الخميرة والمناعة فى الدواجن
إعداد
أ.د/ أحمد جلال السيد
زراعة عين شمس
تعتبر الخميرة من أقدم الميكروبات وهى اكبر حجما من البكتريا، ويوجد حوالى اكثر من 700 نوع من الخميرة، ولكن أمكن التعرف على خصائص بعض الأنواع القليلة منها. وكلمة الخميرة هو أستخدام شائع كمرادف للـ Saccharomyces cerevisiae، حيث أن معظم التجارب أجريت عـــلى هـــذا النــــوع كمــا أنه أستخدم بصورة كبيرة فى الصناعة. يوجد حوالى الف سلالة من S.cerevisiae تقوم بأنتاج الأيثانول ethanol وثانى اكسيد الكربون كنواتج تمثيلية عن طريق تحليل الكربوهيدرات والسكريات مثل الجلوكوز glucese،الفركنور fructose، المانوز mannose، الجلاكنوز galactose، السكروز Sucrose، المالتوز maltose، الرافينوز raffinose. تعتبر الخميرة مصدر جيد لفيتامين ب المركب B-complex وبعض العناصر المعدنية الدقيقة trace-minerles. أستخدمت الخميرة فى بعض الأوقات كمصدر للبروتين وحيد الخلية Single cell protein. ويعتمد البروتين وحيد الخلية على البيئة التى تمنى عليها الخميرة، فعند تنمية الخميرة على المولاس molasses، وجد أن المحتوى من البروتين وحيد الخليه حوالى 50-52%، وأمكن أضافتها الى علائق الدجاجات البياض ودجاج التسمين بمعدلات تتراوح من 2-5% ووصلت هذه النسبة فى بعض الاحيان الى حوالى 10%. هناك العديد من المحاولات لأستخدام الخميرة فى تحليل الياف بعض المواد مثل القش straw وكواز الاذرة maize cobs cobs وكذلك نشارة الخشب sawdust لأنتاج الكحول alcohol من خلال تطبيقات الوراثية الجزيئية molecular genetic، وقد يتيح هذا آمكانية أنتاج البروتين وحيد الخليه على نطاق واسع فى المستقبل. تستخدم الخميرة بصورة تقليدية فى علائق الدواجن والحيوانات كمحفز للنمو growth promoters، حيث أنه فى الظروف الطبيعية لا يحدث تضاعف للخميرة داخل القناة الهضمية للكائن الحى حيث أنها تختفى مباشرة من القناة الهضمية عقب أزالتها من العلائق.
ومن أهم التأثيرات الرئيسية للخميرة
· تنبه تكوين السكريات المتعددة الثنائية disaccharidases
· ذات تأثير مضاد للمسببات المرضية pathogens
· ينبه المناعة الغير متخصصة non-specific immunity
· ذات تأثير مثبط ومعاكس وسام ضد الكائنات الدقيقة الممرضه pathogenic microorganisms
أوضحت العديد من الدراسات الغذائية أن أضافة الخميرة الى علائق الدواجن بمعدل 2-3 مم/كجم يؤدى الى:-
· تحسين معدلات النمو وكفاءة التحويل الغذائى
· يحسن من تمثل العناصر الغذائية
· يقل من معدلات النفوق الناتجة من non-specific aetiology فى قطعان التسمين
· يزيد من كفاءة المضادات الحيوية
تحتوى خلايا الخميرة S.cerevisiae ومستخلصاتها water-soluble derivative of alpha-glucan على بعض المواد المضادة للتأكسد مثل: glucose tolerance factors fractions و superoxide dismutase وتقوم هذه المواد بنزع free radial moieties من الدورة الدموية فى الجسم. كما أن أضافة الخميرة الى علائق الدواجن يقلل من حدوث تزنخ للدهون الموجودة.
يمكن أضافة الخميرة لعلائق الدواجن للتقليل من الاجهاد الحرارى للأسباب الآتية:-
· تحتوى الأمعاء الدقيقة على خلايا جوبلت Goblet cells والتى تقوم بتخليق الطبقة المخاطية mucous وتدعم أمتصاص العناصر الغذائية من خلال جدر الأمعاء، وعند حدوث الأجهاد الحرارى يحدث أنخفاض فى عدد خلايا جوبلت، وقد أوضحت الدراسات أن أضافة الخميرة الى علائق الدواجن المجهدة حراريا تؤدى الى زيادة عدد خلايا جوبلت وبالتالى تحسن من الاداء تحت ظروف الاجهاد الحرارى، كما أشارت الدراسات الى زيادة معدل الاستفادة من الخميرة عند أضافه zinc baitracin.
إثناء وجود الخميرة فى القناة الهضمية ونتيجة أفرازات القناة الهضمية مثل الأنزيمات والاحماض بحدث تحلل لمحتويات خلية الخميرة الغنية بالفيتامينات الذائبة فى الماء، الاملاح المعدنية، البيتبدات، الاحماض الأمينية الارومانية aromatic amino acids كمكسب جيد للطعم بالاضافة الى تنشيط وظائف الكبد وتحسين الهضم. بعض العناصر المعدنية الأساسية ربما تكون فى صورة غير متاحة للطيور أذا وجدت فى صورة غير عضوية inorganic ولكن عند أضافتها فى صورة عضوية عن طريق أرتباطها مع جزيئات عضوية ريما يتيح ذلك حل هذه المشكلة. من الممكن زيادة الاستفادة من عنصر السيلينوم والكروميوم عن طريق آدخاله الى الخميرة إثناء عملية النمو. حيث يعتبر عنصر السيلنيوم من العناصر الهامة للمناعة والخصوبة ويستخدم كمضاد للتأكسد، كما يقوم عنصر الكروميوم بدور هام فى تقليل الدهن المرسب فى الذبيحة كما أنه يقلل من معدلات النفوق فى دجاج التسمين. تعتبر جدر خلايا الخميرة من المصادر الغنية الجلوكان المركب (46%) Complex carbohydrate glucan والمنان (43%) mannan، وتلعب هذه المكونات دورا هاما فى الحفاظ على العشائر الميكروبية فى الامعاء، كما تحسن من الأستجابة المناعية وجودة اللحوم، وتستخدم الخميرة كـمضاد prebiotic للتقليل من تضاعف الكائنات الممرضه وزيادة الكائنات المفيدة. من الممكن ان يؤدى اضافة الخميرة الى زيادة مساحة الامتصاص فى الامعاء الدقيقة من خلال زيادة طول الخملات villi وبالتالى تحسين الهضم والامتصاص. هناك العديد من الدراسات التى تشير الى ان اضافة الخميرة يؤدى الى تقليل عدد الكائنات الدقيقة الممرضة مثل salmonella، E.coil، staphylococcus aureus، entamoebahistolytica، كما انها تقوم بزيادة اعداد البكتريا المفيدة مثل bifidobacteria، lactobacillus وبالتالى تقلل من السموم البكترية. يحسن المنان mannan الموجود فى الخميرة من للاستجابة المناعية عن طريق زيادة افراز interleukin-6 وينبة افراز mannose-specific binding protein من الكبد والذى يقوم بالارتباط مع كبسولات البكتريا المهاجمة. من الممكن ان يحسن المنان الناعة عن طريق زيادة تركيز الجلوبيولين المناعى IgG فى البلازما او عن طريق تحوير وتعديل المناعة الخلوية cell-mediated immunity. يقوم الجلوكان glucan الموجود فى جدر الخلايا الداخلية inner cell wall بتنبية مستقبلات الجلوكان المتخصصة glucan receptors الموجودة على كرات الدم البيضاء والموجودة على extra-vascular macrophages مما يؤدى الى زيادة دفاعات العائل عن طريق زيادة المكروفاج او عن طريق المنتجات الناتجة من المكروفاج مثل السيتوكين. الخميرة الكاملة ذات تاثير مفيد للطيور المعرضة للسموم الفطرية (الافلاتوكسين) بمستويات 500ppb الى 5ppm، عند اضافة الخميرة بمستوى 0.1% تقلل من التاثيرات العكسية للافلاتوكسين على معدل النمو ووزن الكبد وتركيز الالبيومين والبروتينات الكلية فى السيرم. من التاثيرات الاخرى المفيدة زيادة مستوى الاجسام المناعية ضد مرض النيوكاسل، وتكون هذه التاثيرات اكثر وضوحا فى البط . عند اضافة الخميرة بمقدار 0.9-1كجم/طن علف يتحسن انتاج البيض والخصوبة ووزن الاعضاء التناسلية (المبيض والخصيتين) ونسبة الفقس عن طريق تقليل معدل النفوق الجنينى فى القطعان المغذاة على علائق ملوثة بالافلاتوكسين.