إن الإخوان المسلمين وقد تفطرت قلوبهم نتيجة الهجوم الوحشي الذي شنَّه الجيش اليمني المناصر لرئيس الدولة على المدنيين العزل المسالمين في ميادين العاصمة وغيرها من المدن، الذين يتظاهرون سلميًّا منذ ما يزيد على سبعة أشهر يوميًّا بلا انقطاع، مطالبين باستعادة حريتهم وكرامتهم وعزتهم، وإقامة دولة ديمقراطية صالحة تحكمها المؤسسات وتخضع لدستور وقانون عادلين، والتخلص من حكم العائلة الذي يحكم بالاستبداد ويمارس الفساد في أبشع صوره، هذا الهجوم اليومي المتواصل الذي يقتل المواطنين ويسيل الدماء في الشوارع أنهارًا، ويسعى لإشعال حرب أهلية لا تبقي ولا تذر، ويدمر البلاد والممتلكات، هذا العدوان الآثم يستحق منا ومن الإنسانية كلها الإدانة بمقتضى كل الشرائع الدينية والدنيوية والفطرة البشرية.

 

إن الشعب اليمني الحكيم ضرب أروع الأمثلة للعالم كله في الصبر والثبات والحكمة والإيمان بتذرعه بالمنهج السلمي بالرغم من التنكيل الذي يصب عليهم، وبالرغم من امتلاكه لملايين الأسلحة المتنوعة.

 

إن الحاكم الطاغية الذي رأى الموت بعينيه وكاد أن يلحق بالدار الآخرة كان أولى به أن يثوب إلى رشده ويتوب إلى ربه ويعتذر لشعبه وينزل على إرادته، وهو يعلم  (أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) (الأنعام: من الآية 32) (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93)) (النساء) فما باله بمن يقتل شعبه ويدمر أمته؟ وهل تساوي شهوة الحكم ومتعة المنصب هذا الجزاء وهذا المصير؟

 

ورسالتنا لهذا الطاغية أن يتقي الله فيما بقي من عمره  وأن يعلم أن ابنه لن يغني عنه من الله شيئًا (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ (88) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)) (الشعراء) (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37)) (عبس).

 

ورسالتنا للدول التي تناصره إن الله تعالى يمهل ولا يهمل، وعلى الباغي تدور الدوائر، ومن أعان على قتل امرئ مسلم ولو بكلمة لقي الله وهو عليه غضبان، فاتقوا الله في أنفسكم وفي إخوانكم، وانحازوا للحق والعدل والخير (كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ) (المائدة: من الآية 8).

 

ورسالتنا لشعوب العالم الحرة وحكوماته العادلة: انصروا الشعب اليمني في محنته بكلِّ الوسائل المتاحة، ولا تتركوه وحده فريسة للسلوك الوحشي.

 

ورسالتنا للشعب اليمني الصبور البطل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)) (آل عمران).

 

الإخوان المسلمون

القاهرة في: 23 من شوال 1432هـ الموافق 21 من سبتمبر 2011م


  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 70 مشاهدة
نشرت فى 21 سبتمبر 2011 بواسطة BADRFOUDA

ساحة النقاش

ابو استشهاد

BADRFOUDA
ندعوا الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والى تكوين الفرد المسلم والاسرة المسلمة والمجتمع المسلم والى الحكومة المسلمة والى الدولة المسلمة والخلافة الاسلامية والى استاذية العالم »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

121,193