تحدثنا في العدد الماضي عن مهارة التأثير في البشر وبينا أهميتها القصوى في عملية الإدارة والقيادة. وقد ذكرت أن التأثير يتحقق بعوامل أهمها التحريك العاطفي والاهتمام بالإنسان وسحر الألفة والوفاء والإقناع. وسنتحدث اليوم بإذن الله عن المهارة الثالثة وهي مهارة التحفيز التي تتحقق عبر التالي:
بث الطاقة الإيجابية والتفاؤل في لحظات الضعف:
فالقائد مطالب بأن يدفع الناس نحو الأمل والتفاؤل حتى في أشد اللحظات صعوبة، كأوقات الهزيمة والألم وفي المحن والشدائد. ولا يمكن أن يتم ذلك دون وضوح الرؤية لدى القائد والأتباع. فهذا موسى عليه السلام يرى البحر أمامه والعدو خلفه، لكنه انطلاقاً من رؤيته الواضحة بنصرة الله للمؤمنين والرسل بث روح الأمل في قومه بقوله: (كلا إن معي ربي سيهدين)، سورة الشعراء. والنبي عليه الصلاة والسلام في غزوة الخندق يرى المسلمين محاصرين وجائعين وضعفاء واليهود من خلفهم يتآمرون عليهم، لكنه لا ينسى إيقاد روح الأمل والتفاؤل والأمل ورفع المعنويات لدى أصحابه برؤية مستقبلية عن انتصار الإسلام والمسلمين.
إشعار الأتباع بالأمن:
شعور الإنسان بأنه يعمل مع قائد يحبه ويعلمه ويرشده يجعل الأفراد يطمئنون إلى هذا القائد. وهذا رجل يأتي إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ترتعد فرائصه من مهابته عليه الصلاة والسلام، فرد عليه مطمئناً: "هون عليك فإني لست بملك، إنما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد". أخرجه ابن ماجه. مثل هذه الكلمات تشعر الناس بالإنجذاب والاطمئنان. ولقد كان جنود نابليون يثقون بأنه لا يقودهم إلا إلى الانتصارات فيقولون: إن بإمكانه أن يأخذنا معه إلى نهاية العالم.
إعطاء الأتباع الصلاحيات:
يحب الموظفين ويقدرون إعطاءهم حرية أداء أعمالهم بالطريقة التي يرونها مناسبة. فعندما تحدد لموظفيك ما تريد منهم تحقيقه وتوفر لهم التدريب اللازم ثم تمنحهم الحرية والصلاحيات للقيام بهذا العمل فإنك تزيد من قدرتهم على أداء أعمالهم على النحو المطلوب. كما أنهم بهذه الطريقة سيبدعون في أعمالهم وينفذونها بطاقة وحماس وبروح مبادرة عالية. وهذا ما حدث مع معاذ بن جبل عندما أرسله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن.
التشجيع:
تشجيع الموظفين والأتباع على العمل والإنتاج وتحقيق الأهداف يتحقق بطرق عدة، مادية ومعنوية. ومن ذلك المدح والترقية والمكافآت والتكريم وإشهار إنجاز الموظف بين الآخرين، وغير ذلك الكثير مما لا يتسع المجال هنا لذكره.
ساحة النقاش