ولد مازن قطيشات في مدينة السلط (عمان)، وفقد بصره بعد عامين من ولادته بطريقة يقول الأطباء أنهم لم يجدوا تفسيرا لها، لتبدأ رحلته مع "التحدي" ويفتتح قبل أيام شركة للسياحة والسفر يديرها بنفسه بطريقة دقيقة وعبر البرامج المتخصصة وباستخدام الحاسوب. رغم كونه كفيفا فإنه يتعامل مع الحاسوب للقيام بحجوزات السفر بكفاءة عالية مستخدما لوحة مفاتيح مصممة على لغة بريل وبرنامجا ناطقا، ويستعمل كافة وسائل الاتصال بكفاءة يعجب منها من يجالسه، ويقوم بإرسال واستقبال البريد الإلكتروني ويقرأ كافة الرسائل الواردة له من خلال برنامج قارئ قبل أن يرد عليها.
قرر العودة لوطنه وتأسيس شركته التي
لا تزال تخطو خطواتها الأولى
يقول قطيشات إن قصة نجاحه بدأت في أميركا وتحديدا في بنسلفانيا في ولاية فيلادلفيا، حيث درس المرحلة الثانوية، رغم صعوبات اللغة التي واجهها بداية الأمر، لكنه يقول "كنت دائما الأول على زملائي الأميركيين وكنت أمثل المدرسة أمام حاكم الولاية بشكل دائم".
ويضيف "تعلمت في المدرسة مهارات كثيرة منها التعامل مع التكنولوجيا وكثير من الرياضات خاصة المصارعة والسباحة، وتعلمت كيف أطبخ وأعيش في شقة مستقلة لوحدي ودون مساعدة أحد". أنهى قطيشات دراسته الثانوية بتفوق لينتقل لجامعة "سانت جوزيف" في الولاية نفسها ويدرس تخصص الاقتصاد والحاسوب.
ويتابع قطيفات: "في الجامعة نافست المبصرين في كل شيء لدرجة أن الكثير من الطلاب كانوا يتهمونني بالادعاء الكاذب بأنني كفيف". ويشرح كيف دخل سوق العمل في الولايات المتحدة بداية في إدارة 150 حارسا أمنيا في شركة يملكها صديق له، لينتقل بعدها لعالم وكالات السفر.
بعد 30 عاما من الغربة قرر قطيشات العودة لوطنه الأردن، وبعد اتصالات وصلت حد زيارته من قبل المدير التنفيذي السابق للملكية الأردنية أثناء زيارته للأردن مطلع العام الجاري قرر العودة لوطنه وتأسيس شركته التي لا تزال تخطو خطواتها الأولى. يذكر أن قطيشات متزوج وله أربعة أولاد وثلاث بنات، وهو جد لحفيدين كما نقلت العربية.