جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
عواقب وخيمة لتهميش دور الأب
أ.د/أحمد السيد الدقن
يوافق يوم الحادي والعشرين من الشهر الحالي شهر يونيو كل عام يوم الأب العالمي الذي قد يمثل محاولة لتكريم الأب الذي لم يأخذ حقه من التكريم، في ظل الاهتمام والتركيز على الأم فقط ومحاولات إغفال الدور البالغ الأهمية للأب الذي يكافح ليل نهار من أجل توفير معيشة طيبة كريمة لأسرته من زوجته وأولاده، الأب الذي يعتبر القائد لأسرته وربان سفينتها في بحر الحياة في ظل أمواجه الهائجة وصمام أمانها.
وفي الواقع فإن هذا اليوم المخصص للأب لا يحظى باهتمام وسائل الإعلام والثقافة والتعليم وكافة فئات المجتمع بالقدر الكافي مثلما يحظى يوم الأم، وهو ما يمكن وصفه بأنه إصرار على تهميش دور الأب، وهو الأمر الذي قد ينذر بعواقب وخيمة على الأسرة ككل من زوجة وأولاد، منها:
- تراجع القدوة المطلوبة للأبناء الدافعة لهم للنجاح والتميز ليحل محلها قدوة أخرى قد تكون غير صالحة من مشاهير المجتمع، فليس كل المشاهير صالحين، أو من أصدقاء السوء.
-عقوق الأبناء لآبائهم وتفكك أسر؛ مما قد يؤدي إلى تفكك مجتمع.
-إحباط آباء وتثبيط همتهم على الإطلاع بدورهم المحوري للأسرة؛ مما قد يؤدي إلى عزوفهم عن قيامهم بدورهم المهم للأسرة والمكمل لدور الأم.
مع أن الإسلام أكد على فضل الأب خاصة في عدة مواضع منها:
-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالدُ أوسطُ أبوابِ الجنَّةِ فأضع ذلِكَ البابَ أوِ احفظْهُ"
الراوي:أبو الدرداء/المحدث:الألباني/ المصدر:صحيح ابن ماجه/ الجزء أو الصفحة:2970/ حكم المحدث:صحيح.
- يا رسولَ اللَّهِ إنَّ لي مالًا وولدًا وإنَّ أبي يريدُ أن يجتاحَ مالي فقالَ صلى الله عليه وسلم: "أنتَ ومالُكَ لأبيكَ"
الراوي:جابر بن عبدالله/ المحدث:الألباني/ المصدر:صحيح ابن ماجه الجزء أو الصفحة:1869/ حكم المحدث:صحيح.
- سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: "إنَّ أَبَرَّ البِرِّ صِلَةُ الوَلَدِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ".
الراوي:عبدالله بن عمر/ المحدث:مسلم/ المصدر:صحيح مسلم الجزء أو الصفحة:2552/ حكم المحدث:[صحيح].
-يا رسولَ اللَّهِ إنَّ أبي شيخٌ كبيرٌ، لا يَستطيعُ الحجَّ، ولا العُمرةَ، ولا الظَّعنَ قالَ عليه أفضل الصلاة والسلام: "حجَّ عن أبيكَ، واعتَمرَ".
الراوي:أبو رزين العقيلي لقيط بن عامر/ المحدث:الألباني/ المصدر:صحيح ابن ماجه/ الجزء أو الصفحة:2366/ حكم المحدث:صحيح
بالإضافة إلى تأكيد الإسلام على فضل الأب عامة في مواضع الوالدين التي تشمل الأب والأم، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر:
-يقول سبحانه وتعالى في محكم كتابه: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) سورة الإسراء: آية 23
- يقول الله تعالى:(وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) سورة لقمان:آية 14
- سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلَاةُ علَى وقْتِهَا قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: برُّ الوَالِدَيْنِ قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهَادُ في سَبيلِ اللَّهِ قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي.
الراوي:عبدالله بن مسعود المحدث:البخاري المصدر:صحيح البخاري الجزء أو الصفحة:5970 حكم المحدث:[صحيح]
يقول الشاعر إيليا أو ماضي في رثاء والده:
لعلِّي أفي تِلكَ الأبوَّة حقَّها وإنْ كَانَ لا يوفَّى بكيلٍ ولا وَزنِ....
فأعظمُ مجدي كانَ أنَّكَ لي أبٌ، وأكبَرُ فخري كان قولُكَ: ذا ابني
وأخيرا وليس آخرا، يجب أن ندرك حقيقة هامة قد تغيب عن أذهاننا وهي: إن الأم التي استطاعت تربية أبناءها والعبور بهم إلى شاطئ الأمان بدون الأب، قد حققت ذلك لأنها قامت بدور الأب بجانب دور الأم وليس لأنها قامت بدور الأم فحسب، ونفس الأمر بالنسبة للأب الذي استطاع تربية أبناءه والعبور بهم إلى شاطئ الأمان بدون الأم فقد استطاع تحقيق ذلك لأنه قام بدور الأم بجانب دور الأب وليس لأنه قام بدور الأب فقط، فالحقيقة الثابتة هي احتياج الأسرة والأبناء لدور الأم ودور الأب معا سواء قام كل منهما بدوره أو قام أحدهما بكلا الدورين.
رحم الله آبائنا وأمهاتنا
ربي ارحمهما كما ربيانا صغارا
يقول سبحانه وتعالى (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) سورة الإسراء: آية 24
<!--<!--<!--<!--
المصدر: 1-القرآن الكريم 2- الأحاديث النبوية الشريفة 3- الشاعر إيليا أبو ماضي
4-مشاهدات وملاحظات
ربي اغفر وارحم عبدك السيد محمد الدقن وزوجته - نسألكم الفاتحة والدعاء وجزاكم الله خيرا ولكم بمثل ما دعوتم
ساحة النقاش