من خلال متابعتي لتطورات انتشار فيروس كورونا المستجد، هناك احتمال كبير لوقف مناسك العمرة والحج هذا العام ، وقد يكون غلق ابواب الحرمين امام المعتمرين و الزائرين هذه الأيام، بمثابة مقدمات صريحة لوقف مناسك الحج هذا العام..و الكثير منا يعتقدون اعتقادا خاطئا ، أنها المرة الأولى التي تتوقف فيها مناسك الحج ، وبدأت التفسيرات تتوالى انتشار النار في الهشيم، ومعظمها يرجع توقف الحج وغلق أبواب الحرمين لأول مرة في التاريخ ،  إلى غضب رب العباد على الناس.نتيجة لبعض الأحوال والظروف السياسية، والابتعاد عن شريعة الله و انتشار الظلم بين الناس ،، وبغض النظر عن مضمون تلك التفسيرات ، ينبغي أن نتعمق سويا في صفحات التاريخ، ونتساءل هل هذه اول مرة تتوقف فيها مناسك الحج وزيارة بيت الله الحرام..

الإجابة قطعا بالنفي ..

فقد سبق أن توقفت مناسك وشعائر الحج حوالي ٤٠ مره سأعرض عليكم إحداها اثناء حكم القرامطه.

وتحديدا في ٣١٦ هجرية في هذا العام لم يحج أحد لبيت الله الحرام، خوفا من القرامطة" الذين كانوا يعتقدون بأن شعائر الحج، من شعائر الجاهلية ومن قبيل عبادة الأصنام.وقام زعيم القرامطه ويدعى ابو طاهر القرني وخطب في اتباعه بقتل كل حاج يأتي إلى المسجد الحرام ولم يقف الأمر عند هذا الحد..

حيث جاهر القرامطة ودكوا أركان الكعبة ، وخلعوا الحجر الأسود".وقتلوا قرابة ٣٠ ألف حاج الذين تعلقت اجسادهم بأستار الكعبة لحمايتها ، وتم قتلهم بالسيوف في صحن الكعبة في مجزرة لم يعرف التاريخ مثلها، ودفنوا جميعهم مواضعهم بلا غسل ولا كفن ولا صلاة.ومما تقشعر له الأبدان ان القرامطه قاموا بجمع 3 آلاف جثة حاج،  وطمروا بها بئر زمزم وردموه بالكلية، ثم قاموا بعد ذلك بقلع الحجر الأسود من مكانه وحملوه معهم إلى مدينة "هجر" بالبحرين،

حيث كانت مركز دعوتهم وعاصمة دولتهم،

وقد تعطل الحج فى هذه الأعوام (يقال إنها 10 أعوام)، حيث لم يقف أحد بعرفة ولم تؤد المناسك، وذلك لأول مرة، منذ أن فرضت الشعيرة.

سوف أستعرض معكم في المرات القادمة بقية المناسبات التي توقفت فيها شعيرة الحج.

جمعتكم مباركة❤❤❤

#مجرد _خاطرة 

ا د فتحي الشرقاوي

 أستاذ علم النفس السياسي 

      بجامعة عين شمس