جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
رسالة من المرشد العام للإخوان المسلمين إلى الصف
إلى الأخوة والأخوات أحبابنا في الله سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
فالمشهد الذي يحدث في مصر الآن نرقبه ونجمع حوله كل المعلومات الصحيحة والدقيقة ونقوم بواجبنا ومسؤليتنا بين يدي الله نحقق تطبيق فريضة الشورى مع كل أهل الرأي والنصيحة الصادقة.
ومما ظهر من معلومات أكيدة وجدنا تكرار السيناريوهات ووجدنا أن قوى داخلية وخارجية لا تريد لمصر أمناً ولا استقراراً ولا نهضة تستغل مشاعر الشعب المصري الطيبة لإثارة الفتن والصراعات، والأمثلة كثيرة .. ونرى ذلك في كل مرة تحدث فيها فعالية يوفق الله عز وجل القوى السياسية للقيام بها، وتحقق تآلف وتوحد الشعب المصري وإصراره على نقل السلطة في موعدها، وأول خطوات ذلك مجلس شعب حر منتخب لأول مرة في تاريخ مصر
وجدنا عراقيل وعقبات توضع عن عمدٍ أمام ذلك، وللأسف لاحظنا أن المجلس العسكري يتغير أداؤه بشكل سلبي كلما اقتربنا من الانتخابات، وللأسف ما حدث في الأيام الأخيرة يؤكد أن البطش والوحشية والقتل بل والاستفزاز المتعمد ليحدث كل هذا؛ سياسة ممنهجة ولا يمكن أن تحدث إلا بتوجيهات أكدها عدم المحاسبة أو المعاقبة في المرات السابقة لنفس المجرمين ونفس المحرضين.. بل وتوجيه الشكر لوزارة الداخلية على ما قامت به في كل هذه الجرائم .
وقد وصل عدد الشهداء إلى ما يزيد على العشرين وهو رقم مرشح للزيادة بالإضافة إلى أكثر من ألف جريح وقد وصلتنا العديد من الرسائل والطلبات بإلحاح أن ينزل الإخوان للميدان لإنقاذ هؤلاء الجرحى والمصابين والدفاع عنهم وهذه مشاعر عاطفية نبيلة، ولكننا أمرنا أن نقدم دفع المفاسد على جلب المنافع وإعمال مقتضيات العقل والحكمة لدفع مفسدة أكبر مترتبة على نزول الإخوان بكثافة للميدان، لأن هذا يعد استدراجاً لتعقيد المشكلة وليس حلها ،
وقد اخترنا هذا الاختيار رغم أنه قد يعرضنا لهجوم متعمد، وليست مصالحنا هي التي تهمنا، ولكنها مصلحة الوطن مهما أصابنا، وتاريخنا كله قديماً وحديثاً يشهد بهذا .. ، وما كان أيسر الحل لهذه المشكلة لو أرادوا عن طريق سحب القوات وأمرها بعدم الاعتداء على الشباب المعتصم من أبناء هذا الوطن وهذه الثورة الذي يقوم بمطالبته بحقوقه وحقوق ثورته بطريقة سلمية، وهذا هو حقه وزاد استحقاقه له بعد الثورة المباركة .. وتوفرت لدينا شواهد أخرى كثيرة تم التأكد منها، ونحن بفضل الله سبحانه وتعالى نسعى الآن لتحقيق هذه الحماية بأقل الخسائر التي يتعمدون إحداثها في شعبنا وأبنائنا .
وقد تم الاتفاق اليوم بفضل الله مع العديد من القوى الوطنية والسياسية على مواقف وإجراءات محددة سيعلن عنها في حينها وقد صدر بيان من الجماعة اليوم يتضمن هذه المعلومات وهذه الإجراءات ، وسيتم الاتصال بالمسئولين لتحميلهم أمانة هذه الأرواح في أعناقهم التي سيحاسبهم رب العزة عليها ونحن نشارك كما كنا وسنظل مع كل المخلصين لحماية هذا البلد وهذا الشعب العظيم وهذا الشباب الوطني المخلص .
وتبقى أركان بيعتنا نؤكد عليها فهي العاصمة بإذن الله من الزلل في القصد والهدف والانحراف عنه والمساومة عليه والخديعة بغيره، ونسأل الله أن نكون عند حسن ظن ربنا بنا، وتبقى الشورى الملزمة بعد جمع كل المعلومات الصحيحة والدقيقة هي المنهج الذي عاهدنا ربنا على الالتزام به في اتخاذ القرارات، ونسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه .. ويتبقى في مثل هذه الأحداث والفتن أننا نحتاج أكثر من أي وقت إلى مزيد من اللجوء إلى الله والإكثار من الصلاة والصيام والقيام والدعاء والقنوت بل الإلحاح في الدعاء فالدعاء والبلاء يعتلجان .
وأذكر في الختام بنصيحة الإمام البنا رحمه الله : « ألجموا نزوات العواطف بنظرات العقول وأنيروا أشعّة العقول بلهب العواطف، وألزموا الخيال صدق الحقيقة والواقع، واكتشفوا الحقائق في أضواء الخيال الزاهية البرّاقة، ولا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة، ولا تصادموا نواميس الكون فإنها غلاّبة، ولكن غالبوها واستخدموها وحولوا تيارها، واستعينوا ببعضها على بعض، وترقبوا ساعة النصر، وما هي منكم ببعيد» .
حفظكم الله وحفظ مصرنا الحبيبة ورد كيد كل كائد إلى نحره ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ،،
أخــوكـــم
أ.د. محمد بديع
المرشد العام للإخوان المسلمين
ساحة النقاش