د. محمد البلتاجي |
أكد د. محمد البلتاجي أمين حزب "الحرية والعدالة" بالقاهرة أن الشعب المصري- والإخوان المسلمون جزءٌ منه- يقدمون أرواحهم شهداء في سبيل ألا تعود المنظومة الأمنية ونظام الدولة البوليسية في عهد المخلوع حسني مبارك، بعد قرار تمديد العمل بقانون الطوارئ.
وقال خلال مداخلة لقناة "الجزيرة مباشر مصر"، عصر اليوم،: "أوجه رسالتي إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة.. انظروا إلى البند الأول من القانون المعدل الذي يعطي الحرية لجهاز الأمن في أن يعتقل ويحبس ويفتش الأفراد أو يمنعهم من الاجتماع والحركة والسفر دون التقيد بالقانون، إنه شريعة الغاب، والبلطجة الأمنية التي كانت قبل 25 يناير، والتي لن نسمح أن تعود مرةً ثانية".
وأضاف أننا أمام مرحلة مفصلية لن يقبل الشعب المصري- الذي قام بثورة كان على رأس مطالبها إلغاء حالة الطوارئ- فيها أن تعود عقارب الساعة إلى الوراء، وأن يعيد الجهاز الأمني فرض سطوته وهيمنته دون سقف من قانون أو قضاء؛ وذلك بالمخالفة للمادة 41 من الإعلان الدستوري.
وحول العلاقة بين الإخوان وحزب "الحرية والعدالة" من جانب والمجلس الأعلى للقوات المسلحة من جانب آخر قال د. البلتاجي: "مَن يتصور أن العلاقة بيننا وبين المجلس العسكري كانت قائمةً على الصفقات أو التوافقات ثم انقلبت إلى أزمات وصدامات فهو خاطئ، فنحن نعتبر أن المجلس العسكري بانحيازه إلى الثورة في 11 فبراير الماضي أصبح شريكًا فيها بموجب عقد الشراكة على شروط الثورة وليس شروط المجلس".
وتابع: "وعندما يسير المجلس قدمًا وفق ذلك العقد سندعمه ونؤيده ونشكره، أما حين نجده يقف دون تنفيذ مطالب الثورة أو يُسوِّف فيها سنرفض ونقف له بكل قوةٍ حتى لو اعتبر البعض ذلك صدامًا أو مواجهةً".
وشدد على أن الإخوان غير ساعين لأي صدامٍ أو أزمة؛ لأنهم يُقدِّرون أهميةً أن يبقى الجيش شريكًا في الثورة، وألا يدخلون في صراعات أو أزمات بين الشعب من جانب والمجلس العسكري من جانب آخر، كما أنهم لن يرضوا بالبقاء في مقاعد المتفرجين".
وفيما يخص غياب الإخوان وحزب "الحرية والعدالة" عن المشاركة في جمعة "لا للطوارئ" أكد د. محمد البلتاجي أن عدم المشاركة يرتبط بغياب التنسيق بين مختلف القوى الوطنية بما يضمن للفعالية الحشد الجماهيري اللازم، ولا يعطي الفرصة لتشويه الثورة أو حدوث وقائع استثنائية مثل الجمعة الماضية.
وقال: "المطالب المرفوعة في جمعة اليوم لا يختلف عليها أحد، ولكننا نريد مليونيةً ناجحةً كما نجحت المليونيات التي حاكمت مبارك وحلَّت أمن الدولة والحزب الوطني، وأسقطت حكومة أحمد شفيق قبل ذلك وغيرها، وأنا أُقدر كل من هم بالميدان الآن وأقدر موقفهم، والأهم أن تخرج مليونية تصل رسالتها إلى المجلس العسكري بأن الشعب كله لن يقبل بتمديد الطوارئ أو تعديلها".
وأوضح د. البلتاجي أن القوى الوطنية متواصلة في التنسيق خلال الثلاثة أيام المقبلة، وتستعد إلى ترجمة هذا التنسيق على أرض الواقع قريبًا، رافعةً 4 مطالب هي وقف حالة الطوارئ ورفض تمديدها أو تعديلها، ووقف إحالة المدنيين للقضاء العسكري أو المحاكم الاستثنائية، ووضع جدول زمني لتسليم البلاد إلى سلطة مدنية منتخبة، كما تعهَّد المجلس العسكري، والاستقلال التام للقضاء والإعلام والجامعات، وعدم السماح بأية وصاية عليها. |
ساحة النقاش