اخطر الديدان بالنسبة للإنسان فهى تستطيع الوصول إلى أى عضو خلال جولتها فى الجسم مثل العيون محدثة أضرارا بالبصر، وقد تصل إلى المخ أو الكبد.
3- أمراض التسمم الغذائى:
1- سموم بعض الميكروبات (البكتريا العنقودية والسالمونيلا) وسموم بعض الفطريات مثل فطر الاسبيرجلاس والتى تتواجد بالأسماك المصابة.
2- سموم بعض المبيدات الحشرية التى تتراكم فى أنسجة الأسماك.
وتلعب الأسماك أيضاً دور هام فى التأثير على الصحة العامة نتيجة تراكم بعض المعادن الثقيلة فى أنسجتها مثل الرصاص, الزرنيخ, الزئبق والناتجة عن تلوث المياه بالصرف الصناعى الناتج من المشروعات الصناعية.
هل تستطيع الأسماك أن تحل محل اللحوم كمورد للبروتينات؟
الأسماك تعتبر مصدر ومورد هام للبروتينات بل قد تتميز عن اللحوم بما تحتويه من كميات ضخمة من الفوسفور، وبما تحتويه من فيتامينات، ولكن إذا أردنا الاقتصار على الأسماك كمورد للبروتين الحيواني فلابد من إكمالها بالكبد واللبن بالإضافة إلى الخبز والفاكهة والخضراوات.
أهمية تناول الأسماك للإنسان :
1- مصدر هام ورخيص للمواد البروتينية والفسفور.
2- تقوى الذاكرة فى الأشخاص المصابين بضعف فى ذاكرتهم وذلك لما تحتويه الأسماك من فسفور والذى يعتبر مقويا للمخ.
الحساسية الناتجة من تناول الأسماك :
هناك أشخاص تظهر عليهم أعراض الحساسية بعد تناول الأسماك ولكنها فى الواقع ليست سوى ظاهرة من ظواهر الحساسية إذ يدخل بروتين السمك فى معركة مع البروتين الموجود لدى الشخص وقد حلت هذه المشكلة طبيا عن طريق إقامة التوازن اللازم بين قدرة المريض على المقاومة وبين تأثير البروتين فيه.
يجب أن تعلم :
1- إن الأسماك التى تكثر فيها الدهون تعالج الصمم !! بعد دراسة أجريت على سكان الإسكيمو وجد أن الأسماك التى تكثر فيها الدهون تحتوى على مواد كيميائية تساعد على خفض الشحوم والكولسترول الضار فى الدم كما تساعد على قلة احتمال انسداد الشرايين القلبية، ولقد أثبتت الدراسة أن توفر فيتامين (د) بكثرة فى السمك تؤثر بالإيجاب على قوقعة الأذن التى تعتبر أهم أعضاء السمع.
2- إن زيوت الأسماك تعالج أمراض القلب!! أثبتت التجارب التى أجراها فريق بحثي من علماء أمريكا أن زيوت الأسماك تشكل أكبر قوة لمعالجة أمراض القلب والوقاية منها أكثر من أى غذاء آخر، وذلك باكتشاف العلماء أن زيت السمك يحتوى على بعض العوامل التى تقاوم الجلطات الدموية التى تسد مجرى الأوعية الدموية، كما لاحظ العلماء أيضا أن زيوت الحيوانات البحرية تخفض نسبة الكولسترول بنسبة 33%، وهى نسبة من شأنها تقليل الكثير من أخطار الأمراض القلبية كما تساعد على خفض ضغط الدم وزيادة سيوله الدم، ولهذا فهى تحمى الإنسان من تجنب الأزمات القلبية المفاجئة.
3- يجب أن تعلم انه يمكن تقسيم الأسماك حسب حالة الطهي إلى:
أ- أنواع صالحة للسلق مثل الشال, القرموط, اللبيس, وقشر البياض.
ب- أنواع صالحة للتسبيك (طواجن) مثل المياس والبوري.
ج- أنواع صالحة للقلى مثل البلطى والبورى والمرجان.
د- أنواع صالحة للشى مثل البورى والدنيس.
وإذا كان نهر النيل هو المصدر الأساسي لإمداد المياه لكافة الأغراض ويمتد تأثيره إلى كافة المسطحات المائية عن طريق نظم الرى والصرف وحتى المصبات النهائية سواء فى البحر أو البحيرات (هناك 67 مصباً فى نهر النيل بداية من خزان أسوان حتى القناطر الخيرية منها 22 مصبا صناعيا والباقي مصبات زراعية) ومروراً بمعظم أن لم يكن كل المزارع السمكية، والتي تعتمد فى إمدادها بالمياه على مياه نهر النيل أو المصارف الزراعية وهذه المصبات تصرف إلى مجرى النهر حوالي 3 مليار متر مكعب سنويا من مياه الصرف المحملة بالعديد من المخلفات والبقايا، والتي تضم مواد عضوية وزيوت وشحوم ومعادن ثقيلة وبقايا مبيدات ومخصبات ومنظفات إلى جانب مخلفات آدمية وحيوانية تصرف فى النهر ودون معالجة وهذه الحقيقة وحدها كافية لان نرفع أكف الضراعة إلى الله ونجأر بالشكوى والتنبيه لكافة المسئولين ولا ندخر وسعا فى سبيل توعية كافة المواطنين لدرء هذا الخطر العظيم.
ومما سبق يتضح أن الاهتمام بالثروة السمكية هى من أبرز الحلول لتحقيق الأمن الغذائي إذا ما أحسن رعايتها والنهوض بها مع تطبيق العناية الصحية اللازمة لحماية الأسماك من الأخطار الناجمة من إصابتها بالأمراض وحماية المستهلك من الأمراض التى تنقلها الأسماك وذلك من خلال الأساليب العلمية المناسبة، وإذا كان الإنتاج السمكي يعطى عائدا يقدر بنحو 6 مليارات جنيه فإن وضع حلول عاجلة لمشاكل البحيرات المصرية (قارون, ادكو, المنزلة, التمساح, البردويل ,...) يمكن أن يضاعف هذا العائد لتصبح الثروة السمكية أحد اوائل مصادر الدخل القومي المصرية.
المصدر: محسن كرم محسن كرم
مشرف مكتبة سيريافيت المرئية و قسم جامعة بني سويف
نشرت فى 4 سبتمبر 2010
بواسطة DrKasem
عدد زيارات الموقع
276,031
ساحة النقاش