توصل الباحثون في مجال علم الأعصاب إلى إجابة أولية عن سؤال ظل يشكّل مصدر حيرة للفلاسفة عبر قرون، ألا وهو: هل يستطيع من كان أعمى طوال حياته أن يرى الأشياء حوله؟ هل سيتمكن من التعرّف على الأشياء التي كان يعرفها من قبل عن طريق اللمس عند النظر إليها؟
فقد عرضت دراسة جديدة نشرت في النسخة الالكترونية لمجلة نيتشر نيوروسانيس العلمية حالة مجموعة من المرضى ممن كانوا مكفوفين منذ مولدهم، واجريت لهم عمليات جراحية لاستعادة البصر وهم في سن الطفولة والمراهقة.
وخلال اليوم أو اليومين اللذين أعقبا العملية الجراحية، بدا المرضى وكأنهم غير قادرين على ربط تلك الاشياء التي كانوا يعرفونها عن طريق اللمس باليدين، والتي رأوها رؤية العين، الا انهم تمكنوا من ذلك بعد مضي أسبوع.
وتشير هذه الدراسة الى ان الدماغ لا يتمتع بالقدرة الفطرية (أو ربما كانت لديه قدرة فطرية محدودة) التي تمكنه من الربط فيما بين المعلومات الصادرة عن حواس مختلفة حول شيء محدود، ولكنه يستطيع تعلم هذه القدرة وبصورة سريعة، وان تلك السرعة، وفق قول الباحثين، تشير الى ان الآليات العصبية التي تحتاج الى الجمع فيما بين المعلومات البصرية وتلك الناتجة عن طريق اللمس باليد، متوافرة مسبقا، ولكن يجب تفعيلها.