مازالت الشواهد تؤكد أن ما يتم من نتائج وثمرات لثورة 25 يناير لم يتوقعها أشد المعارضين تفاؤلاً ولا أشد الحكوميين تشاؤماً ، لكنه قدر الله الغالب وقضاؤه الذي لا يرد، مبارك في القفص ليس وحده لكن بصحبته بعض أهله وذويه ورموز حكمه .
مبارك في القفص مذنباً متهماً قاتلاً فاسداً ، مبارك في القفص الذي أوقف فيه على مدار عقود حكمه الثلاثة ما يزيد عن 100 ألف مصري من كافة التيارات السياسية خاصة الإسلامية ، وقفوا في غالب الأمر غير مذنبين أتت بهم أجهزة فاسدة مفسدة أتقنت فبركة وتزوير المحاضر والأوراق والمستندات والاتهامات ، كتبها جهلة غير مؤهلين معظمهم راسب دراسياً مريض نفسياً لكنه تعلم وتدرب على فنون الكذب والافتراء .
مبارك في القفص الذي أوقف فيه وبعمد جزء كبير من رموز مصر ، أساتذة الجامعات وعلماء الدين ونشطاء السياسة وقيادات العمل الوطني ، تارة بالمحاكم المدنية وأخرى بالمحاكم العسكرية وفي جميع الأحوال التهم جاهزة والأحكام منتهية .
مشاهد سجلها التاريخ في وعي الشعب وفي عقول وقلوب من ظلمهم مبارك المخلوع ، حين وقف في القفص شرفاء الوطن وعلى المنصة قضاة مغلبون على أمرهم وبينهم هيئات الدفاع قليلة الحيلة تعلم أن الأحكام سابقة التجهيز صدرت قبل توجيه الاتهام .
مبارك في القفص الذي وقفت فيه أنا مرات عدة بتهم عدة ، تارة الانضمام للمحظورة وأخرى بتكدير السلم الاجتماعي وأخرى بالسعي لقلب نظام الحكم ، وقفت فيه مرات وحولي زوجتي وأولادي وإخواني وهيئة دفاعي تقول : سيادة القاضي إن الماثل أمامكم لم يهدد أمناً ولم يعتدي على حقاً ولم يفرط في مسئولية بل مشكلته إصراره على إصلاح وطنه والنهوض بمجتمعه بالطريق السلمي الذي شرعه الدستور والقانون ، فقال القاضي متحسراً إنها تهمة الشرفاء ومع إيماني ببراءته لكني سأحبسه خوفاً عليه من الاعتقال ! فهتف بعض إخواني : يحيا العدل !!
مبارك في القفص الذي وقف فيه خيرت الشاطر و40 من إخوانه في القضية العسكرية رقم 2 لسنة 2007 م ، و مجدي حسين بتهمة دعم حماس ضد الكيان الصهيوني ، و أسامة سليمان بعد مصادرة أمواله وممتلكاته .
مبارك من القصر إلى القفص!! ..
مبارك في القفص الذي وقف فيه خيرة شباب الوطن بتهم الاعتداء على الكنائس ثم كان ما كان حين كشفت الوثائق أن وزير الداخلية والأمن المجرم - الحبيب العدلي – هو الذي دبر ونفذ هذه الجرائم ، مبارك في القفص الذي وقف فيه عشرات الآلاف من المصريين الشرفاء بتهمة حب مصر .
وقف مبارك بل جاء ممداً على سريره مريضاً أو متمارضاً ، لكنه مثل أمام المحكمة لتشهد الدنيا نجاح الثورة وأمانة المجلس العسكري وجدية من فوضناهم لإدارة هذه المرحلة من عمر مصر.
مبارك في القفص سنة الله في خلقه بعد أن صار الظلم سمتاً وعلماً لنظام حكمه ، فكانت دعوة المظلوم - بل ألآلاف وملايين المظلومين - التي اهتز لها عرش الرحمن فأقسم لها القادر الجبار "وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين " ثم كانت إرادة الله بهذه الثورة الرائدة وهذا الشباب الوطني وهذا الشعب الصابر ثم قدرة الله القوي الغالب ، إنها يد القدرة على الذين ظنوا ألا يقدر عليهم أحد ، ليتحقق قول الحق سبحانه " قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " الآية 26 من سورة آل عمران .. "اللهم لا شماته "
ساحة النقاش