authentication required

 

1 - قد يشهد هذا القرن تحوّلاً جذرياً من اقتصاد قائم على الوقود الأحفوري إلى اقتصاد قائم على الطاقة الحيوية، مع الزراعة والغابات كمصدرين أساسيين من مصادر الكتلة الحيوية لأنواع الوقود الحيوي مثل حطب الوقود، والفحم النباتي، والكُريّات الخشبية والبيوثانول والبيوديزل، والكهرباء الحيوية.

2 - في البلدان النامية ما يزال حطب الوقود والفحم النباتي يشكّلان مصدر الطاقة السائد لمعظم الأُسر في هذه البلدان. غير أنّ الطاقة الخشبية أخذت تصبح، حتّى في بعض البلدان المتقدمة مثل فنلندا والسويد والنمسا وأستراليا، خياراً هاماً متزايداً للطاقة الصناعية، حيث أنّها متوفّرة محلّياً وغير ضارّة بالبيئة. إذ تقوم شركات الغابات في هذه البلدان بتوسيع أنشطتها التقليدية لإنتاج الأخشاب لتشمل فرص السوق لهذه الطاقة الجديدة. والطاقة الخشبية لا تُستمدّ من المخلّفات الخشبية فحسب، بل وأيضاً من أنواع الوقود الخشبي التي يتمّ إنتاجها كمنتَج أوّلي من خلال إعادة التحريج والتحريج.

3 - لقد اكتسبت أنواع الوقود الحيوي السائل أهميّةً كبيرةً خلال العقود الأخيرة في البرازيل، وبشكل أحدث عهداً في أوروبا، والولايات المتحدة الأمريكية واليابان وغيرها من بلدان منظّمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ولا سيّما في قطاع النقل. وفي نفس الوقت، أخذ دور الزراعة كمصدر من مصادر الطاقة يكتسب بدوره أهميةً كبيرة. هذا وتشير السيناريوهات التي تمّ تطويرها للولايات المتحدة الأمريكية وللاتّحاد الأوروبي إلى أنّ الأهدافَ القصيرة المدى الراميةَ إلى الاستعاضة عمّا يصل إلى 13 فى المائة من أنواع الوقود القائمة على البترول بأنواع الوقود الحيوي السائل (البيوثانول والبيوديزل) تبدو قابلةً للتحقيق على الأرض الزراعية المتوفّرة. وفي الواقع، فإنّ عدداً من الصناعات الزراعية، مثل طواحين السكّر، تقوم بالفعل بتحويل ثفل قصب السكر إلى حرارة وكهرباء للأغراض الصناعية، بحيث أصبحت تتمتّع بالاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة. والبعض الآخر من هذه الصناعات يقوم بإنتاج الإيثانول (الكحول الإيثيلي) ويعمل على تزويد الشبكة بالكهرباء. وتُعتبر قدرة الطاقة الحيوية للصناعات الزراعية التي تصنّع الموز، والأرُزّ، والقمح، والذرة الرفيعة، والكسافا، والعديد من المحاصيل الأخرى، هائلةً. كما أنّ تقانات إنتاج أنواع الوقود الاصطناعي من الكتلة الحيوية وتطبيقاتها في خلايا الوقود تثير الاهتمامَ بصدد استعمال محاصيل الطاقة كمحاصيل دوّارة في الزراعة عالية الكثافة، مع استعمال النشويات وغيرها من أشكال الكربوهيدرات كقاعدة لإنتاج الكحول الحيوي أو البيوديزل بدلاً من عمليات التصنيع الأسهل القائمة على السكّريات.

4 - وثمّةَ اهتمام متزايد من لدُن الحكومات والقطاع الخاصّ في البلدان المتقدّمة وفي العديد من البلدان النامية بتوسيع استخدام أنواع الوقود الحيوي المشتقّ من الكتلة الحيوية الزراعية والحرجية.

5 - الكتلة الحيوية تُعدّ مصدر طاقة متوفّر محليّاً يمكنها إنتاج الكهرباء والحرارة والطاقة، بالاعتماد على أنواع الوقود المشتقّة، السائلة والغازية والصلبة، كما أنّ بمقدورها أن تسهم في استبدال أنواع الوقود الأحفوري المستوردَة، مما يعزّز الأمن الوطني في مجال الطاقة وتنويع مصادرها.

6 - إنّ بمقدور أنواع الوقود الحيوي، بوصفها مصدرَ طاقةٍ معادلاً لانبعاثات ثاني أكسيد الكاربون، الإسهامَ كذلك في الحدّ من تغيّر المناخ عبر استبدال أنواع الوقود الأحفوري، حينما يتمّ إنتاجها بشكل مستدام، وعبر تثبيت الكربون في الغابات والتربة من خلال أنشطة التحريج وإعادة التحريج والممارسات المحسَّنة لإدارة الأراضي والغابات. ورغم ذلك، فإنّ قدرة الطاقة الحيوية على تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري (غازات الدفيئة) تتفاوت تبعاً لأنماط استخدام الكتلة الحيوية. بل إنّ توليد الطاقة الحيوية، في بعض الحالات، قد يبرهن على كونه سلبياً في قيمة صافي الطاقة.

7 - قد يساعد استخدام المخلّفات غير المستغلَّة وإقامة مزارع الطاقة ومحاصيل الطاقة في معالجة الشواغل البيئية الموجودة الأخرى. فمزارع ومحاصيل الطاقة (لا سيّما المحاصيل المعمِّرة) يمكنهما المساعدة في منع إنجراف التربة من خلال توفير غطاء يُقلِّل من أثر المطر ونقل الرواسب. ومحاصيل الطاقة السنوية يمكنها أيضاً إفساح المجال لتنوّع وتوسيع المحصول. كذلك فإنّ الأراضي التي أزيلت أشجارها أو المتدهورة أو الهامشية يمكن إعادة تأهيلها كمزارع لإنتاج الطاقة الحيوية، يمكن لها أن تكافح التصحّر وأن تزيد الإنتاج الغذائي. وبزيادة استعمال الكتلة الحيوية لإنتاج الطاقة، فسيكون لمخلّفات المحاصيل قيمة اقتصادية. غير أنّه يجب الإبقاء على ما يكفي من مخلّفات المحاصيل على التربة لضمان حماية التربة واستعمال الأرض استعمالاً مستداماً. وستعتمد الكميّة التي يجب الإبقاء عليها على الظروف المناخية والدورات الخاصّة للمحاصيل. إضافةً لذلك، فمن الأهمية بمكان تجنّب الآثار البيئية السلبية المحتملة التي ترتبط بالاستخدام الموسَّّع للكتلة الحيوية لإنتاج الطاقة، مثل الاستخلاص المبالغ فيه لحطب الوقود، أو إنشاء مزارع وفق نظام المحصول الواحد على نطاق واسع.

8 - إنّ زيادة استخدام الكتلة الحيوية يمكنه أيضاً أن يقود إلى تنمية اقتصادية مُحسَّنة وإلى الحدّ من الفقر، خاصةً في المناطق الريفية، لأنّه يعمل على جذب الاستثمارات إلى فرص أعمال تجارية جديدة للشركات الصغيرة والمتوسّطة الحجم في مجالات إنتاج أنواع الوقود الحيوي، وإعداده، ونقله والمتاجرة به واستعماله، وهو ما يؤدّي إلى توليد الدخل (وفرص عمل) للناس الذين يعيشون في هذه المناطق وحولها. وفي واقع الأمر، يحظى إنتاج الكهرباء الحيوية بالقدرة الأعلى على خلق فرص عمل من بين خيارات الطاقة المتجدِّدة، إذ أنّه يستطيع خلق أضعاف مضاعفة من الوظائف المباشرة مقارنةً بتلك التي يخلقها إنتاج الكهرباء باستخدام المصادر التقليدية للطاقة، وبتكلفة استثمار أقلَّ لكلّ عمل متولِّد.

9 - في العديد من البلدان، يمكن إنتاج أنواع الوقود الحيوي بكميّات كبيرة عندما يتمّ استخلاصها من الفضَلات الحرجية ومخلّفات نشر الخشب ومن المحاصيل الزراعية ونفايات التصنيع من الصناعات الزراعية. رغم ذلك، تبقى مسألة تقليص فارق السعر بين أنواع الوقود الأحفوري وأنواع الوقود الحيوي عاملاً مقيِّداً عامّاً وأساسياً حينما ترتكز هذه الأسعار إلى تحليل التكلفة المباشرة، حتى عندما أدى التقلّب الأخير في الأسعار الدولية للنفط إلى جعل الطاقة الحيوية (والموادّ الأوّلية المنتَجة من الكتلة الحيوية) أكثر جذباً للاهتمام. غير أنّ الفوائد الإضافية للطاقة الحيوية المذكورة أعلاه، إذا ما تمّ استيعابها بشكل ملائم، يمكن لها أن تعوِّض عن فارق السعر مع أنواع الوقود الأحفوري. وبهذا الصدد، يمكن لآلية التنمية النظيفة (CDM) التابعة لبروتوكول كيوتو أن توفّرَ، على سبيل المثال، حوافزَ إضافيةً لإقامة مزارعَ لإنتاج الطاقة الحيوية وفرصاً لنقل التقانات.

10 - من المفترض أن تؤدّي أنشطة البحث والتطوير إلى تقليص تكاليف الإنتاج، وإلى فعّالية أعلى في تحويل الطاقة، وفعّالية تكلفة أكبرَ للطاقة الحيوية. فالبحث يمكنه أنّ يوفّر، مثلاً، فُرصاً جديدةً لاستخدام الكتلة الحيوية اللجنوسليلوزية من مناشر الخشب، والصناعات الزراعية، ونفايات المدن، وكذلك من المخلّفات الزراعية والحرجية التقليدية. ويكتسب الابتكار في تقانة الطاقة الحيوية أهميّةً خاصّةً بالنسبة للبلدان النامية، حيث أنّه يسمح لها بتحاشي بعض مشاكل التبعية لأنواع الوقود الأحفوري التي عانت منها معظم الدول الصناعية. وقد يمنح التقدّم السريع في الخيارات التقنية الدولَ النامية فرصةً لاستعمال وتسويق التقنيات الجديدة بشكل سريع نسبياً، شريطةَ أن تتوفّر سياسات ملائمة، وحافز تجاري قويّ وسوق مستدام لها.

11 - تمتاز نُظُم الطاقة الحيوية بكونها معقدّةً نسبياً، ومتعدّدة التخصّصات ومتداخلة القطاعات، ومحدودةً بالموقع. لذا، يمثّل حلّ المشاكل بصددها تحدّياً ويتطلّب دمج إنتاج أنواع الوقود الحيوي ضمن الأنشطة الزراعية والحرجية التقليدية كما يتطّلب مساهمةً فعّالةً من قِبل مختلف المؤسسات من قطاعات الزراعة والغابات والطاقة والصناعة والبيئة

المصدر: مركز معلومات تغير المناخ والطاقة المتجددة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 50 مشاهدة
نشرت فى 16 أكتوبر 2014 بواسطة CCICRE

خلفية عن الأنشاء

CCICRE
بناءاً علي عرض من د/ أيمن أبوحديد رئيس المركز في هذا الوقت صدر قرار وزارى بتشكيل لجنة عليا لتغير المناخ ولجنة تنفيذية عام 2007 كانت أول توصيات هذه اللجنة إنشاء مركز معلومات تغير المناخ. •تم التنسيق بين وزارة الزراعة وزارة البيئة فى عدة مراسلات حتى تم انشاء مركز معلومات تغير »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

20,633

قمة الأمم المتحدة للمناخ

 

قال الممثل العالمى ليوناردو دى كابريو

، فى كلمته أمام قمة المناخ، إن التغير المناخى هو التهديد الأمنى الأكبر، لافتاً إلى أنه يود أن تحل المشاكل الافتراضية، مطالبا قادة العالم أن يواجهوا التحدى الأكبر التى تواجهه البشرية جمعاء.
وأضاف "دى كابريو" خلال كلمته فى فعاليات قمة المناخ على هامش الدورة الـ 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة بحضور الرئيس السيسى وقادة العالم، أن الحكومات فى العالم أجمع ينبغى أن تتخذ التدابير لحل هذه المشكلة على نطاق واسع. 


وقال بان كى مون الأمين العام للأم المتحدة

إن تغيير المناخ هو القضية الرئيسية في عصرنا، مشيرا إلي إن التكلفة المالية والبشرية للتغيرات المناخية لا يمكن تحملها. وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة، خلال كلمته في فعاليات قمة المناخ على هامش الدورة الـ 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، إنه علينا أن نعزز من إستثماراتنا للتكيف مع تغيير المناخ.

 

وقال الرئيس السيسي أمام قمة المناخ 
إن المنطقة العربية الواقعة في نطاق المناطق الجافة والقاحلة، هي من أكثر المناطق عرضة لتأثيرات تغير المناخ، بما لها من آثار سلبية على التنمية، مما يتطلب تحركاً وتضامناً دولياً أساسه مبدأ الإنصاف والمسئولية المشتركة مع تباين الأعباء، والقدرات المتفاوتة، والالتزام بالمسئولية التاريخية، وحق الدول العربية في تحقيق التنمية المستدامة،وإن التوصل إلى اتفاق يعالج تفاقم ظاهرة تغير المناخ يستدعي تضافر جهود الجميع لخفض الانبعاثات الناتجة عن مختلف الأنشطة الاقتصادية، وكذلك للتكيف مع الآثار السلبية لتلك الظاهرة، كلٍّ وفقاً لحجم مسئوليته، وقدرته، وتأثره بها.