التغذية العلاجية لصحة قطعان الدواجن
Therapeutic nutrition for healthy poultry flocks
ترجمة: أ.د/ أحمد جلال السيد جاد زراعة عين شمس
التغذية الكافية هي الأداة الرئيسية في تحقيق أقصى قدر من صحة القطيع، والى حد كبير يتعلق هذا بالبروتين و الدهون والفيتامينات والأملاح المعدنية والألياف في العلائق، كما أن استخدام بعض الأعشاب الطبيعية herbs يزيد أيضا الحالة الصحية للقطيع.في صناعة الدواجن، وجد ان هناك كمية هائلة من الأموال تنفق سنويا لشراء الأدوية والمستحضرات الاصطناعية الأخرى للسيطرة على الأمراض، حيث يتم إنفاق نحو 800 مليون دولار سنويا في جميع أنحاء العالم للتحكم فى الكوكسيديا فقط. وينبغي زيادة هذا المبلغ لا محالة إلى عدة مليارات من الدولارات، نظرا لتعدد الأمراض التي تؤثر على الطيور في مختلف مراحل النمو والانتاج. وعلى الرغم من هذا، فقد وجد أن استخدام الأدوية وحدها ليست وسيلة فعالة للسيطرة على الأمراض على النحو الواجب. فى معظم الاحوال فان معدلات النفوق تتجاوز 10 ٪، وهو ما يضيف إلى الخسائر الناجمة عن تكاليف الأدوية ، وبالتالي يؤثر على العائد الاقتصادي من عملية الإنتاج. أوضحت البحوث والدراسات الأخيرة أن التغذية العلاجية هى الوسيلة البديلة أو الإضافية لمكافحة المرض، وقد أكد العلماء على ضرورة الاستفادة من المواد العلفية المتاحة كما وكيفا على نحو أفضل يتناسب مع السيطرة على الأمراض السائدة في منطقة معينة من العالم، وبالتالي تقليل استخدام الأدوية وصولا الى المستوى الاقتصادي المطلوب.
بروتين التغذية Protein Nutrition
مع تفشي الأمراض فقد يكون من الضروري زيادة مستوى البروتين أو على الأقل الحفاظ عليه ضمن النطاقات الموصى بها، والبروتين هو منظم قوي لدورة الهرمونات مثل الانسولين والجلوكاجون، هرمون الغدة الدرقية، وهرمونات النمو، والتي تؤثر على جهاز المناعة، وبالتالي تحسين قدرتها على مقاومة الأمراض. فى حالات أخرى ينبغي خفض محتوى العليقة من البروتين وخصوصا فى حالة الاصابة بالكوكسيديا، فى حالة ارتفاع نسبة بروتين العليقة فأن ذلك سيؤدى الى زيادة نشاط انزيم التربسين tyrpsin فى الامعاء الدقيقة للطائر مما يؤدى الى الاسراع من افراز coccidia من البويضات oocytes وتصبح فى صورة نشطة وبالتالى تقل الاستجابة للتحصين. تؤثر النظم الغذائية أيضا على شدة الاصابة بالكوكسيديا، حيث لوحظ ان تصويم الدجاج قبل التحصين عن طريق الفم يقلل من العدوى، وربما يرجع ذلك إلى انخفاض مستوى البوضات الناتجة عن خفض مستوى انزيم التربسين الناجمة عن التصويم. تعديل مستوى البروتين صعودا أو هبوطا، أو اختيار نظام التغذية بالبروتين في أوقات التحصينات لا تكون دائما وسيلة كافية للوقاية من الأمراض. في الواقع ، بعض مصادر البروتين مثل فول الصويا الخام ، وكسب بذرة القطن والكتان تحتوي على كميات متفاوتة من العوامل المضادة للتغذية مثل مثبطات التربسين tyrpsin inhibitors والجوسيبول gossypol الجلوكوزيد glucosides على التوالى، وعند تناولها من قبل الطيور فإن هذه العوامل تسبب بعض الآثار الضارة على الأمعاء الدقيقة ، وبالتالي إضعاف جهاز المناعة في هذا الموقع ولا سيما التي تمارس عملها فى هذا المكان لكن ايضا تلعب دورا هاما فى الوظائف الحماية الشاملة systemic protective functions. وينبغي تجنب الاستخدام المفرط لمصادر البروتين فى العلائق.
دهن التغذية Fat nutrition
إضافة الدهون فى علائق كتاكيت التسمين المجهدة حراريا يحسن من الاستهلاك الغذائى feed intake الاداء الانتاجى productive performance.
يؤثر دهن العليقة على المقدرة المناعية immunocompetence إما عن طريق تغيير بنية غشاء الخلية cell membrane structure أو عن طريق تحوير تخليق البروستاجلاندين prostaglandin synthesis والتي تلعب دورا هاما في العمليات البيولوجية التنظيمية بما في ذلك الاستجابة المناعية. في أحد الدرسات شوهد زيادة مقاومة الدجاج لبكتريا الايشيريشيا كولاى والميكوبلازما عند زيادة مستوى الشحم أو زيت القرطم من 3 ٪ الى 9 ٪، كما أنخفضت نسبة النفوق المرتبطة بهذه الأمراض مع المستويات المرتفعة من الدهون في العليقة. في ظل ظروف مرضية معينة مثل الكوكسيديا، سيكون من الضروري النظر في نوع الأحماض الدهنية التي ستدرج في النظام العلائق. حيث أن الكوكسيديا تضعف من تكوين micelle. الدهون التى تحتوى على نسبة عالية من الدهون الثلاثية قصيرة ومتوسطة السلسلة ربما لا يتم دخولها الى micelle. هضم هذه الدهون سيقلل من العدوى مقارنة بالدهون التى تحتوى على نسبة عالية من الأحماض الدهنية غير المشبعة وبالتالى تكون اسهل فى الدخول الى micelles. ومثل هذه التغييرات في طريقة هضم الدهون ستؤثر بدورها على الزيادة الوزنية وغيرها من المعايير ذات الصلة إنتاج الدهون والتى ستتأثر بالمرض. وينبغي النظر في إضافة المزيد من الدهون الى علائق دجاج التسمين وخصوصا فى المناطق الحارة بحيث يمكن استهلاك الطاقة اليومية لتتناسب مع متطلبات النمو. ومن الممارسات الشائعة في المزارع المدارية استبعاد الدهون من الغذاء خلال فصل الصيف وأدرجه خلال فصل الشتاء، لأنه يعتقد أن متطلبات الكتاكيت من الطاقة أقل في الصيف منه في الشتاء. وقد اوضحت الدراسات مؤخرا أن إضافة الدهون فى علائق دجاج التسيمن اثناء الجو الحار يحسن من الاستهلاك الغذائى والاداء الانتاجى، بالاضافة الى ان الحرارة المنبعثة من تمثيل الدهون من مصادر الطاقة الأخرى مثل الكربوهيدرات والبروتينات، وبالتالي، فإن الحمل الحراري على الطيور خلال فصل الصيف يكون أقل فى العلائق الغنية بالدهون، كما يستطيع الطائر استهلاك كميات كبيرة من الفيتامينات التى تذوب فى الدهن والتي تساعد في تحسين مقاومة الأمراض الشائعة السائدة في فصل الصيف.
الألياف Fibers
أظهرت التجارب أن الياف العليقة تقلل من عدد الخلايا الكأسية goblet cells الموجودة على villous epithelia، وهذا هو الجانب المفيد لأن خفض عدد خلايا جوبلت goblet cells ينبغي أن يؤدى الى انخفاض في كمية الميوسين الموجودة فى خلايا جوبلت. إذا أنتج الميوسين بكميات كبيرة فسوف يعمل كعائق لمنع بعض المواد الغذائية من اجتياز جدار الأمعاء. ووجد أيضا أن تخفيف العليقة بأستخدام الألياف يؤثر على الكائنات الحية الدقيقة microorganism الموجودة فى الاعور caeca، مما يؤدى الى التوفير فى تمثيل الكربوهيدرات والبروتين والتغلب على مشاكل التخمير المرتبطة بصغر حجم الأعور. تغذية الدواجن في المدى الطويل على علائق متوسطة المحتوى من الألياف ربما تؤدى الى تحسين الاستفادة من العناصر المعدنية minerals، ويتباين هذا التأثير طبقا لمصدر الالياف. وعلى سبيل المثال فقد وجد ارتفاع نسبة الصوديوم والبوتاسيوم فى قشور الشوفان oats hulls، ولكن لم تتأثر مصادر الألياف مثل البرسيم وفول الصويا. من ناحية أخرى، تزداد كمية عنصر النحاس مع قشر فول الصويا ولكن ليس فى مصادر الألياف الأخرى. تتساوى مصدر الالياف الثلاث فى محتواها من عنصر الحديد عالية التوافر البيولوجي النسبي. ويمكن الاختيار من مصدر الألياف التي ستندرج فى اعلاف الدواجن لتلبية متطلبات عناصر معدنية محددة أو تصحيح نقص معين.
الأفتراس والتغذية cannibalism and nutrition
تعتبر ظاهرة الافتراس فى الدواجن من المشاكل التى تواجه الصناعة نتيجة التأثيرات السلبية المصاحبة لهذه الظاهرة على الاداء الانتاجى ونسبة النقوق، وقد شوهد زيادة معدلات هذه الظاهرة بعد استبعاد الشوفان فى علائق الدواجن بسبب أنخفاض الكميات المنتجة منه. ويعتبر الألياف من الاسباب الرئيسية لظهور الافتراس فى الدواجن. ومن المهم جدا في تغذية الدواجن والتى عادة ما تدفع المنتجين لعدم شراء الشوفان على ما يبدو هو ارتفاع الأسعار. وقد أجريت دراسة للمقارنة بين تراكيب غذائية مختلفة متمثلة فى علائق تحتوى على الأذرة الصفراء بنسبة 80% وعلائق اخرى بها نسب الياف تتراوح من 8، 13، 18% (مصدر الالياف الشوفان). وكانت المقاييس المأخوذة متمثلة فى الاتى: نسبة اجزاء الجسم المنقورة وحده النقر عن طريق نظام التسجيل والنفوق الناتج عن ظاهرة الافتراس. وقد اوضحت النتائج انه بزيادة نسبة الالياف فى العليقة يحدث انخفاض فى معدلات النقر وكذلك النفوق الحادث نتيجة الافتراس. والعلاقة بين محتوى العليقة من الالياف وظاهرة الافتراس غير معروفة بصورة محددة، ولكن ربما يرجع ذلك الى زيادة استهلاك الغذاء وزيادة الفترة الزمنية للتغذية وكذلك زيادة المحتوى من عنصر البوتاسيوم والصوديوم فى العلائق المحتوية على نسبة الياف عالية.
الاملاح المعدنية والفيتامينات minerals and vitamins
أظهرت الدراسات والتجارب الى احتياج الطيور على محتوى على من فيتامين E فى حالة الاصابة بالايشيريشيا كولاى E.coli، في دراسة أجريت على كتاكيت تسمين سن يوم، وجد زيادة خطية في إنتاج الأجسام المضادة المتخصصة للعدوى بالكولاي عند 2 اسبوع من العمر عند زيادة مستوى فيتامين E من 150 وحدة دولية/كجم الى 300 وحدة دولية/كجم أو 450 وحدة دولية/كجم. عند زيادة مستوى فيتامين E فى العليقة يحدث زيادة فى مستوى المناعة ضد العدوى البكتريا مثل B. abortus فى الكتاكيت الفاقسة عند عمر 7 أيام. يوجد علاقة خطية بين مستوى فيتامين A والامراض الناجمه عن الاصابة بميكروب السل M. tuberculosis، زيادة مستوى فيتامين A من 2200 وحدة دولية/كجم الى 4400 ادى الى زيادة الجلوبيولينات المناعية المتخصصة ضد المرض وتقليل نسبة النفوق. فى دراسة أجريت على فيتامين C، فقد وجد أن هذا الفيتامين له رد فعل قوى ضد S. gallinarum عند تغذية الدجاج على مستوى عال (1000 جزء في المليون) يوميا لمدة 3 أسابيع. ولوحظت ردود مماثلة مع الحديد عند ارتفاع مستواه فى العليقة من 250 الى 450 جزء في المليون، كما أنخفض معدل النفوق بنسبة 9٪.
أستخدامات الأعشاب Uses of herbs
إدماج الحبة السوداء بنسبة 2٪ في علائق الدجاج البياض يحسن من انتاج البيض، وقد تم استخدام عدد من الأعشاب الطبية ومستخلصاتها في صناعة الدواجن بديلا عن الأدوية الكيماوية التي غالبا ما تتراكم في أنسجة الطيور وتؤثر سلبا على نوعية اللحوم والبيض الناتج. من بين هذه الأعشاب الحبة السوداء (حبة البركة)، والتى تحتوي على 18-24٪ من thymoquinone، وهذه المادة لها آثار مضادة للبكتيريا antibacterial، مضادة للفطريات anti-fungal، ومكافحة للطفيليات anti-parasitic، بالإضافة إلى آثارها على العوامل المضادة للسرطان anti-cancer agents. وتحتوى الحبة السوداء على حوالى 30% بروتين قيمته الهضمية digestability value حوالى 75%، ويحتوى بروتين الحبة السوداء على معظم الأحماض الأمينية الأساسية، وقيمتها البيولوجية biological value حوالى 1.6 بينما القيمة البيولوجية لمعظم الحبوب الاخرى المستخدمة فى الدواجن حوالى 1.2. اوضحت احدى التجارب ان اضافة الحبة السوداء الى علائق الدجاج البياض بمعدل 2% ادت الى تحسين انتاج البيض وارتفاع معدل الخصوبة للذكور، وزيادة نسبة الفقس، ويعزى ذلك إلى التأثيرات التنشيطية للحبة السوداء على الغدة الدرقية thyroid gland، والتأثيرات المثبطة للعدوى البكتيرية التي بدورها تحسن من الصحة العامة والاداء الإنتاجى للطيور. أدى ادخال الحبة السودة black cumin بنسبة 2% فى علائق دجاج التسمين الى تثبيط التأثيرات المصاحبة للأصابة بمرض النيوكاسل أو الجمبورو، كما يعتبر الحبة السودة منشط للنمو فى الدجاج نتيجة تأثيرها على إفراز العصارة الصفراوية bile juices، وبالتالي على هضم الدهون والاستفادة منها. بناء على فحص الذبائح carcasses فقد تبين ان ذبائح الطيور المغذاة على علائق تحتوى على الحبة السوداء كانت اقل فى محتواها من بكتريا الايشيريشيا كولاى E.coli والسالمونيلا Salmonella والمكورات العقدية streptococcus and staphylococcus، مما يشير إلى دور الحبة السوداء فى إنتاج ذبائح نظيفة وصالحة للأكل. مسحوق الثوم garlic powder (allium sativum) هو أيضا منتج طبيعي استخدم بنجاح في تغذية الدواجن. فهو يساعد على التغلب على المشاكل التي تعاني منها الدواجن نتيجة تكوين كميات متباينة من الكولسترول غير مرغوب ناتجة عن زيادة كمية الأحماض الدهنية المشبعة كنسبة من الاحماض الدهنية غير المشبعة في كل جزيء من الدهون يتكون فى جسم الطائر. فقد وجد أن ادخال مسحوق الثوم بنسبة 3-5 ٪ في العلائق أسفر عن زيادة نشاط الانزيمات التي تحول الكوليسترول إلى أحماض الصفراء.
مصادر بديلة alternative sources
تشتمل بعض النباتات العشبية الأخرى التي يمكن استخدامها في تغذية الدواجن على الأقنثة الشوكية acanthus spinosus والزنجبيل zingiber officinale والكركم الهندى. وقد أظهرت الدراسات أن هذه الأنواع من النباتات بمثابة المضادات الحيوية الطبيعية ضد الأمراض الميكروبية و الكوكسيديا. و من المعروف أن استخدام المضادات الحيوية الاصطناعية فى كثير من الحالات يخفض من مستوى فيتامين B وفيتامين K داخل الجسم نظرا لتأثيرها على الميكروفلورا الوجودة فى الأمعاء الدقيقة والتى تقوم بتخليق هذه الفيتامينات، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليفها بالنسبة للنباتات الطبيعية كما تم الاشارة وقت سابق. يمكن أستخدام أوراق الشاي الأخضر green tea leaves (Camellia sinensis) في مجال التغذية العلاجية، وذلك أساسا بسبب مشتقات البولي فينول مثل الكارنيتين carnitine والكاتشين catechine، والتي تلعب دورا مهما في أكسدة الأحماض الدهنية وإنتاج ATP. كما تلعب هذه المشتقات دورا مهما في الوقاية أو علاج أمراض الأعصاب neuropathic diseases، والتهاب البنكرياس pancreatitis، والاورام الليفية fibroid tumors. هذه التأثيرات شوهدت على الحيوانات المعملية فقط وهناك حاجة إلى مزيد من العمل للتأكد من الدور المحتمل لأوراق الشاي في التغذية العلاجية للدواجن.