"أرجعت كثيرات من السعوديات إقبالهن على شراء الذهب المقلد بدلا من الذهب الأصلي إلى ارتفاع أسعار الذهب..."، ذلك الخبر قرأه الشاب السعودي المكفوف فيصل العطوي، وهو حلم تحقق له ولآلاف المكفوفين في المملكة بمطالعة الصحف دون الحاجة لمساعد يقرأها له، بإصدار أول صحيفة مخصصة للمكفوفين، وهي "الوطن برايل".
وتمكن تلك الصحيفة قارئها من التعرف على ما يدور في العالم الخارجي، حيث تحولت أنامل المكفوفين إلى عيون مبصرة لتساعد أصحابها على متابعة ما يستجد من أخبار سياسية واجتماعية وثقافية ورياضية دون الحاجة إلى مساعدة أحد، بعد ترجمتها للكتابة للمكفوفين بطريقة برايل.
ويقول فيصل، في لقاء خاص أجراه معه فهد ين جليد مراسل برنامج "MBC في أسبوع" في الرياض، وعرضه البرنامج في حلقته الجمعة 19 يونيو/حزيران، الصحيفة تجعل القارئ مطلعا على ما يجري في العالم من حوله، ويكون على اطلاع على أي خبر جديد".
وبدوره يقول محمد -كفيف سعودي- "ليس الخبر كالمعاينة، وأنا أستمتع بقراءة الخبر في الصحيفة، وقراءة الأخبار في الصحف في حد ذاتها جزء من القيام بدور في المجتمع بمعرفة ما يجري فيه من أحداث".
وعلى رغم فقدانهم نعمة البصر فقد جلس عدد من قراء الصحيفة من المكفوفين يضحكون ويتبادلون التعليقات على عناوين الصحيفة في عددها هذا اليوم. وهذه الخطوة الوليدة ربطت المكفوفين بالمجتمع، وذلك في سابقة تعد بتطور المشروع مستقبلا لتخرج إبداعاتهم إلى النسخة الورقية.
وفي هذا السياق يقول إبراهيم الأمير مدير تحرير صحيفة الوطن السعودية -لبرنامج "MBC في أسبوع"- الهدف الذي ننشده هو الوصول لهذه الشريحة في المجتمع، وتقديم الخدمة الإخبارية لهم من الجريدة، وستعقب بعد ذلك خطوات أخرى وهي أخذ الانطباعات ورجع الصدى وأخذ مشاركاتهم واستكتابهم والاستفادة من آرائهم".
وتحويل ومعالجة الأخبار وطباعتها بطريقة برايل يتم في مركز لذوي الاحتياجات الخاصة بجامعة الملك سعود في الرياض، ذلك المتصل مباشرة بصالة التحرير بالمركز الرئيس للصحيفة في جنوب السعودية، حيث يمكن أيضا معالجة الأخبار المصورة ليشعر بها الكفيف ويلمسها".
وحول طريقة ومضمون الكتابة يقول عبد الله البيشي المشرف على طبعة برايل بمركز ذوي الاحتياجات الخاصة "إن الأخبار المكتوبة بطريقة برايل مكتوبة بطريقة مقاربة للنص العادي، وذلك نظرا لأنه من الصعوبة أن نترجم الصفحة كاملة؛ لأنها ستأخذ حيزا كبيرا من الورق؛ لذلك فنحن نركز على بعض الأخبار السياسية المهمة، وبعض المقالات التي يكون لها صدى مؤثر".