دليل آخر لدينا أن لا شيء يقف أمام طموحك، تمكن صياد إماراتي كفيف يدعى حسن بن علي الحسيني "60 عاماً"، والذي يسكن في مدينة الرمس شمال إمارة رأس الخيمة من ممارسة مهنة الصيد طوال 50 عاماً والخروج إلى البحر 16200 مرة امضى خلالها اكثر من 97200 ساعة صيد. ونقلت جريدة "الاتحاد" الإماراتية عن الصياد قوله:" إنه في صبيحة كل يوم يستقل قاربه برفقة فريق من المساعدين الذين يتحركون بتوجيهات مباشرة منه يجوب البحر ويقطع أميالاً عدة، بحثاً عن أماكن يتجمع فيها صيد وفير يعلمها جيداً ويقود فريقه إليها مستعيناً ببصيرته وحواسه المدربة التي تعمل بطاقة استثنائية".
وأوضح أن فقدان البصر لم يحل بينه وبين مهنة الصيد التي أحبها واعتبرها جزءاً أصيلاً من التراث المحلي، ينبغي التمسك به.
وقال الصياد:" لم أبتعد مطلقاً عن البحر، ففي كل صباح أغادر منزلي متجهاً إلى الميناء الذي يرسو فيه القارب، متأبطاً عصا تعينني على تحسس الدرب، وأكون حذراً للغاية، خصوصاً حين أهم بعبور الطريق المجاور لمنزلي، إذ تنشط حركة السيارات والدراجات النارية والهوائية، وأحياناً الحيوانات السائبة، وما أن أصل إلى المرسى أصعد مع عمالي إلى متن الطرّاد لنبدأ رحلة الصيد".
وأول ما يفعله الحسيني حين يعتلي الطراد، تنفيذ واجباته قائداً له، إذ ينبغي توفير عناصر السلامة لمرافقيه، والتأكد من سلامة أدوات الصيد، بما يتفق مع المعايير البيئية، التي تلزم بالحفاظ على صغار الأسماك، معتمداً في كل ذلك على حاستي السمع واللمس.
وأكد الحسيني أنه يولي مسألة عدم الإضرار بالثروة السمكية والحفاظ على نظافة البحر أهمية خاصة، لذا فهو يغضب لأمرين: صيد الأسماك الصغيرة، ورمي الأكياس البلاستيكية في البحر، وقد اعتاد على تحسّس الشباك المعدنية "الألياخ" بيديه للتأكد من أنها من نوعية لا تسمح بدخول الأسماك الصغيرة.
وقال الحسينى:" إنه كان مبصراً حين أنجبته والدته، ونشأ في جيل عانى من الأوضاع المعيشية قبل الطفرة النفطية، وغادر الإمارات وتنقّل بين الكويت والسعودية وقطر، بحثاً عن عمل يدر عليه دخلاً، وعندما عاد إلى الرمس فوجئ بمرض يصيب العيون، ويحرمها الإبصار، وينتشر بشكل وبائي، فنال منه، وفي حين نجا القليل، فقد هو بصره تماماً".
ولحسيني أسرة تتألف من زوجتين و14 من الأبناء والبنات، ومع ذلك فهو لا يقبل بترك مهنة الصيد، التي يؤكد أنها تنزل من نفسه منزلة الواجب الوطني. ويشير إلى أنه إذا كان جيل الشباب منشغلاً اليوم بالوظائف، فإن الواجب الوطني يحتّم على من هم في مثل عمره عدم التخلي عن مهنة الصيد التي ورثها عن الأجداد.