لا يعرف أحد لماذا اختيرت دون غيرها من النساء لتكون المرأة الوحيدة في المحكمة الدستورية طيلة تسع سنوات رغم أن مؤهلاتها لا تتعدى ليسانس الحقوق، فلا يُذكر في أي تعريف بها أنها حصلت على شهادة بعد الليسانس، وليس لها خبرة مسبقة في كتابة الدساتير أو دراستها، وليس لها مؤلفات..
د. نوال السعداوي تحكي لنا قصة مهمة، تلقي الضوء على طبيعة علاقة تهاني بالنظام السابق، وطبعا السعداوي معروفة بعدائها الشديد للإسلام والإسلاميين، حتى لا يتحدث أحد عن تحيز أو تحامل..
تذكر د. نوال قصة تأسيسها- أي السعداوي- لما يُسمى الاتحاد النسائي المصري، وسأنقل كلامها كما ذكرته:
قصة الاتحاد النسائى المصرى، بدأت هنا فى بيتى، أجتمع 122 شخص من رجال ونساء وعملنا لجنة تحضيرية، وشكلنا وفد لمقابلة ميرفت التلاوى التى كانت قد أصبحت وزيرة للشئون الاجتماعية، استقبلتنا جيدا وأعلنت موافقتها بل وقدمت لنا العون بإرسالها لنا أسماء 25 جمعية من كل أنحاء مصر دعوتهم للانضمام، عقدنا اجتماعا فى النادى الثقافى حضرته ميرفت التلاوى وأعلنا فيه عن تكوين الاتحاد، ثم أرسلنا لكل الجمعيات فى مصر لحضور الاجتماعى الأساسى، لكن قبل انعقاده بثلاثة أيام فوجئت بتصريح فى جريدة الأهرام من ميرفت التلاوى تقول فيه أن هذا الاتحاد غير قانونى وأن الاجتماع ممنوع، ثم فوجئت بوزارة الداخلية تطلب منى عدم عقد الاجتماع فرفضت وقلت أننا سنعقده ولو فى الشارع، وبالفعل تم عقد الاجتماع التأسيسى فى النادى الثقافى وأعلنت خلاله ابتعادى عن الاتحاد لأننى فكرت أن السلطة ترفضه لأنى معارضة، وطلبت من الأستاذة تهانى الجبالى- وكنت أعرف أن السلطة راضية عنها إلى حد كبير- أن تكون الرئيسة حتى إجراء الانتخابات، وقلت فى الاجتماع أننا لسنا فى حاجة إلى موافقة السلطة أو الحكومة لأنه اتحاد شعبي، إنما للأسف تهانى الجبالى موتت العمل فلم تنشط ولم تعقد اجتماعا واحدا، طبعا هم أعطوها منصب قاضية، وهذه هى الخسارة فعلا أنه من أجل المنصب..
انتهى كلامها، وهو يبين الدور الذي قامت به الجبالي لمصلحة "الهانم" حسبما يتبين من كلام السعداوي، وبالفعل تم تأسيس المجلس القومي للمرأة عام 2000م, وعُيِنت الجبالي في المحكمة الدستورية عام 2003م ، وأصبحت عضوة في مجلس المرأة، وظلت لصيقة بسوزان مبارك في كثير من مناشطها النسائية حتى قيام الثورة..
ساحة النقاش