يُعتبرإرتفاع مستوي الكوليستيرول أحد مسببات تصلب الشرايين والأمراض القلبية الوعائية و تأتي الأخيرة في صدارة أسباب الوفيات في جميع أنحاء العالم.
وقد تمكن فريق من الباحثين بالمركز القومي للبحوث من إكتشاف علاج جديد وفعال لإرتفاع مستوي الكوليسترول والدهون بالدم مستخرج من كُسبة بذور القرطم (بذور نبات العُصفر) وهي أحد المخلفات الناتجة من صناعة إستخلاص زيت القرطم. حيث تمت هذه الدراسة في إطار مشروع بحثي بقسم الكيمياء الحيوية بالمركز برئاسة الأستاذ الدكتور مني محمد رشاد وعضوية كل من الأستاذ المساعد الدكتور محـمد محمود أسامة نعمان والدكتورعمرو سليمان الكاشف الباحث بقسم الكيمياء الحيوية شعبة بحوث الهندسة الوراثية و البيوتكنولوجي والأستاذ المساعد الدكتورمها حنفي محمود بقسم التغذية وعلوم الأطعمة بشعبة بحوث الصناعات الغذائية.
وفي إطار تجربة أُجريت علي الفئران هدفت إلى رفع مستوي الكولستيرول بالفئران محل الدراسة ثم المقارنة بين المركب الجديد المستخلص من نواتج تخمر كسبة القرطم بإحدي سلالات الخميرة وأحد الأدوية المستخدمة حاليا (مثل الروزافاستاتن) من حيث قدرة كل منهما على خفض مستوى الكوليسترول بأقل أعراض جانبية، وُجد أن المركب الجديد الذي ينتمي الي عائلة السفورلبيدات يتميز بقدرته علي خفض مستوي الكوليسترول الكلي خاصة الكوليسترول الضار منخفض الكثافة ( (VLDL & LDL و الدهون الثلاثية مع رفع مستوي الكوليسترول النافع العالي الكثافة ) HDL ) إلي المستويات الطبيعية بالإضافة الي عدم التاثير السلبي علي الكبد، كما يتميز أيضاً بإنخفاض سعره مقارنةً بالأدوية المستخدمة حالياً حيث أنه ناتج من أحد مخلفات الصناعات الغذائية. في حين أن الدواء الذي تم مقارنته بالعلاج الجديد ثبت قدرته علي خفض الكوليسترول الكلي بدرجة أقل من المركب الجديد مع عدم زيادة الكوليسترول النافع عالي الكثافة بالإضافة إلي التأثير علي أحد إنزيمات الكبد (ALT). وبذلك أثبت هذا المركب فعاليته كدواء لتقليل نسبة الإصابة بتصلب الشراين وأمراض القلب. كما تم فحص أنسجة الكبد والقلب والمخ لدارسة التغيرات المرضية وإثبات التأثير العلاجى للمركب الذي تم تحضيره.
وقد تم نشر هذه النتائج في احدي المجلات الاوروبية المتخصصة كما تم تقديم طلب للحصول علي براءة اختراع من أكاديمة البحث العلمي و التكنولوجيا.
