أمس وفى المؤتمر الانتخابي الختامي لحزب الحرية والعدالة بميت غمر، توافد الآلاف لحضور هذا الحدث الذي بدأت فعالياته في تمام السابعة مساءاً، وأقيم بشارع بور سعيد أحد الشوارع الرئيسة الكبرى بمدينة ميت غمر، فى وسط حشد جماهيري منقطع النظير.
على مداخل المؤتمر التى امتدت لمسافة اقتربت من النصف كيلومتر، توافدت أيضاً المسيرات التي انطلقت من شوارع وميادين شتى بالمدينة، تعلوها أعلام حزب الحرية والعدالة، ولافتات تحمل أسماء ورموز مرشحي الحزب.
بدأ المؤتمر بآيات من الذكر الحكيم، ثم وقف الجمهور مرديين جميعا النشيد الوطني ، ثم رحب مقدم الحفل الأستاذ وحيد حامد بالمنصة الكريمة التى حل عليهاَ ضيوفاً كلاً من، الدكتور أسامه ياسين ـ الأمين المساعد لحزب الحرية والعدالة، والدكتور أكرم الشاعر ـ نائب بورسعيد بمجلس الشعب، الفائز فى انتخاباته الأخيرة، كما اعتلى المنصة عدد من رموز ومرشحي القائمة والفردي لمجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة بالدائرتين الثالثة والخامسة، وكذا مرشحيه لمجلس الشورى المقرر إجراء انتخاباته خلال الأشهر القليلة المقبلة، وقد حضر كلاً من، الدكتور خالد الديب مرشح الفئات الفردي، عن الدائرة الخامسة (ميت غمر وأجا)، ورمزه السهم، والحاج السيد منصور المرشح الفردي فلاح، عن الدائرة الخامسة ـ التحالف الديمقراطي (حزب العمل)، ورمزه مظروف البريد، والدكتور محمد هيكل مرشح الفئات على رأس قائمة الحرية والعدالة (رمز الميزان) عن الدائرة الثالثة، وتضم مراكز ميت غمر، أجا، السنبلاوين، تمى الامديد، وبنى عبيد، والحاج شفيق الديب المرشح على قائمة الحرية والعدالة، والمهندس محمد عوف المرشح على قائمة الحرية والعدالة ـ التحالف الديمقراطي (حزب غد الثورة)، والأستاذ عطا المكاوي المرشح الرابع على قائمة حزب الحرية والعدالة، والدكتور خالد بنورة، أمين حزب الحرية والعدالة بمركز ميت غمر ـ ومرشحه لمجلس الشورى، والحاج حسين سبع، مرشح حزب الحرية والعدالة لمجلس الشورى.
استُهلت فقرات الحفل بكلمة للدكتور أسامة ياسين، الذى تقدم بكلمات الشكر والفخر والتقدير والإعزاز لشهداء مصر الأبرار الذين أشعلت دمائهم ثورة الخامس والعشرين من يناير مستشهدا بفضل هؤلاء الشهداء الذين لانزكيهم على الله، وقبل عبارات الشكر هذه أبدى خالص سعادته بوجوده في وسط إخوانه وأحبائه من شعب ميت غمر، ثم وجه رسالة شكر ثانية وتحية إجلال لشعب مصر الأبي الذي ظهر معدنة الأصيل إبان الثورة وبعدها، مشيراً إلى الانتخابات الأخيرة بمرحلتيها الأولى والثانية، مؤكدا أن هذا الشعب هو صاحب الإرادة الكاملة والحقيقة ومصدر الدستورية المطلقة على أرض هذا الوطن، ثم وجه رسالة أخرى إلى أبناء ميت غمر أعرب فيها عن ثقته فى إرادته القوية لاختيار من يراه مناسبا وقادرا على تحمل مسئولية النهوض بمصر فى مرحلتها القادمة الأكثر حساسية في تاريخها الحديث، تحدث بعدها معقباً على ما يُثار هذه الأيام في وسائل الإعلام عن نظرية التوازن التي يطالبون الشعب بإحداثها داخل مجلس الشعب مستدركاً أن هذه المَهمة هى مَهمة الأحزاب وليس من المنطق بمكان أن نطالب الشعب بتغيير إرادته من أجل إحداث هذا التوازن.
عقب انتهاء كلمة الدكتور ياسين وقفت المنصة وجميع السادة الحضور مرحبين بمسيرة أشبال الإخوان التي دخلت بين أروقة المؤتمر، حاملين أعلام حزب الحرية والعدالة وسط تكبيرات وتصفيق من قبل الحضور.
ثم تحدث الدكتور بنورة أمين حزب الحرية والعدالة بمركز ميت غمر، موجهاً التحية للمنصة الكريمة فرداً فرداً، وهنأ الحضور الكرام وأعضاء الحزب الأفاضل بمناسبة إفتتاح مقر الحزب بميت غمر، والمقرر عقب إنتهاء المؤتمر، وأعرب كذلك عن خالص شكره وامتنانه لشعب مصر لمواقفه التى سيسطرها التاريخ فى صفحاته بكلمات من نور، مؤكدا أن هذه النعمة، مشيراً إلى الحرية، من النعم الجزيلة التي انعم الله بها على مصر وأهلها.
وفى مداخلة لشاعر العامية الرائع الحاج حسين سبع صفق الحضور لكلمات ألقاها فى أبيات شعرية ساخرة وصف فيها حال مصر قبل ثورتها الاخيرة.
وفي كلمة الدكتور خالد الديب، التى ضم فيها صوته إلي صوت الدكتور أسامه ياسين موجهاً عدة رسائل شكر وعرفان إلي شعب مصر الذي وصفة بالفريد الذي ظل وسيظل يفاجئ العالم بمواقفه الرائدة رغم ما يحيط به دائما من محاولات لخلق وإشعال نار الفتنه بين أبنائه، ثم وجه رسالة ثانيه إلي أهله وذويه شعب دائرة ميت غمر وأجا الذي لم يتواني في خدمته على المستويين الطبي والخيري مؤكداً أنه وبمشيئة الله سيظل دوما وأبداً علي هذا النهج الذي تربي عليه منذ أن التحق بدعوة الإخوان المباركة أما رسالته الثالثة فوجهها الي كافه القوي السياسية المكونة لنسيج هذا الوطن وطالبهم بأن يتوحدوا لأجل هذا الوطن .
وجدد تأكيده علي وجوب الانتباه إلي كل ما يحاك بهذه القوى لإحداث التفرقة التي ستصب حتما ً في مصلحه أعداء الداخل والخارج، ورسالته الرابعة وجهها إلي ذوي الشهداء وأهليهم وقال أن دماء هؤلاء الشهداء لن نتركها قط تذهب فليس من حقنا أن نتسامح فيها أو نفرط فى الاقتصاص ممن أزهقوها .
ثم ألقى المهندس محمد عوف مرشح غد الثورة علي قائمة التحالف الديمقراطي (الحرية والعدالة) كلمته التي عرف فيها نفسه مشيداً بالتحالف الذى عقده حزبه مع حزب الحرية والعدالة الذى أثنى عليه وترحم علي مؤسس جماعته التى خرج الحزب من رحمها، وأكد على أن مصر تمتلك الكثير بإرادة شعبها ومواردها الوفيرة التي حباها الله بها، وفى رسالة قوية قال عوف أن حزب الحرية والعدالة هو الحزب الوحيد المؤهل لإدارة مصر خلال الفترة الحالية، مرجعاً ذلك إلى أنه الأكثر تنظيماً، لاسيما أنه يمتلك رؤية إصلاحية شاملة.
وفي كلمة الدكتور أكرم الشاعر عضو مجلس الشعب، استرجع ما كان يحدث من استفزاز أعضاء الحزب الوطني لهم في الدورات السابقة وقص على الحضور عدداً من المواقف، ومنها الحادثة الشهيرة التي طلب فيها احمد عز من الشاعر أن يدخل الحزب الوطني حتي يستطيع ان يكون عضوا في مجلس الشعب لدورة جديدة لأن الإخوان لن يدخلوه مره ثانية! واستدرك قائلاً "سبحان الله" فقد قامت الثورة المباركة التي أودعت هؤلاء جميعا السجن وفتحت المجال أمام الشرفاء من أبناء هذا الوطن واستطرد الشاعر في حديثة عن مواقف صولات وجولات الإخوان داخل مجلس الشعب علي مدي دورات مضت في ظل ابتزاز من نواب الوطني المنحل، محاولين ان يحولوا بينهم وبين تحقيق مصالح الوطن العليا – علي حد قوله ـ
وفى كلمته أكد الحاج السيد منصور، مرشح حزب العمل المتحالف مع الحرية والعدالة، على الإشادة بمثل هذا التحالف الذى يمتد منذ أواخر الثمانيات، ذاكراً لبعض الأسماء الذين أنابوا عن شعب مصر فى هذه الفترة تحت قبة البرلمان مثل، الدكتور عصام العريان، والأستاذ مختار نوح والأستاذ مهدى عاكف ـ المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين.
جدير بالذكر أن منصور حصل علي لقب أفضل منتج لمحصول القمح لعامين متتاليين ونال جائزة الدولة.
وفي أنشودة الختام ألقي المنشد نصر فاروق أنشودة وطنية بعنوان "يا ورد وفتح" شاركه خلالها الجمهور مصفقين ومرددين كلمات الأنشودة، وعلي كلمات أناشيد حزب الحرية والعدالة وقفت المنصة متشابكة الأيدي في مشهد رائع محيين الجمهور الحاشد الذي تجاوز السبعة آلاف شخص ـ على حد تقديرات البعض ـ .بعد انتهاء المؤتمر، وعلى هامشه تم افتتاح مقر حزب الحرية والعدالة بميت غمر.
ساحة النقاش