استنكر سياسيون وحزبيون المحاولات الإعلامية لتمزيق التحالف الديمقراطي من أجل مصر، والتي تتبنَّاها صحيفة يومية معروفة بنشر الأكاذيب حول القوى الوطنية.
وأكدوا أهمية استمراره كتحالف سياسي وانتخابي لبناء برلمان قويّ يكون معبرًا عن كل القوى والأطياف السياسية.
وقال أحمد أبو بركة، المستشار القانوني لحزب الحرية والعدالة، إن الحاجات الاجتماعية الكبيرة والطموحات العظيمة التي ولَّدتها الثورة لدى الشعب المصري تحتِّم على الأحزاب والقوى السياسية أن تتحد لتحقيق هذه الطموحات، وإلا فإن الشعب سيُسقط هذه الأحزاب.
د. أحمد أبو بركة |
وقال لـ(إخوان أون لاين): "إننا لا بد أن نتحلَّى بمزيد من الوعي والفهم لطبيعة المرحلة واحتياجاتها وتحدياتها لكي نبقي على التحالف قائمًا موحدًا، فإننا أمام معضلتين؛ الأولى: هي ضرورة أن يمثل البرلمان القادم كل الأطياف والقوى السياسية مهما كان صغرها، وذلك يضعف البرلمان ويجزِّئه، والمعضلة الأخرى هي ضرورة أن يكون برلمانًا قويًّا، من خلال تشكيل كتلة قوية تقدم حكومةً تكون مؤيدةً تأييدًا شعبيًّا قويًّا، والتحالف يعالج المعضلتين، وبالتالي فلا سبيل إلى حل هذه المعضلات إلا بالتحالفات السياسية التي تستجمع الكيانات الصغيرة في كيان كبير جامع، وأن يكون هناك تنسيق انتخابي يؤمل أن يتحول إلى تحالف انتخابي".
وأوضح أن التحالف منعقد وسارٍ، وأنجز أكثر من مهمة في الفترة الماضية، وهي إصدار وثيقة إعلان مبادئ يتفق عليها الجميع حول شكل الدولة، وأنجز أيضًا عن طريق الإجماع على القواعد المنظمة للعملية الانتخابية، كما قرر رؤيةً واضحةً حول إقامة الدولة القانونية وأركان تلك الدولة.
وأكد د. وحيد عبد المجيد، الخبير بمركز لدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام ورئيس لجنة التنسيق الانتخابي في التحالف الديمقراطي، أن أحزاب التحالف متمسكة بالتحالف ولا توجد مشكلة في استمرار التحالف، وهناك أكثر من وسيلة للتعامل مع مشكلة زيادة أعداد المرشحين في الدوائر.
وأشار إلى أن هذه المشكلة يمكن التعامل معها في كل دائرة على حدة، خاصةً في ظل زيادة أعداد الناخبين في الدوائر؛ حيث لدينا 46 دائرةً وتصل بعض الدوائر إلى مليون ناخب، لافتًا إلى سعي التحالف لإيجاد أكثر من حل لهذه المشكلة.
وشدَّد على أهمية وجود التحالف في هذه المرحلة، معربًا عن أمله أن تتنازل بعض القوى والأحزاب السياسية عن بعض طموحها السياسي وترتضي بعدد أقل من المقاعد التي تطمح إليها حتى يستمر التحالف ويتم قطع الطريق على فلول النظام البائد.
سعد عبود |
وأكد سعد عبود، نائب رئيس حزب الكرامة، تأييده تصريح د. سعد الكتاتني، أمين عام حزب الحرية والعدالة؛ التي قال فيه إن الحرية والعدالة باقٍ في التحالف لو بقي حزب واحد، قائلاً: "نحن أيضًا كحزب كرامة باقون مع الحرية والعدالة ولن نخرج من التحالف".
وأضاف أن الشعب المصري هو الذي اختار هذا التحالف، ويرصد ما يحدث باهتمام مواقف الأحزاب ويسعى إلى الوحدة من أجل حماية الثورة وتحقيق أهدافها، مؤكدًا أن الحزب الذي يخرج من التحالف هو الخاسر الأكبر.
وشدَّد عبود على أن التحالف مستمر، ولم يقل أحد إن التحالف انتهى، وإن خروج أي حزب- أيًّا كان- لا يعني أن التحالف سينهار، مشيرًا إلى أن هذه طبيعة الانتخابات أن يحدث تحالف وتنسيق.
وأوضح أنه قال للشركاء في الوفد: إن هذه لحظة تاريخية لن تعوَّض لكل الأحزاب، بأن يكون لكم دور فعال داخل التحالف، ولا أحد سيجد هذه الفرصة بعد ذلك، معربًا عن أمله أن يتفهم كل الشركاء هذا الأمر، وترحيبه بأي حزب يدخل إلى التحالف، مؤكدًا أنه يحسب أن الجميع متمسك بالتحالف.
عصام شيحة |
وقال: إن النظام الانتخابي الذي وُضع بإجراء الانتخابات بنظام الثلث والثلثين تسبَّب في عدم إمكانية تقدُّم القوى السياسية بقائمة واحدة، خاصةً أن الدوائر تتراوح بين 4 و6 أعضاء؛ مما يشكِّل صعوبةً في تمثيل كل الأحزاب في القوائم.
وأضاف أن البرلمان القادم يمثِّل أخطر برلمان في تاريخ مصر؛ حيث سيختار اللجنة التأسيسية لوضع الدستور وطبيعة النظام السياسي؛ مما دعا إلى إصدار وثيقة التوافق الوطني لتحديد آمال المصريين في دولة عصرية.
ودعا شيحة الأحزاب إلى تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الخاصة، والتنازل عن بعض مكاسبها، ووضع قائمة تحقق أكبر قدر من العدالة في توزيع المقاعد، ووضع قوائم يُراعَى فيها أن تتسع لكل التيارات؛ لضمان أن نصل إلى برلمان قويّ.
وأوضح أن أفضل تنسيق هو على المقاعد الفردية وترشيح شخصية حزبية تكون محل إجماع من القوى السياسية، وتكون قادرةً على الفوز بالمقعد، مبديًا قناعته بأنه ببعض الحلول نكون قادرين على استمرار التحالف.
ساحة النقاش