السلامة والصحة المهنية فى القطاع الزراعي
ليست هناك حاجة لتحديد أهمية قطاع الزراعة من حيث مساهمته في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، وخاصة في المناطق الريفية. حيث يمثل قطاع الزراعة، بما في ذلك القطاعات الفرعية لإنتاج المحاصيل والحيوانات والغابات وصيد الأسماك وتربية الأحياء المائية، مصدر رزق لأكثر من 85% من سكان الريف (منظمة الأغذية والزراعة، 2013؛ منظمة العمل الدولية، 2011). يوفر القطاع فرص عمل لحوالي 38% من سكان العالم في مهام رسمية وغير رسمية (الفاو، 2015). تشكل النساء حوالي 25% من سكان العالم العاملين في الزراعة و43% من القوى العاملة الزراعية في البلدان النامية. تنشأ العديد من القضايا لحماية العمال في القطاعات الفرعية. الزراعة، على سبيل المثال، هي واحدة من أخطر القطاعات من حيث سلامة العمال وصحتهم. حيث اوضحت التقارير العالمية وفاه حوالى 170 ألف عامل زراعي في المتوسط سنوياً على مستوى العالم. كما يتمتع القطاع بأعلى نسبة من الدخول المبكر إلى القوى العاملة. يعمل حوالي 59% من جميع الأطفال العاملين (98 مليون بنت وولد في الفئة العمرية من 5 إلى 17 سنة) في الزراعة وأكثر من ثلثيهم من أفراد الأسرة غير مدفوع الأجر. يشارك أكثر من نصف هؤلاء الأطفال في أعمال خطرة يمكن أن تضر بصحتهم ونموهم وتعليمهم (منظمة العمل الدولية، 2017). تتطلب معالجة تلك القضايا التزامات طويلة الأجل لتعزيز وحماية العمل اللائق من خلال تبني أطر عمل سياسية وقانونية تحدد معايير العمل والسلامة، وتعين المسؤوليات والمؤسسات المسئولة عن تنفيذها. وتحدد خطة التنمية المستدامة لعام 2030 الهدف المتمثل في تعزيز العمل اللائق للجميع من خلال حماية حقوق العمل وضمان بيئة عمل آمنة ومأمونة