كتبت - د/ شريفة مسعود
الآثار الحسية للكف البصري والمشاكل المتعلقة به
هناك مشكلتان خاصتان بالمكفوفين ومتعلقتان بوظائف الحواس
المشكلة الأولى : هو " تعويض الحواس "
وهذا اعتقاد شائع كان له أثر كبير فى المراحل الأولى لأبحاث المكفوفين لكنه كان اللبنة الأولى نحو القياس الصحيح ، وبمقتضاه يؤدى فقد البصر إلى زيادة حدة الحواس الأخرى، وبالرغم من ذلك أثبت البحث العلمى والمقارنة إنه لا يوجد فارق بين الكفيف و البصير من حيث درجة الحدة فى حواسهم ، بل بينت بعض الأبحاث أن فقد البصر يؤثر تأثيراً عكسياً فى قوة أداء الحواس الأخرى. وبالرغم من أن فقد البصر لا يغير من حدة الحواس الأخرى إلا أن الأعمى ربما يستغل حواسه بطريقة أفضل وأوقع لأن فقد البصر يستدعى تسخيراً أكبر للحواس الأخرى فيركز اهتمامه لالتقاط وتفهم المعلومات غير البصرية. ومن ثم فالتجربة والتركيز ينتجان استعمالاً أفضل و مهارة أكبر فى استغلال حاسة اللمس والشم والسمع ، ويؤكد ذلك قول هيلين كيلر " إنى أعرف بمجرد الشم البيت الذى أدخله".
وقد أثبتت الدراسات المختلفة أن تفوق المكفوفين فى التمييز عن طريق الشم يرجع إلى تدريب هذه الحاسة كوسيلة من وسائل تعرفهم على البيئة المحيطة وهم دون أن تكون هناك قدرة خاصة فائقة يتميزون بها عن المبصرين.
أما المشكلة الثانية المتعلقة بوظائف الحواس للمكفوفين هى: " تمييز العوائق والصعوبات "
إذ ان قدرة المكفوفين على تلافى العوائق بدون الاحتكاك المباشر بها هى ظاهرة لاحظها الكثيرون منذ مدة طويلة. فمن المعروف أن المكفوفين يتميزون بقدرة خارقة على إدراك العقبات التى تعترض طريقهم أثناء السير والتى لا تصدر عنها أى أصوات. فقد لوحظ أن المكفوفين إذا ما أحسوا بأقدامهم وجود عقبة فى الطريق يبطئون السير ثم يحيدون عن هذه العقبة بمهارة حتى لا يصطدمون بها . وقد فسر ذلك بتفسيرات عدة منها وجود حاسة سادسة تتولد لدى المكفوفين فتساعدهم على ذلك ، ومنه زيادة حاسة الوجه والأعصاب ، مما يؤدى إلى الإحساس بتغيرات ضغط الهواء كلما اقتربوا من عقبة من العقبات ، وما إلى ذلك من تفسيرات ، بل إن المكفوفين أنفسهم لما سئلوا عن هذه القدرة لديهم ، لم تتفق إجاباتهم على سبب واحد ، ومع هذا فإن القدرة على تمييز العوائق تختلف من شخص لآخر ، ولا تقتصرعلى المكفوفين ، ولكن هناك من البراهين مما يدل على أن المران المنتظم والمتواصل يؤدى إلى القدرة على تمييز العوائق بسرعة كافية