تأثير الأحماض الدهنية على الحالة المناعية للدواجن
أ.د/ أحمد جلال السيد
زراعة عين شمس
يحصل الطائر على احتياجاتة من الطاقة من ثلاث مصادر هى: الكربوهيدرات والليبيدات والبروتينات. وتتاح هذه المصادر من خلال الغذاء المقد الى الطيور. اثناء عملية الاجهاد، لا تهضم ولا تمتص العناصر الغذائية بكفاءة وبالتالى يعتمد الطائر على العناصر الغذائية المخزنة داخل جسمة. تعتبر الكربوهيدرات المخزنة (الجليكوجين) داخل جسم الطائر المصدر السريع للطاقة المنبعثة اثناء الاجهاد، ثم يحدث تكسير للبروتينات الى احماض امينية كيتونية ketogenic amino acids واحماض امينية جليكوجينية glucogenic amino acids يعقب ذلك نزع مجموعة الامين ويتم امداد الطائر بالطاقة اللازمة للاحتفاظ بالحيوية لمقاومة الاجهاد. ونتيجة لذلك يحدث استنزاف لبروتين العضلات وزيادة ترسيب الدهن. تختلف العلائق في محتواها من الطاقة والتي تلعب دورا هاما في تعديل الاستجابة المناعية في الطيور وذلك نتيجة التغير في كميات العليقة التي تؤثر على المقدرة المناعية للطيور. تنظم الطاقة المأكولة نشاط الخلايا المناعية immune cells ونشاط العديد من الهرمونات مثل: هرمون الغدة الدرقية thyroxin وهرمون الادرينالين corticosteroids وهرمون النمو growth hormone وهرمون الجلوكاجون glucagons بالإضافة إلى الكتاكولامين catecholamine. يؤثر التباين في مستوى وتركيب دهن العليقة على الاستجابة المناعية في الدجاج عن طريق تغير تركيب أغشية الخلايا structure of the cell membrane وكذلك تعديل تخليق هرمون البروستاجلاندين prostaglandins. ينخفض النفوق المصاحب للإصابة بالكولاى Mycobacterium tubercules & E.Coli عند زيادة مستوى الدهن في العليقة من 3% إلى 9%. يزداد مستوى الأجسام المناعية ضد كرات دم الغنم الحمراء SRBC بصورة واضحة عند التغذية على علائق تحتوى على 6% دهن حيوانى tallow. زيادة مستوى الأحماض الدهنية الغير مشبعة يحسن من الاستجابة المناعية عن طريق تنبية خلايا المكروفاج. تعطى الأحماض الدهنية الغير مشبعة المتعددة polyunsaturated fatty acids (PUFA) مثال جيد للمكونات الغذائية التي تؤثر على الجهاز المناعي عن طريق تأثيرها على الاتصالات بين الخلايا intercellular communication وسوائل الاغشية membrane fluidity وكذلك second messenger elaboration. تلعب الدهون دورا هاما فى تنظيم وظائف المكروفاج macrophage function، حيث اوضحت الدراسات ان افراز الانترلاكين interleukin-1 بواسطة Staphylococcus aureus المنبة للمكروفاج من كتاكيت التسمين المغذاة على مستويات عالية من الاحماض الدهنية المحتوية على عدد 6 ذرات كربون n-6 fatty acids يزداد مقارنة بالاخرى المغذاة على عليقة عالية المحتوى من من الاحماض الدهنية المحتوية على عدد 3 ذرات كربون n-3 fatty acids. ومن المواد الغذايئة العالية فى من الاحماض الدهنية المحتوية على عدد 6 ذرات كربون n-6 fatty acids الاذرة والزيوت النباتية ودهن الطيور، بينما يعتبر مسحوق السمك وزيت بذر الكتان linseed oil من المواد الرئيسية الغنية من الاحماض الدهنية المحتوية على عدد 3 ذرات كربون n-3 fatty acids. يزداد مرحلة الاستجابة الحادة للاصابة S.typhimurium lipopolysaccharide عن طريق التغذية على علائق عالية المحتوى من n-6 fatty acids مقارنة n-3 fatty acids. يرتبط محتوى وفاعلية eicosanoid المنتج بتركيز الحامض الدهنى arachidonic فى الاغشية، وبالتالى مستويات الحامض الدهنى اللينوليك linoleic فى العليقة. محتوى العليقة من الاحماض الدهنية n-3 مثل اللينولينك linolenic وكذلك eicosapentenoic يلعب كمحورات لمعدل تحويل الحامض الدهنى الاراكيدونيك الى eicosanoids. العلائق المرتفعة المحتوى من الاحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة PUFA تؤدى الى تقليل التلف الناتج عن الاصابة بالكوكسيديا eimeria tenella وينبة انتاج الاجسام المناعية ويزيد الحامض الدهنى الاراكيدونيك فى المكروفاج بالاضافة الى زيادة تخليق البروستاجلاندين PGE2. اضافة الزيوت البحرية (السمك) marine oils التى تحتوى على الاحماض الدهنية اوميجا-3 omega-3 ذات تاثير مفيد للوظائف المناعية، حيث انها تغير من نسبة وتركيب البروستاجلاندين وكذلك eicosanoids ويعتبر ذلك من العوامل الهامة والضرورية للوظائف المناعية. تتاثر معدلات نمو الاعضاء الليمفاوية مثل الغدة الثيموسية والطحال والبرسا بمحتوى العليقة من الاحماض الدهنية المتعددة الغير مشبعة. ومن المعروف ان التحدى المناعى فى الطيور يصاحب بانخفاض كمية الغذاء المأكول. واستخدام الدهون كمصدر للطاقة فى هذه الحالة لا يعتبر القرار الافضل، حيث تعتبر الطاقة المتحصل عليها من الكربوهيدرات هى الافضل، حيث يحدث فشل فى التخلص من الجليسريدات الثلاثية من الدم اثناء الاجهاد المناعى ولذا يجب التقليل من استخدام الدهون اثناء الاجهاد المناعى.