الخصائص الفسيولوجية للإبل
تتميز القناة الهضمية للإبل بكفاءة عالية في هضم المواد الغذائية مقارنة مع بعض المجترات الأخرى مثل الأغنام والأبقار كما أن لها القدرة على امتصاص المواد الغذائية من الكرش حيث يتم امتصاص الماء والأملاح وتحويل اليوريا بواسطة الأحياء الدقيقة الموجودة بالكرش اإلي بروتينات ميكروبية يستفيد جسم الحيوان من الفائض منها. تتميز الإبل في طريقة رعيها بالتقاط الأجزاء العليا من النباتات والأشجار الصجراوية مما يساعد في المحافظة على المرعي و منع تدهوره بعكس الأغنام و الماعز. يعتبر الجمل من أشهر الحيوانات الصبورة على الجوع والعطش وحتى في الأوقات الحارة. ولقد أوضحت بعض الدراسات في مصر اأن الجمل الذي لا يعمل يمكن أن يتعود الشرب مرة واحدة كل أسبوعين في الصيف وأطول من ذلك إذا توفرت نباتات المراعي الغضة في الشتاء والربيع.
وفي دراسة اأخرى في السودان تمكن جمل عمره خمس سنوات اأن يعطش لمدة 51 يوماً في العراء خلال شهري أكتوبر ونوفمبر على علائق جافة فقط ولكن في هذه الفترة فقد 37 % من وزنه وانعدمت شهيته للطعام في النهاية. وكذلك لوحظ ارتفاع عدد كريات الدم الحمراء ونقص كريات الدم البيضاء إلا أن حجم كريات الدم الكلية لم يتغير وهذه من الخصائص الهامة للجمل التي تجعله فسيولوجياً متأقلما مع العطش بالإضافة اإلى شكل الكريات الحمراء الذي يجعلها تقاوم الانفجار عندما يشرب الحيوان بعد تعطيشه لفترات طويلة.
ومن جهة ثانية فإن للجمل قدرة على شرب المياه بكميات وسرعة فائقة، فيمكن للجمل أن يشرب مايعادل 12 - 15 لتر في الدقيقة الواحدة. ويمكن للجمل القوي أن يشرب ثلث وزنه مرة واحدة إذا تعرض للعطش. وبشكل عام تشرب الإبل يومياً 20 - 30 لتر، ويمكن للجمل أن يحصل من نباتات المراعي التي يتغذى عليها كمية إضافية من المياه وذلك بحدود 3 لتر في موسم الجفاف و 30 لتر عندما تكون النباتات غضة. بالإضافة إلى ذلك هناك مصدر ثالث للمياه وهو ماينتج داخل الجسم اأثناء التمثيل الغذائي للعناصر الغذائية المهضومة ويسمى metabolic water. وتتمتع الإبل بقدرة على المحافظة على مافي جسمها من ماء والاقتصاد في استعماله سواء مايفقد منه بالتخلص من الحرارة الزائدة من الجسم أو مايفقد مع الروث والبول.