هل تختفي تلك الألوان الرائعة البديعة؟
أعلن الباحثون أن الشعاب المرجانية التي تعاني من الوهن بسبب سوء استغلال البشر لها، قد تختفي خلال هذا القرن.
ويعتقد الباحثون أن انتشار ظاهرة اصابة الشعاب المرجانية بالأمراض، وبهتان ألوانها لهما خير دليلين على ما تتعرض له من أذى.
وعلى الرغم من ذلك قالت جماعة أخرى إن بعض الشعاب المرجانية لديها القدرة على التعافي. وأوضحت هذه الجماعة أنه على الرغم من أن جميع الشعب المرجانية معرضة للخطر إلا أن كثيرا منها يمكنه أن يتوائم مع تلك الظروف بدلا من أن يختفي تماما.
وقد نشر هذين الرأيين المتعارضين في مجلة العلوم والتي تضمنت أيضا بحثا بشأن التهديد الذي تمثله حرائق الغابات على حياة الشعاب المرجانية.
كان فريق برئاسة جون باندولفي من معهد سميثسونيان بواشنطن قد قدم استعراض تاريخيا لما فعله الإنسان بالشعاب المرجانية.
مشكلة قديمة
وقام الفريق بجمع تسجيلات تعود إلى آلاف السنين وتغطي أوضاع واتجاهات سبعة من أكبر مجموعات الشعاب المرجانية.
وقال الباحثون إن الدمار الذي لحق بالشعاب المرجانية بدأ خلال فترة جمع الشعاب المرجانية بالتاريخ البشري وهو الأمر الذي أدى إلى إصابة جميع الشعاب المرجانية بأذى بالغ، وذلك قبل فترة كبيرة من تفشي مرض الشعاب المرجانية وقصور ألوانها.
ولحقت أضرار جسمية بالشعاب المرجانية قبل عام 1900 بسبب عمليات الصيد غير الشرعية من جهة والتلوث في الأرض من جهة أخرى.
وقرر الفريق أنه "بصرف النظر عن التهديدات المتزايدة للتلوث ومرض الشعاب المرجانية وقصور ألوانها، بصرف النظر عن كل ذلك فإن بيئة الشعاب المرجانية ستنهار بعد عقود قليلة ما لم تتم حمايتها بشكل مكثف من الاستغلال البشري."
كان نيريلي أبرام من جامعة استراليا الوطنية ورفاقه قد ذكروا في تقرير لهم وجود علاقة بين الحرائق التي اندلعت بإندونيسيا عام 1997 ووفاة الشعاب المرجانية على السواحل.
حرائق غابات الأمازون مجرد مثال على مدى تدمير البشر للبيئة
رد فعل غير طبيعي
وفي نهاية عام 1997 ماتت جميع الشعاب المرجانية والأسماك التي تعيش في هذه البيئة بجزر ماناوه.
ووجد الباحثون دليلا على أن موت الشعاب المرجانية يحدث نتيجة إصابتها باختناق بسبب الكميات الهائلة من الطحالب الضوئية الصغير التي تسد مسام التنفس عند الشعاب المرجانية فتصيبها بالاختناق فضلا عن النباتات المائية المنتشرة لمئات الكيلومترات.
وتضمنت مجلة العلوم بحثا ثالثا بشأن استسلام الشعاب المرجانية للتغير المناخي والمؤثرات البشرية. وقاد فريق البحث تيري هوجس من مركز التنوع البيولوجي للشعاب المرجانية بجامعة جيمس كوك باستراليا.
غموض في قصور اللون
ويقول الباحثون إن نحو 30 بالمائة من الشعاب المرجانية قد أصيب بأذى بالغ وأن ما يقرب من 60 بالمائة منها يحتمل أن يختفي بحلول عام 2030، فلن تبقى شعاب مرجانية بحالة جيدة.
وقال الباحثون إن العلاقة بين قصور لون الشعاب المرجانية والتغير المناخي، وهو الأمر الذي شكك فيه كثير من العلماء خلال العقدين الماضيين، أصبح الان واضحا ولا يقبل الشك.
وتوجد الشعاب المرجانية التي تعاني من قصور في اللون إلى جوار شعاب أخرى بألوانها الطبيعية. ويعتقد الباحثون أن بعض الشعاب المرجانية تتمتع بمرونة عن البعض الآخر لما يواجهها من تهديدات بدلا من أن تختفي.
أعدتة للنشر على الموقع / داليا عمر
ساحة النقاش