بالفعل بدأ المهندس خيرت الشاطر عملياً طرح نفسه على المجتمع المصري كمرشح رئاسي في مؤتمره الصحفي الاثنين 9\4\2012 م ، في أجواء عامة مليئة بالأحداث المرتبكة والمتشابكة والتي تأتي في السياق العام لطبيعة المرحلة الانتقالية التي تحياها مصر الثورة ، أفكار وتكتلات متشابكة إسلامية اتساقاً مع المزاج المصري العام ، وعلمانية بجناحيها الليبرالي واليساري كجزء أساسي من خريطة مصر الثورة ، وعسكرية فلولية تابعة للنظام السابق بكل ما تحمله الكلمة من معان ، لكن يبقى السؤال الأهام عن فرص مرشح الإخوان والحرية والعدالة المهندس خيرت الشاطر الذي ترتب على ترشحه زلزالاً سياسياً لم تنتهي توابعه الارتدادية بعد
نقاط القوة
** شخص الشاطر ... على المستوى العلمي والعملي ، السياسي والاقتصادي ، الاجتماعي والميداني ، الإيماني والأخلاقي ، النضالي والجهادي ، شخصية مصرية من الطراز المشرق والمشرف
** لغة الخطاب ... التي تميزت بالواقعية حيث الموارد التي تعاني الندرة والالتزام بالمعاهدات والمواثيق الدولية والمصالح المشتركة وفقاً لمنظومة القيم والمبادئ المصرية والإسلامية بالإضافة للتحديات والتهديدات ، كما تميزت بالموضوعية في التعاطي مع الاحتياجات والموقف من عمليات القروض و ما يترتب عليها من مصالح وأضرار ، وأيضاً الطموح في استعادة المكان والمكانة لمصر الكبيرة القديرة ، فضلاً عن الشراكة لأن مصر بحاجة لإمكانات وكفاءات الجميع ، واحترام تجارب الآخرين محلياً وإقليمياً ودولياً في مجالات الاقتصاد والزراعة والصناعة والتنمية والتعليم والصحة ،وأخيراً الثقة في قدرة المصريين على الإنجاز والتحقيق وأخيراً اليقين في الله ناصر الثورة وحاميها
** ملامح البرنامج الانتخابي ... حين تناول المحاور الأساسية التي تتجاوب مع المطالب الشعبية العاجلة في التحول الديمقراطي ، والاستقرار الأمني ، العدالة الاجتماعية ، الوحدة الوطنية والوفاق الاجتماعي ، والأمن القومي ، مع التركيز على الجانب الاقتصادي لاعتبارات وأولويات وطنية خالصة
** رصيد الجماعة ... الشاطر بكل وضوح لا يمثل نفسه لكنه يمثل تياراً شعبياً له ثقل ووزن ورصيد على المستوى المحلي والإقليمي والدولي ، تيار قدم الأفكار والأخلاق والنماذج ، الخدمات والتضحيات على مدار عقود طوال ، ما منحه ثقة وتفويض المصريين رغم حملات التشويه والتشكيك والتضليل
** وفرة الموارد ... البشرية والمادية والمعنوية والمكانية والمعلوماتية ، وفرة من الموارد مكنت جماعة الإخوان الانتشار في المجتمع المصري جغرافياً وفكرياً ومهنياً في القرى والكفور والنجوع والمدن ، النقابات والجمعيات والمؤسسات
** منظومة القيم المصرية ... التي استدعاها الشعب وبسهولة في كل ميادين مصر خلال فعاليات الثورة ، قيم "الشراكة والتعاون والتسامح والقبول والمسئولية ، قيم الوفاق والوحدة ولم الشمل وإنكار الذات " حين احتشد الملايين في زحام غير مسبوق لم تحدث حالة سرقة واحدة ولا حالة تحرش واحدة ولا حالة شقاق وعنف واحدة ، حتى حماية الكنائس التي طالما استخدمها النظام الساقط كفزاعة كانت آمنة مطمئنة بروح المصريين كل المصريين
** تآكل الفزاعات ... القديمة والجديدة ، فزاعات التشدد والغلو والعنف والفتنة الطائفية أكذوبة أجهزة الأمن غير الوطنية ، فزاعات الخطر على السياحة والفن والرياضة والحريات الشخصية والمعتقدات الدينية ، ثم فزاعات التكويش والهيمنة
** فشل تجارب وسقوط شعارات الآخرين ... علمانيون وعسكريون ، حين أخذوا كل الفرص والإمكانات ولم تقدم للمصريين إلى أنظمة شمولية سلطوية مستبدة وفاسدة ، لذا فغالبية المصريين لن ينطلي عليهم سيناريوهات التشويه والتشكيك
** يقظة الشعب ... الذي يمتلك رؤية واضحة وعقلية ناضجة فاقت النخبة المتعثرة والمرابطة في الغرف المغلقة والفضائيات وخلف الكاميرات ، شعب يمتلك لياقة حركية جعلته يقدم نموذج انتخابي غير مسبوق بدول المنطقة ، ولياقة ذهنية جعلته يتجاوز وبمهارة كل الحواجز والسدود بل وحقول الألغام ، فضلاً عن عدم الاستسلام لسيناريو الشائعات والتضليل والافتراءات
** الإصرار على إنجاح الثورة ... وهي رغبة ملحة وإرادة صادقة لدى الملايين من المصريين الذين شاركوا في الثورة من كل فئات المجتمع وشرائحه الاجتماعية والفكرية والثقافية وألوانه العقدية ، ومازالوا على استعداد لتقديم المزيد من الوقت والجهد والمال والتضحيات لتحقيق حقوقهم المشروعة وطموحاتهم المنشودة
خلاصة الطرح ... قد يتوهم البعض - بفعل فاعل – أن الزخم الإعلامي التابع لرجال المال الفاسد بقايا النظام البائد ، وشبكات الفساد والإفساد والمصالح غير الوطنية ، وترشح بعض رموز الاستبداد والفساد والقمع لمقعد الرئاسة، قد يغير مسار الثورة أو يجهضها ، لكن الواقع يؤكد أن قدر الله الغالب وقضاؤه الذي لا يرد قد أنجح الثورة وهو حاميها ، وأنه سبحانه أجرى الثورة وهو الذي سيرسيها.
-------
ساحة النقاش