الثقة بالنفس , والشجاعة الأدبية , والقدرة على إدارة الحوار , و الموهبة , والحضور , كلها عوامل ومقومات تساعد على وجود مذيعة ناجحة ,قادرة على إدارة الحوار , وتحقيق طله تلفزيونية فضائية بهية . . . وإذا نجحت المذيعة فى عملها لابد ان تكسب احترام المشاهد , وإذا اكتسبت احترام المشاهد لابد وان تحرص على صورتها أمامه , وان تحاول دائما ان تحافظ على مصداقيتها لدى الجمهور بشكل عام عن طريق الحرص على مستواها .هذا غير أهمية وجود ثقافة تحميها اذا قدمت برامجها على الهواء . ومااكثر البرامج ( الهوائية ) التى أصبحت تميز ايه فضائية ناجحه . ومثال على ذلك برامج ( التوك شو ) على دريم , والحياة , والفضائية المصرية , والراى , وغيرها .المشكلة ان التلفزيونات العربية , والمحطات الفضائية , وحتى التلفزيونات الارضية . لم تعد تهتم كثيرا بتقديم نموذج المذيعة التى تتحلى بالصفات السابقة , وأصبح أمامنا فى الغالب المذيعة ( بتاعة كله ) آلتي تعد البرامج وتقدمها وترقص , وتغنى , وتصفق , وتصفر , بل و ( تزغرد ) أحيانا , ولامانع أيضا ان تطلق النكات حتى تكون ( مهضومة ) وخفيفة ولطيفة.غير ذلك فهي تتبسط مع الضيف , حتى تقنع المشاهد بمتانة العلاقة بينهما . وهى فى كل الحالات ترى أنها أهم من أوبرا وينفرى .والملاحظ ان غالبية المذيعات أصبحن فى حالة لهاث لتغيير أشكالهن من خلال عمليات التجميل المتاحة الان بشكل سريع , ورخيص , وسهل . فبعض المذيعات يعتقدن أنهن أهم وأجمل من الضيفات الفاتنات , وأنهن لايقلن نجومية عن نجمات الغناء والتمثيل . وبعض المذيعات يقبلن بهذه المهنة , باعتبارها بوابة للدخول آلي عالم الشهرة و الفن. ولاباس من ان تكون ألمذيعه مقدمه برامج , وممثلة , ومغنية . ولنا ان نتصور ان مذيعه من هذا النوع تظهر على فضائيه وهى تقابل أستاذ جامعه مرموق , اوعالم دين جليل , ثم تظهر على فضائيه أخرى , وهى تتلوى على الفراش بقميص نوم احمر , يكشف أكثر مما يخفى .
الساحة الفضائية ( متروسة ) بالنماذج السيئة , وعلى الفضائيات يتنامى بشكل سرطاني نوع اخر من ألمذيعه ( بناعت كله ) وهى تلك المذيعة التى تحتل الشاشة لمده ثمان ساعات على الأقل كل يوم , وهى تستجدى الاتصالات من اى مشاهد لايجد مايفعله لكى يجيب على اسئله ( خايبه ) , أو يحل فزوره من نوع ( كم عدد اصابع اليد ) !
ولكن على الجانب الأخر تقف العديد من النماذج التى نقدم لها التحية كل يوم , وهم يسرن على خطى مذيعات نكن لهن كل الاحترام والتقدير , والمشكلة ان النموذج ( بتاع كله ) أصبح ينتشر كالسرطان فى اللحمة الفضائية , وأصبح يمثل مدرسة يتخرج منها المزيد بشكل لافت للنظر , كل يوم بل كل ساعة , وأصبح الجمال الزائف والمصنوع هو سيد الموقف . وأصبحت كل واحده تهتم بنفخ الشفة أكثر من نفخ الغبار المترسب على تلافيف مخها , لكى تكون أكثر وعيا . هذا ناهيك عن عمليات الشد والشفط والتكبير والتصغير .وأصبح واقع الحال يقول أننا أصبحنا نملك ( مذيعات كليب ) يتنافسن في تقديم الإبهار الشكلي أكثر من الإبهار العقلي , مع ( خلع ) كل قيمة يمكن آن يحرص عليها المشاهد .
التعالي على الضيوف والتبسط المخل الذى يلغى الاحترام المتبادل , ومحاولة فرض الراى الآخر على الضيف , وعدم الموضوعية في تبنى وجهات النظر كلها خطوات نحو طريق الفشل , وفى النهاية ستسقط الأصباغ , وسيذبل جمال الوجه والقوام .
ساعد على انتشار نموذج المذيعه ( بتاعت كله ) هو حاله توالد الفضائيات الجنونى نتيجه رخص التقنية الفضائية ., وحاله الصراع الدامى على (كعكه) الاعلان العالمى والعربى , ومايستدعى ذلك من وجود عوامل جاذبة ومغريه على رأسها المراة ( السلعه ) , التى تتحلى بكل عوامل الاثاره والاغراء , ثم حاله انحسار , بل اختفاء الرقابه أحيانا بشكل كامل من الكثير من الفضائيات , ونقصد هنا وبالتحديد رقابه الأخلاق الذاتيه , ورقابه الضمير المهنى , والقادم اعظم !!مقدمات الأمور وطبيعتها تصل بنا الى نتائج من طبيعه الامور فى اشكالها الاولى ومقدمات الامور تقول لنا ان السياده ستكون قريبا للمذيعه ( بتاعت كله )ان لم يكن ذلك قد حدث بالفعل . لكن القادم يقول ان المشاهد سيكون فى حاله مشاهده من نوع جديد ستتحول فيه اغلب البرامج الى( كليبات ) تقدمها المذيعات ومنها كليبات الرياضة , وكليبات الاخبار , وكليبات الصحه . وسيكون مقياس الجذب والاثاره بين الفضائيات هو نجاح كل مذيعه فى تقديم مواهبها الفاتنه . وفتنتها المدمرة . ومايلزم ذلك من اتخاذ مايلزم !!
طبعا من المطلوب ميثاق شرف تلتزم ببنوده التلفزيونات العربية , والمحطات الفضائية , ومطلوب آن يضع هذا الميثاق العديد من الشروط الواجب الالتزام بها من قبل آي مذيعة تفكر في الظهور العلني , ولعل من أول هذه الشروط جمال العقل والشخصية . ومطلوب ان يتحلى أصحاب الفضائيات بقدر من الضمير المهنى . ومطلوب الا يتمادى المشاهد فى اعجابه بالنماذج الفاسدة . والمطلوب أكثر من كل ذلك ان تمارس المؤسسات والهيئات الثقافية ادوارها لتحصين المشاهد كى يكون قادرا على الاختيار الصحيح .
ساحة النقاش