في الفترة الأخيرة عندما يقود أحد الليبراليين والعلمانيين حملةً للدفاع عن شباب الإخوان وحقهم في الحصول على مناصب قيادية في الجماعة وحقهم في تقدم صدارة المشهد في الجماعة من باب تجديد الدماء داخل الجماعة، أجد نفسي في قمة الدهشة والاستغراب لا لشيء إلا لأنني أتذكر بعض المواقف التي كنا فيها في أشد الحاجة إلى تضامن العلمانيين والليبراليين ولم أقل دفاعهم كما يحدث الآن، ولكن للأسف لم نجد هذا التضامن الذي وصل بنا إلى أن نذهب إليهم في مكاتبهم نستجدي عطفهم بأن يكتبوا عنا في شدة أزماتنا، ولكن كنا نجد التملص والوعود الزائفة.
أتذكر ويتذكر معي شباب الإخوان إن لم تخني الذاكرة بعض هذه المواقف؛ حيث ذهبنا إليهم في مكاتبهم ليتضامنوا معنا ولكن لم نجدهم:
- نسيت ونسي غيري أن هؤلاء الليبراليين والعلمانيين هم مَن ساعدوا بصمتهم على فصل شباب الإخوان من المدن الجامعية على مدار 15 سنة متتالية أو أكثر.
- وهم هم مَن خيَّم الصمت عليهم عندما تم فصل شباب الإخوان من الجامعات المصرية بسبب إقامة الاتحاد الحر.
- وهم من كان الصمت هو سيد موقفهم عندما كان يتم شطب شباب الإخوان من الاتحادات الطلابية.
- وهم هم مَن ساعدوا ليس بصمتهم الكئيب وحسب، بل بطريقة عرضهم غير المهنية بل والمغرضة للعرض الرياضي في جامعة الأزهر على أن طلاب العلم هم ميليشيات عسكرية، وأن عرضهم الرياضي هو عرض عسكري تم بسببه اعتقال ما يقرب من 400 شاب من شباب الإخوان وتصويرهم على أنهم مجموعة من الإرهابيين الذين يجب أن يتم جعلهم عبرةً لمن يعتبر, ويتم انتهاك الأمن المركزي لحرم المدينة الجامعية للقبض عليهم، كله يهون في سبيل القضاء على شباب الإخوان.
- وهم هم من قصفت أقلامهم يوم أن تم اعتداء حرس الجامعة على الشابة الإخوانية سمية أشرف.. طالبة مصرية عادية بكلية الدراسات الإسلامية- جامعة الزقازيق.
- وهم هم الذين لم نسمع لهم صوتًا عند دخول الأمن المركزي لسحق شباب الإخوان بجامعة حلوان بسبب إقامتهم ليوم رياضي.
- وهم هم الذين اختفوا من الساحة عند دخول البلطجية لسحق شباب الإخوان في جامعة قناة السويس وكأنَّ الجامعة ليست على أرض مصرية.
- وهم هم الذين لم نجدهم عند اعتداء البلطجية على شباب الإخوان في المجمع النظري بجامعة الإسكندرية، ولم نسمع لهم صوتًا أو نر لهم مقالة واحدة.
- وهم هم من صوروا للناس بطريقة عرضهم أحداث اعتداء البلطجية على شباب الإخوان بجامعة عين شمس على أنها اعتداء من شباب الإخوان على طلاب الاتحاد.
هذه بعض المواقف التي تعتبر قطرةً في سيلٍ من المواقف التي لم نجد حتى التضامن الذين طلبناه واستعطفنا قلب هؤلاء الليبراليين والعلمانيين الذين يدافعون الآن عنا!.
ونسيتُ ونسي بعض شباب الإخوان أن إخواننا الكبار كانوا يخذّلون عنا ما استطاعوا أن يخذّلوا، وكانت تصدر ضدهم أحكام عسكرية نتيجة التصرفات الفردية لبعض شباب الإخوان، وما أدراك ما التصرفات الفردية للشباب، فأنا شاهد عيان على بعض هذه التصرفات، وكان يتم اعتقال أعضاء مجالس الشُّعب والمناطق ومكاتب المحافظات الإدارية بسبب هذه التصرفات الفردية لبعض الشباب.
في الوقت الذي أعلم ويعلم غيري أن شباب الإخوان ممثل في العمود الفقري للجماعة، من مسئول لقسم في شعبة مرورًا بمجلس الشعبة ومسئول الشعبة وصولاً إلى مجلس المنطقة صعودًا إلى القطاع سواء على المستوى الشوري أو التنفيذي وصولاً إلى مكتب المحافظة وغيره من المستويات الإدارية والشورية، بل نجد شبابًا في سن العشرينيات مسئولين لقسم أو لجنة على مستوى المحافظة "سن الشباب يبدأ من 18 سنة إلى 40 سنة".
هذا في الوقت الذي يدافع الآن الليبراليون والعلمانيون عن شباب الإخوان، ليس حبًّا في الشباب ولكن كرهًا في جماعة الإخوان.
وإني أربأ بنفسي وبإخواني من الشباب أن نقع في هذا الفخ، والخطأ كبييييييير عندما نكون أداةً في يد هؤلاء لضرب الجماعة بحجة إعطاء الشباب الفرصة.
وهذا الذي لم ولن يحدث لأني كلي ثقة في وعي وثقافة وإدراك إخواني من شباب الإخوان، وأي فرصة هذه التي يتحدثون عنها وأي مواقع هذه التي يريدون أن نأخذها؟؟!!!.
ساحة النقاش