authentication required

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم:" من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه  "  (رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه الألباني).
  
        وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أيضا أن النبي – صلي الله عليه وسلم – قال:" الصلوات الخمس, والجمعة إلي الجمعة, ورمضان إلي رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر". 

الحكمة من الصيام

        ويتناول المؤلف الحكمة من صيام شهر رمضان المبارك، ويشير إلى أن الله - سبحانه وتعالي - لم يفرض علينا الصيام ويمنعنا عن الطعام والشراب التي أحلهما لنا ليعذبنا أو يعنتنا، فحاشى لله ذلك ولكن للصيام الذي شرعه الله وفرضه علي عباده حكم عظيمة وفوائد جمة، منها:

أولاً: أنه عبادة يتقرب بها العبد إلي ربه بترك محبوباته المجبول علي محبتها من الطعام وشراب ونكاح، لينال بذلك رضي ربه والفوز بدار كرامته. 

ثانيًا: أنه سبب للتقوى إذا قام الصائم بواجب صيامه، قال تعالي:" يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " وهكذا تبرز الغاية الكبيرة من الصوم (إنها التقوى)،

 فالصائم مأمور بتقوى الله عز وجل وهي امتثال أمره واجتناب نهيه وهذا هو المقصود الأعظم بالصيام.

ثالثًا: أن الصوم هو مجال تقرير الإرادة الجازمة، ومجال اتصال الإنسان بربه اتصال طاعة وانقياد, كما أنه استعلاء على ضروريات الجسد كلها، واحتمال ضغطها وثقلها وهذه كلها عناصر لازمة في إعداد النفوس واحتمال مشقات الطريق المفروش بالعقبات والأشواك والذي تتناثر علي جوانبه الرغبات والشهوات, فالصوم أعظم طريق لإذلال النفس والسيطرة عليها والتمرن علي ضبطها وقيادتها والدليل علي ذلك حديث الباءة فالشاب الذي لا يملك الباءة علي الزواج عليه بالصوم فإنه أكبح لشهوات النفس. 

رابعًا: الغنى يعرف قدر نعمة الله عليه بما يسر له الحصول علي ما يشتهى من طعام وشراب ونكاح، فيشكر ربه علي هذه النعمة، ويتذكر الفقير الذي لا يتيسر له الحصول علي ذلك فيجود عليه بالصدقة والإحسان.

خامسًا: أن نستشعر حال اخواننا المستضعفين فى كل مكان الذين يهجرون من ديارهم، فيخرجون إلى العراء جوعى هلكى لايجدون ما يسترهم ولا ما يسد رمقهم.

سادسًا: ما يحصل من الفوائد الصحية الناتجة عن تقليل الطعام واراحة الجهاز الهضمى لفترة معينة، وكذلك ليتخلص الجسم من الفضلات الضارة المترسبة فى الجسم وغير ذلك.

آداب الصيام

        ثم يتطرق المؤلف إلى آداب الصيام، ويؤكد على أن من الآداب الواجبة في الصيام: 



أولاً: أن يقوم الصائم بما أوجبه الله عليه من العبادات القولبة والفعلية ومن أهمها الصلاة، وأن يؤديها في وقتها بشروطها وأركانها وواجباتها مع الجماعة في المسجد. 

ثانيًا: أن يجتنب الصائم جميع ما حرم الله ورسوله – صلي الله عليه وسلم – من الأقوال والأفعال مثل الكذب والغيبة والنميمة, وأن يتجنب قول الزور والعمل به, وأن يغض من بصره ويحفظ فرجه, وكذلك يتجنب المعازف وآلات اللهو بجميع أنواعها, فعن جابر - رضي الله عنه – قال:" إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم , ودع عنك أذى الجار , وليكن عليك وقار وسكينة , ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء ". 

ثالثًا: معرفة أحكام الصيام، حتى لا يقع المسلم فيما يفسد صومه وهو لا يدرى، فينبغي على المسلم أن يسأل أهل العلم عما يشكل عليه من أحكام الصيام. 

رابعًا: زكاة الفطر، وقد فرضها الله تعالى في رمضان صاعاً من طعام الآدميين من تمر أو بر أو أرز أو شعير أو زبيب أو أقط ، أو غيرها، ففي الصحيحين من حديث ابن عمر رضى الله عنهما قال:فرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زكاة الفطــر من رمضـان صاعًـا مـن تمـر أو صاعـًا من شعير ...." .
 والحكمة منها أن فيها إحسانًا إلى الفقراء ومواساة لهم، وفيها تطهير للصائم لما  يحصل في صيامه من نقص ولغو وإثم، وفيها إظهار شكر نعمة الله بإتمام صيام رمضان وقيامه. 

ومن الآداب المستحبة في رمضان 

أولاً: أن تستقبل رمضان بنية أن تصومه إيمـانًا واحتسابًا, وأن تفتح في أول ساعة منه صفحة جديدة في سجل أعمالك, ومعك العزم الأكيد على التزود فيه بصالح الأعمال, فمن أدركه رمضان ولم  يغفر له فقد خاب وخسر. 



ثانيًا: تأخير السحور, وأن ينوى بسحوره امتثال أمـر الله ورسوله - صلي الله  عليه وسلم - والإقتداء بفعله ليكون سحوره عبادة, وأن ينوى به التقوى على الصيام ليكون لـه بـه أجر. 

ثالثًا: تعجيل الفطـر: وذلك عند غروب الشمس ، فعـن سهل بن سعد أن النبي -  صلي الله عليه وسلم –  قال:" لا تزال أمتي بخيـر ما عجلوا الفطر"   (رواه البخاري ومسلم).

        والسنة أن يفطر على رطبـات فإن لم تكن رطبات فتمرات فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء كما في الحديث الصحيح , فإذا صلى المغرب تناول حاجته من الطعام. 

رابعًا: الدعاء عند الفطر وأثناء الصوم لأنها من الأوقات المستجاب فيها الدعاء , ففي سنن ابن ماجة عن النبي – ضلي الله عليه وسلم – أنه قال :" إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد" . 

خامسًا: أن يستحضر الصائم قدر نعمة الله تعالى عليه بالصيام، حيث وفقه له وأتمه عليه، فإن كثيرًا من الناس حرموا الصيام إما بموتهم قبل بلوغه، أو بعجزهم عنه، أو بضلالهم وإعراضهم عن القيام به، فليحمد الصائم ربه على نعمة الصيام التي هي سبب لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات، ورفع الدرجات في دار النعيم.

سادسًا: لا تجعل شهر الصوم شهر فتور وكسل, فهو شهر جلد وصبر, يتسلح فيه المؤمن بقوة الإرادة, فينشط إلي العمل والكفاح.

 

سابعًا: قيام رمضان "التراويح" وهو سنة مؤكدة, وتسن فيها الجماعة, وله ميزة وفضيلة عن غيره في أى وقت آخر لقوله - صلي الله عليه وسلم:" من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما  تقدم من ذنبه "  (رواه الجماعة).

        وهي إحدى عشرة ركعة, وكان السلف - رضوان الله عليهم – يطيلونها, فكان القارئ يقرأ بالمئين من الآيات في الركعة حتى كانوا يعتمدون على العصي من طول القيام, ويجب أن تؤدي بهدوء وطمأنينة, وعلى المأموم أن لا ينصرف حتى ينتهي الإمام من صلاة الوتر  ليحصل له أجر قيام الليل كله, ويجوز للنساء حضور التراويح في المساجد.

 يباح للصائم أمور منها: 

أولاً: نزول الماء والإنغماس فيه، لما فى الصحيحين من حديث عائشة – رضي الله عنها – أن النبي – صلي الله عليه وسلم:" كان يصبح جنبًا وهو صائم ثم يغتسل ". فان دخل الماء في جوف الصائم من غير قصد فصومه صحيح.

ثانيًا: الاكتحال والقطرة ونحوهما مما يدخل العين، سواء وجد الطعم في حلقه أم لم يجده؛ لان العين ليست بمنفذ إلي الجوف. 

ثالثًا: وكذا يباح له ما لا يمكن الاحتراز عنه كبلع الريق وغبار الطريق، وغيرها.

رابعًا: كما يباح له القبلة لمن قدر على ضبط نفسه، لحديث عائشة - رضى الله تعالى عنها - قالت :"كان النبى صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم ويباشر وهو صائم ، وكان أملككم لإربه " (رواه البخارى ومسلم). 

ومن مفطرات الصوم

 

        المفطرات ما عدا الحيض والنفاس لا يفطر بها الصائم إلا بشروط ثلاثة: 

أولاً: أن يكون عالمًا غير جاهل.
              
ثانيًا: أن يكون ذاكرًا غير ناس. 

ثالثًا: أن يكون مختارًا غير مضطر ولا مكره.
   
والمفطرات سبعة أنواع هي

أولاً: الجماع وهو ايلاج الذكر في الفرج، وهو أعظمها وأكبرها إثمًا. 

ثانيًا: انزال المني باختياره بتقبيل أو لمس أو استمناء أو غير ذلك.

ثالثًا: الأكل أو الشرب, عن طريق الفم أو الأنف. 

رابعًا: ما كان بمعني الأكل أو الشرب مثل الإبر المغذية التي يكتفي بها عن الأكل والشرب لانها إن لم تكن أكلاً وشربًا حقيقة فانها بمعناهما فتثبت لها حكمهما. 

خامسًا: إخراج الدم بالحجامة لقوله – صلي الله عليه وسلم – " أفطر الحاجم والمحجوم " رواه أحمد وأبو داود وصححه الألبانى فى صحيح أبى داود. 

سادسًا: التقيؤ عمدًا لقول النبي – صلي الله عليه وسلم – " من ذرعه القيئ فليس عليه قضاء ومن استقاء عمدا فليقض " رواه الخمسة الا النسائي وصححه الحاكم. 

سابعًا: خروج دم الحيض والنفاس لقول النبي – صلي الله عليه وسلم – في المرأة أليس اذا حاضت لم تصل ولم تصم ".
==========

المصدر: هدى الاسلام
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 70 مشاهدة
نشرت فى 9 يوليو 2013 بواسطة BAHEG

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

8,199