لحظات هنا
بقلم د.نهلة جمال
بين خطوط الطريق البيضاء علي أسفلت الشوارع تلهو ببراءة بدبيب أقدامها مع انعكاس أضواء الإشارات المرورية الملونة..فقد غفلت عنها عيون المارة قبيل الفجر وسكنت الأجواء رغم أنتعاش نسماتها بأريج أدخنة الفول المنبعثة من عربة عم صبحي القابعة علي ناصية التقاطع..يجهز عم صبحي لوازم افطار عمال وموظفي الحي ورواده من المارين بابتسامة بلاستيكية فاقدة الدلالات بينما يتابع لهو خطواتها بنظرات جانبية متلصصة.. ذات الأعوام السبع تقفز مع حركة الغبار الهارب للافق بحثا عن شعاع الشمس القادم مع زبائن الفول ..حيث تنتشر الأصوات المنادية بطلباتها وتندمج مع صرير رياح السيارات المسرعة لتنتهي طفولتها بصوت عم صبحي :أغسلي الاطباق وهاتي العيش يا هنا ..وتكثر بعدها الطلبات بلا فواصل غير روائح الزبائن والفول .