أوضحت الصور التي التقطتها وكالة ناسا للفضاء نقصا متزايدا في الكتل الجليدية الضخمة بالقطب الشمالي، نتيجة لارتفاع درجات الحرارة، وفي عام 2012 بلغت مساحة الكتلة المتجمدة 3.4 مليون كيلو متر مربع أي ما يقرب من نصف حجم الكتلة الجليدية عام 1979 . وقد أسهم إعصار قوي في توجيه ضربة مزدوجة إلى الكتلة الجليدية، إذ تسبب في تصدعها ثم دفع بها إلى المياه الدافئة لتبدأ في الذوبان منذ ذلك الحين. ويقول الباحثون في « ناسا» إن الأمر لم يكن مفاجئا، فالصور التي تم التقاطها من الفضاء على مدى 40 عاما تؤكد بوضوح تناقص الجليد بفعل العوامل المناخية الشرسة. تزداد مخاوف العلماء والباحثين من مظاهر التغييرات المناخية التي بات الناس يلمسونها، ويلاحظون آثارها بوضوح في حياتهم اليومية، بعد أن ظلت لسنوات طويلة مجرد تنبيهات وإشارات تنبئي بأن ثمة كوارث قادمة تهدد حياة البشر، ومستقبلهم؛ من جراء ارتفاع حرارة الأرض، بحيث تلتهم الأخضر، وتغرق اليابس. التنبيهات تحولت بالفعل إلى إنذار أطلقته الطبيعة ، من خلال موجات الأعاصير والفيضانات، وقلة أعداد أنواع حية توشك على الانقراض، وتنامي ظاهرة التصحر، وارتباك أحزمة المطر، الأمر الذي يتطلب إجراءات عاجلة، وأخرى بعيدة المدى، ينبغي أن يقوم بها العالم الذي يتلكأ منذ توقيع اتفاقية المناخ عام 1992، ثم بروتوكول كيوتو 1997، ليدخل بعدها في دهاليز الصراع على الموارد والثروات والتنصل من المسئوليات، في عكس الاتجاه الذي أقرته الاتفاقية، مما فاقم من أخطار التغيرات المناخية، حتى أصبح الأمر بحاجة إلى اتفاق جديد يذلل الخلافات، ويقرب بين وجهتي نظر الدول الفقيرة والغنية، ويتضمن برامج وخططا جديدة تنقذ مستقبل الأرض.. من هنا جاءت أهمية مؤتمر القمة الرئاسي الذي دعا إليه «بان كي مون» الأمين العام للأمم المتحدة، واستجابت له 142 دولة، لإذابة الجليد في العلاقات الدولية، وهي خطوة ضرورية للحيلولة دون ذوبان الجليد الذي يهدد العالم بالغرق.
|