بالأمس القريب شاهدنا الطفلة الفلسطينية ميس عبد الهادى البالغة من العمر ثلاثة عشر عاماً ، التي ألقت قصيدة للجيش المصري في احتفالات نصر أكتوبر المجيد . وبعدها أجرت مداخلات في العديد من البرامج التليفزيونية ، عبرت فيها عن مدى وطنيتها وعروبتها ، وحبها لمصر وشعبها وجيشها ، ظهر ذلك من خلال مشاعرها الصادقة ، وكلماتها التي عبرت بها عن إيمانها بقضيتها . أثار حديثها ومفردات لغتها ونبرة صوتها انتباهي ، فقارنتها بأطفالنا ، وسألت نفسي كيف أصبحت الطفلة ميس هكذا ؟ واعية ، مدركة ، جريئة ، منتبهة ، تتحدث بطلاقة وكأنها قائدة ، زعيمة ، بطلة الأبطال ، ثم أخذت أفكر فيما كان يشغلها وما يشغل أطفالنا . فوجدتها انشغلت منذ ولادتها بقضية وطنها ، وكيف تحقق حلمها بتحريره من العدو المحتل . أما أطفالنا فعلى الرغم من كثرة قضايانا وكثرة المتآمرين علينا وكثرة التحديات ، فمعظمهم لا قضية لديهم ولا هدف ولا حلم ، فتلقي بهم الريح في أي مكان وقد يوجهها من لا يريد بنا خيراً . وقد اعتدنا أن من ليس له هدف يصير جزء من أهداف الآخرين يتحكمون به ، أو علي الأقل يضيع عمره دون أن يستفيد بما لديه من إمكانيات أو قدرات لأنها تظل خاملة أو تهدر في غير محلها . وحال أبنائنا اليوم وهو ما يشكو به معظمنا كأباء خير دليل ، صار أغلبهم يسوقه التيار فيلقي به أينما شاء . فبين مضيع وقته في الانشغال بالألعاب الالكترونية وما لها من تداعيات نفسية وسلوكية تتجلى باضطرابات القلق والاكتئاب، والتي قد تؤدي في معظم الأحيان الي التوحد والعنف والعصبية الزائدة لدى الأطفال وبين أسير البرامج والأفلام والمسلسلات المضللة ، التي هيمنت علي العقول وسيطرت عليها من خلال التربية الايحائية فانتشرت البلطجة والتبجح والانحلال ، فضاعت القيم والمثل والأخلاق وسفهت الأحلام وضاعت الأماني وبين من لعب في عقولهم المخربين أعداء الوطن فأصبحوا مشروع أداة للتخريب والدمار . وبين مستلسم للإدمان بشتي أشكاله و أنواعه و أساليبه . كل ذلك لعدم وجود هدف يشغل هؤلاء وتتفرغ فيه طاقاتهم وعدم وجود تخطيط يوجههم الاتجاه الصحيح ويحفظهم من السقوط في الهاوية والعجيب أن الأصل في أبنائنا غير ذلك ، فقد شاهدنا نماذج عديدة من أطفالنا كانوا مثلاً مشرفاً في كل المجالات ، أثبتوا للعالم تميز الطفل المصرى وقدرته علي التفوق ، مما يدل علي أننا نمتلك قوة نستطيع أن نستثمرها الاستثمار الجيد ، نحقق بها التنمية ، و نقود بها العالم ، إذا ما خططنا لذلك وحددنا الأهداف . وقد رأينا إهتماما بالغاً من الرئيس عبد الفتاح السيسي بالأطفال والشباب لم نشهد له من قبل نظير ، حتى وصل الأمر الي أنه يجالسهم ، ويحتفل معهم ، ويحنو عليهم ، إيماناً من سيادته بأهميتهم ، و أصبحت كل أجهزة الدولة تدعمهم وتهتم بهم . الأمر الذي جعلنا نوجه الدعوة الي كل مثقف محب لوطنه ، أن يفكر ، ويعمل ، و يساعد في شغل وسائل و أدوات التأثير ، بأهداف إيجابية ، لتوجيه النشئ نحو الطريق الصحيح ، والعمل على صد مخطاتات من يكيدون لنا ويتآمرون علينا . كما ندعو المجتمع كله أفراد ومؤسسات للانتباه الي خطورة هذا الأمر و أهميته ، للماحفظة علي الهوية المصرية ، والعمل على إعادة الشعور بالمسئولية الوطنية لإنتاج جيل واعى وقادرعلى أن يجعل مصر تسود العالم . لا بد أن يعرف أبنائنا كل قضاينا (كقضية سد النهضة – وكقضية الدعم – قضية التنمية – قضية التهديدات الخارجية – التحديات والمخاطر – الامن القومى المصرى – الهوية المصرية .... ألخ ) حتي يؤمنوا بها وتكون لهم هدفاً يشتغلون به ، و حتي لا يستخدمها المخربون زريعه في التشكيك في القيادة وفقد الثقة . قضايانا كثيرة ومهمة، ولنا اعداء يتربصوا بنا ويكيدوا لنا ويتآمروا علينا فلنبدء جميعنا من الآن نضع أهداف لأبنائنا ونعلمهم بقضيانا ونخطط ونعمل لمستقبلهم فما لم تبدأه اليوم لن يكتمل في الغد حمى الله أبنائنا وحفظهم ووفقهم للخير دائماً عصام عياد
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
101,361
للإعلان على الموقع
اتصل 01270953222