هُوَ هُوَ.. كَمَا عَرفتُهُ فِي الدَّارِ الحَبِيبَةِ .. دَارِ العُلُومِ.. وَنَهلْتُ بِكُلِّ مَا تعْنِيهِ الكَلِمَةُ مِن فَائِضِ كَرَمِهِ وَعِلمِهِ وَحِلمِهِ عَلَينَا فِي بِدءِ خُطُواتِنَا فِي مَرْحَلَتِي المَاجِستِيرِ وَالدُكْتُورَاه .. فَقَدْ اتَّسَمَتْ شَخْصِيَّة أُسْتَاذِي الدُّكْتُورِ حَسَنِ الشَّافِعِيِّ بِثَرَائِهَا الفِكْرِيِّ وَتَعَدُّدِ جَوَانِبِهَا، وَامْتَدَّتْ تَجْرِبَتُهُ العِلْمِيَّةُ وَالفِكْرِيَّةُ عَلَى مَدَى أَكْثَرَ مِنْ نِصْفِ قَرْنٍ، وَلاَ يَخْفَى عَلَى أَحَدٍ مِنَ المُتَخَصِّصِينَ فِي الحَقْلِ الفَلْسَفِيِّ وَالفِكْرِيِّهامة والصوفي خاصة أَنَّ أُسْتَاذَي الدُّكْتُورَ حَسَنَ الشَّافِعِي شَخْصِيَّةٌ مُتَمَيِّزَةٌ لاَ يَخْتَلِفُ عَلَيْهَا اثْنَانِ، وَقَدْ قَالَ أَصْدِقَاؤُهُ وَتَلاَمِذَتُهُ الكَثِيرَ وَالكَثِيرَ عَنْهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ وَأَخْلاَقِهِ.


        وَالمُتَتَبِّعُ لِمَسِيرَةِ حَيَاةِ أُسْتَاذِي الدُّكْتُورِ حَسَنِ الشَّافِعِيِّ يَشْهَدُ لَهُ بِأَنَّ كُلَّ مَا قِيلَ عَنْهُ إِنَّمَا هُوَ جُزْءٌ مِمَّا يَتَمَيَّزُ بِهِ، وَأَنَّ مَا تَوَلاَّهُ مِنْ عُضْوِيَّاتٍ، وَمَا تَقَلَّدَهُ مِنْ مَنَاصِبَ إِنَّمَا كَانَ عَنِ اسْتِحْقَاقٍ وَجَدَارَةٍ، فَقَدْ تَلَقَّى مَرَاحِلَ دِرَاسَتِهِ الأُولَى فِي مَسْقَطِ رَأْسِهِ، وَاسْتَهَلَّهَا بِحِفْظِ القُرْآنِ الكَرِيمِ، وَتَلَقَّى العُلُومَ الإِسْلاَمِيَّةَ الأَوَّلِيَّةَ عَلَى يَدِ شُيُوخِ بَلْدَتِهِ؛ إذ دَرَسَ الاِبْتِدَائِيَّةَ الأَزْهَرِيَّةَ فِي مَعْهَدِ القَاهِرَةِ الدِّينِيِّ الأَزْهَرِيِّ.

ـ ثم الْتَحَقَ بِكُلِّيَّةِ أُصُولِ الدِّينِ بِجَامِعَةِ الأَزْهَرِ عَامَ 1953م، وَبَعْدَهَا بِعَامٍ الْتَحَقَ بِكُلِّيَّةِ دَارِ العُلُومِ، وَتَخَصَّصَ فِي دِرَاسَةِ الفَلْسَفَةِ وَالعَقِيدَةِ، وَدَرَسَهُمَا فِي الجَامِعَتَيْنِ مَعًا.

ومن أهم المحطات في حياة شيخي الجليل "حسن الشافعي":

ـ تَوَقَّفه عَنِ الدِّرَاسَةِ لأَسْبَابٍ خَاصَّةٍ امْتَدَّتْ إِلَى سِتِّ سَنَوَاتٍ، سَمَّاهَا بِالسَّنَوَاتِ العِجَافِ، وَبَعْدَهَا عَادَ إِلَى دِرَاسَتِهِ لِلْجَامِعَتَيْنِ مَعًا مِنْ جَدِيدٍ.

ـ حُصوله عَلَى الشَّهَادَةِ العَالِيَةِ مِنْ كُلِّيَّةِ أُصُولِ الدِّينِ فِي العَقِيدَةِ وَالفَلْسَفَةِ سَنَةَ 1963م.

ـ نيله دَرَجَةَ اللِّيسَانْسِ مِنْ كُلِّيَّةِ دَارِ العُلُومِ عَامَ 1963م، بِمَرْتَبَةِ الشَّرَفِ، وَعُيِّنَ مُعِيدًا بِهَا.

ـ الْتَحَاقُه بِدِرَاسَةِ المَاجِسْتِيرِ عَامَ 1964م، ثُمَّ تَوَقَّفَ عَنِ الدِّرَاسَةِ لأَسْبَابٍ خَارِجَةٍ عَنْ إِرَادَتِهِ اسْتَمَرَّتْ لأَرْبَعِ سَنَوَاتٍ، ثُمَّ عَادَ لِلدِّرَاسَةِ عَامَ 1968م.

ـ حُصَوله عَلَى المَاجِسْتِيرِ عَامَ 1969م فِي الفَلْسَفَةِ الإِسْلاَمِيَّةِ.

ـ الْتَحَاقه بِدِرَاسَةِ الدُّكْتُورَاه عَامَ 1970م، وَاسْتَمَرَّتِ الدِّرَاسَةُ ثَلاَثَ سَنَوَاتٍ، لَكِنَّهُ تَوَقَّفَ عَنِ الدِّرَاسَةِ فِي مِصْرَ، وَالْتَحَاقه بِكُلِّيَّةِ الدِّرَاسَاتِ الشَّرْقِيَّةِ وَالإِفريقيَّةِ بِجَامِعَةِ لَنْدَنْ، وَأَكْمَلَ رِسَالَةَ الدُّكْتُورَاه هُنَاكَ، وَحَصَلَ عَلَيْهَا عَامَ 1977م.

ـ عَودته إِلَى كُلِّيَّتِهِ (دَارِ العُلُومِ) فِي القَاهِرَةِ، وَدَرَسَ الفَلْسَفَةَ لِمُدَّةِ عَامَيْنِ.

ـ فِي عَامِ 1979م عَمِلَ بِالجَامِعَةِ الإِسْلاَمِيَّةِ بِأُمِّ دُورْمَانَ أُسْتَاذًا زَائِرًا، وَعَمِلَ لِفَتَرَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ بِجَامِعَةِ المَلِكِ عَبْدِ العَزِيزِ بِالسَّعُودِيَّةِ (أُمِّ القُرَى).

ـ فِي عَامِ 1981م أُعِيرَ إِلَى الجَامِعَةِ الإِسْلاَمِيَّةِ بِبَاكِسْتَانَ أُسْتَاذًا، ثُمَّ عَمِيدًا لِكُلِّيَّةِ الشَّرِيعَةِ فِي عَامِ 1983م، ثُمَّ عَمِيدًا لِلشُّؤُونِ الإِسْلاَمِيَّةِ لِشُؤُونِ إِسْلاَم آبَادْ عَامَ 1984م، ثُمَّ نَائِبًا لِرَئِيسِ الجَامِعَةِ لِلشُّؤُونِ الأَكَادِيمِيَّةِ عَامَ 1985م وَحَتَّى عَامِ 1988م.

ـ عَودته إِلَى كُلِّيَّتِهِ فِي القَاهِرَةِ، وَعَمِلَ وَكِيلاً لِشُؤُونِ الدِّرَاسَاتِ العُلْيَا عَامَ 1989م وَحَتَّى عَامِ 1992م، ثُمَّ رَئِيسًا لِقِسْمِ الفَلْسَفَةِ بِكُلِّيَّةِ دَارِ العُلُومِ بِالقَاهِرَةِ فِي عَامِ 1994م، وَفِي العَامِ نَفْسِهِ اخْتِيرَ عُضْوًا لِمَجْمَعِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ، وَرَئِيسًا لِلْجَامِعَةِ الإِسْلاَمِيَّةِ بِإِسْلاَم آبَادْ، وَاسْتَمَرَّ رَئِيسًا لَهَا حَتَّى عَامِ 2004م.

أَمَّا عَنْ عُضْوِيَّتِهِ فِي المُؤَسَّسَاتِ العِلْمِيَّةِ وَالثَّقَافِيَّةِ؛ فَقَدِ اشْتَرَكَ الأُسْتَاذُ الدُّكْتُورُ حَسَنُ الشَّافِعِيُّ فِي عُضْوِيَّةِ العَدِيدِ مِنَ الهَيْئَاتِ العِلْمِيَّةِ وَالثَّقَافِيَّةِ فِي مِصْرَ وَالخَارِجِ، مِنْهَا:

ـ المَجْلِسُ الأَعْلَى لِلشُّؤُونِ الإِسْلاَمِيَّةِ بِالقَاهِرَةِ.

ـ الجَمْعِيَّةُ الفَلْسَفِيَّةُ المِصْرِيَّةُ.

ـ مَرْكَزُ الدِّرَاسَاتِ الإِسْلاَمِيَّةِ بِجَامِعَةِ القَاهِرَةِ.

ـ المَجْلِسُ العِلْمِيُّ لِكُلِّيَّةِ الدِّرَاسَاتِ العُلْيَا بِمَانْشِسْتَرْ.

ـ مَجْلِسُ أُمَنَاءِ الجَامِعَةِ الإِسْلاَمِيَّةِ بِإِسْلاَم آبَادْ.

ـ مَجْلِسُ كُلِّيَّةِ دَارِ العُلُومِ.

ـ مَجْلِسُ نَادِي هَيْئَةِ التَّدْرِيسِ بِجَامِعَةِ القَاهِرَةِ.

ـ مَجْمَعُ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ، وَعُضْوِيَّتُهُ فِيهِ مُسْتَمِرَّةٌ حَتَّى الآنَ، وقد َاشْتُهِرَ عَنْهُ نَشَاطُهُ المَجْمعِيُّ فِي اللِّجَانِ الَّتِي عمل بِهَا.

أَمَّا عَنْ نِتَاجِهِ العِلْمِيِّ؛ فَقَدْ تَمَيَّزَ بِالغَزَارَةِ وَالتَّنَوُّعِ، وَلَمْ تَحُلْ أَعْبَاؤُهُ الكَثِيرَةُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّأْلِيفِ وَالتَّحْقِيقِ وَالتَّرْجَمَةِ، فَأَصْدَرَ مُنْذُ عَامِ 1971م عَشْرَةَ كُتُبٍ بِالعَرَبِيَّةِ فِي الفَلْسَفَةِ الإِسْلاَمِيَّةِ وَعِلْمِ الكَلاَمِ وَالتَّصَوُّفِ، وَأَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِينَ بَحْثًا عِلْمِيًّا فِي العَدِيدِ مِنَ المَجَلاَّتِ وَالدَّوْرِيَّاتِ العِلْمِيَّةِ فِي مِصْرَ وَالخَارِجِ، وَخَمْسَةَ نُصُوصٍ تُرَاثِيَّةٍ مُحَقَّقَةٍ، وَأَرْبَعَةَ كُتُبٍ مُتَرْجَمَةٍ: اثْنَانِ مِنْهَا مِنَ العَرَبِيَّةِ إِلَى الإِنْجِلِيزِيَّةِ، وَالآخَرَانِ مِنَ الإِنْجِلِيزِيَّةِ إِلَى العَرَبِيَّةِ، هَذَا فضلاً عن الإِشْرَافِ وَالحُكْمِ عَلَى عَشَرَاتٍ مِنَ الرَّسَائِلِ الجَامِعِيَّةِ فِي مِصْرَ، وَالعَالَمِ العَرَبِيِّ، وَبَاكِسْتَانَ، وَمَالِيزْيَا.

 

 

المصدر: سنوات بين وتحت يديه
Dr-mostafafahmy

د/ مصطفى فهمي ...[ 01023455752] [email protected]

  • Currently 7/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
4 تصويتات / 606 مشاهدة

ساحة النقاش

مصطفى فهمي

Dr-mostafafahmy
فلسفة الموقع مهتمة بتحديد طريقة الحياة المثالية وليست محاولة لفهم الحياة فقط. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

455,201