جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
جون مالكوفيتش.. فتى هوليوود المتمرد!
ّميزة يتمتع بها الممثل الأمريكي جون مالكوفيتش، وهي أنه يبرع في آدائه بشكل يجعل وجهه ينطبع في ذاكرة المشاهد وبقوة. منذ بداية الثمانينات قام بالدور الرئيسي في مجموعة من الأفلام، منها "الرجل ذو القناع الحديدي" المقتبس من قصة "الفرسان الثلاثة"، "ميري رايلي" وآخر افلامه "آرت سكول كونفيد ونسيل" و"إيراغن". في إعتقاد جون مالكوفيتش، ان الممثلين السييئين غالبا ما يحالفهم نجاحا اكبر من الممثلين الجييدين.
في هذا السياق ياتي نص الحوار الذي اجرته معه صحيفة الفيغارو الفرنسية حول الشخصية التي أداها في فيلم "أدعى كيبريك"، فيلم كوميدي من إنتاج شركة انتاج بريطانية – فرنسية، مستوحى من قصة حقيقية، محورها إنتحال شخص عادي "جاك كونوي" لشخصية سينمائية معروفة في الوسط الهوليودي وهو الممثل الأمريكي "ستانلي كيبريك":
· هل فعلا موضوع انتحال شخصية أخرى هو ما آثارك بإعتبار الممثل في جميع الأحوال شخصا منتحلا فعلا ؟
- فعلا الممثلون منتحلون ، بما أن هذه المهنة تقوم على إقناع الآخرين بإن الممثل هو شخص آخر.
· كونوي يكذب في الفيلم، لكن بصدق أليست هذه خاصية الممثل ؟
- نعم ، حينما التحق بمواقيع التصوير اقول مع نفسي سأكون ما أكون وسأحمل أسماء مختلفة وسا قوم بحركات وتعبيرات تمنح الحياة للشخصيات التي أتقمصها.هي مسالة غريبة فعلا. فالممثل يدعي بأنه شخص آخر تم يهتف له الناس "هذا رائع جدا" ويحتلفون به ويدفعون له أجرا. بصيغة أخرى، التحول لايتم في غيبة الجمهور مجرد ان يكون هناك جمهور يبدأ الممثل بالكذب. فيلم "أدعى كيبريك" أمتعني جدا لإنه يتناول جوهر مهنتي على إعتبار أن التمثيل هو وهما لاحقيقة. ثمة عبارة يتداولها كل المشتغلين بالسينما وهي أن "الكاميرا لا تكذب" لكن الواقع بخلاف ذلك، فالكاميرا وجدت لتنتج كذبا، تماما كما في المجالات الأخرى، الوسائل السمعية البصرية بصفة عامة، الحياة العامة، كل شئ يتم إبداعه لحمل الناس على الحلم بوا قع أكثر آمانا. هدف السينما هو جعل الناس يعتقدون بأن شخوص الفيلم هم الكثر ذكاء وشجاعة وبطولة وطيبوبة.
· هل وقعت يوما في فخ هذا الوهم ؟
- العمل بالنسبة لي هو الذي يهمني. سألت مرة "فرانسو بيري" ماذا تفعل حينما لاتشتغل في فيلم أو مسرحية. أجابني لاشئ، النصوص هي التي تملأني والجمهور هو الذي يمنحني الحياة.
· ماذا بالنسبة لك ؟
- لدي اسرة: زوجة وأبناء، أقوم بالإخراج المسرحي، أنا أخرج وأنتج أفلاما، أطبخ، أعتني بحديقتي، العمل بالنسبة لي يساوي متعة وحرية. حينما أخرج مسرحية، ابقى شغوفا بها طيلة عروضها المتتالية مع إستعدادي لتصحيح أي خطأ طارئ أوتعديله.
· هل هذا يعني أنك لم تشعر بالقلق طيلة ثلاثين سنة من العمل في السينما ؟
- عند تصوير فيلم "البؤساء" الذي أخرجه "جوزيه ديان" للتلفزيون الفرنسي، كنت ألعب دور جافير، الضابط الذي كان يطارد جون فالجان – قام بالدور الممثل الفرنسي المعروف جيرار ديبار ديوه- وكان من المقرر أن يكون حواري باللغة الانكليزية لكن المخرج والمنتج طلب مني آداء الدور باللغة الفرنسية إعتبرت ذلك مستحيلا وكدت أن أبكي واصبحت في حالة يرثى للأيام عديدة. لم يكن لدي الوقت الكافي للإستعداد وكانت أمامي صفحات وصفحات من السيناريو لابد من إتقانها. لقد تمكنت من ذلك في النهاية بعد 16 من العمل مع مدرب.
· ما هو معروف لدى العديد من الممثلين، أنهم يعانون عند بداية تصوير فيلم ما ؟
- هم يتخوفون من عدم تقبل المشاهد لهم او من خضوعهم للتقييم.
· ما يكتب عنك في الصحافة، أنك رجل يتصف بالكتمان والغواية. ما تعليقك على ذلك ؟
- أنا لا أقرأ ما يكتب عني. أعرف من أنا وهذا يكفي.
· قلت يوما أن الإنسان يعيش أفضل بقدر قليل من الإيمان. هل هذا يعني أنك ضد الاديان والإيديولوجيات ؟
- أنا لست ضد الاديان والإيديولوجيات أو أن يدهب الناس الى الى الكنائس والمعابد والمساجد. لكن أرفض كل ايديولوجيا. أفهم أن الديانات والإيديولوجيات تساعد الناس على العيش. الأكيد أن رؤيتي للحياة ستكون مختلفة لو أنني ولدت في مكان وزمان آخر. نحن ليس سيئيين للدرجة التي نعتقدها وليس أغبياء كما ندعي. لا أقول أن الإنسان طيب إنما لديه القدرة على تطوير نفسه.
عمر الفاتحي: كاتب صحفي من المغرب
المصدر: عمر الفاتحي - باريس/ خاص بـ"سينماتك"
ساحة النقاش