الإخوان والحزب .. شراكة مشروعة .. محمد السروجي | |
|
|
مناخ من الإرهاب الفكري والابتزاز السياسي يمارس على جماعة الإخوان في طبيعة العلاقة بين الجماعة والحزب ، والجماعة يبدو أنها تأثرت بهذا المناخ فكان التبرير المتتالي والتأكيد الموثق لاستقلال الحزب، الجماعة ليست بحاجة للتبرير لأن الحزب باختصار هو الذراع السياسي للجماعة ولا عيب ولا نقيصة في ذلك ، الحزب هو الابن الشرعي للجماعة وهو بالطبع الابن البار فلما بذل الوقت والجهد في تأكيد الاستقلال أو الفصل ؟ وما هي التهمة في أن يكون الحزب ممثلاً سياسياً عن الجماعة؟ إن كثرة التأكيدات على الاستقلال قد تكون من الشواهد على ضده ، نعم الحزب جزء لا يتجزأ من كيان الجماعة يحمل مشروعها الإصلاحي وبرنامجها الانتخابي ، فلما الفصل أو الاستقلال ؟ الواقع يؤكد حق الجماعة صاحبة الرصيد وحاجة الحزب الوليد لذا كانت جملة الممارسات الداعمة ومنها : ** وضع برنامج الحزب ولائحته الداخلية ** اختيار القيادات العليا للحزب مركزياً وفي المحافظات ** اختيار مجموعة المؤسسين من الجماعة وخارجها ** اتخاذ كافة القرارات والمواقف السياسية الحالية والمستقبلية القريبة للحزب "الموقف من الترشح لمقعد الرئاسة ، نسبة المشاركة في الانتخابات ، نظام القائمة الوطنية للمشاركة في الانتخابات ، ...." ** المشاركة في اختيار أسماء المرشحين للانتخابات القادمة "مجلس الشعب ، مجلس الشورى ، مجالس النقابات ، المحليات ...." شراكة مشروعة الممارسات السابقة تمت لجملة اعتبارات منها: ** مسئولية الجماعة أمام نفسها وأعضائها والرأي العام المحلي والإقليمي والدولي عن الحزب نجاحاته وإخفاقاته ** حاجة الحزب ككيان وليد للدعم البشري والمادي والمعنوي والبرنامجي ، ليمثل قيمة مضافة للمشهد السياسي المصري ** الذين ينتقدون التداخل القائم هم أول المنتقدين لأي تعثر محتمل للحزب ولم ولن يلتمسوا له عذراً ، بل وقتها سيقولون لقد أخفقت الجماعة لا حزب الجماعة ** الحزب يمثل نمط من التنوع الوظيفي في العمل العام ، نمط غير مألوف لذا يقابل بهذا النقد والهجوم غير المبرر خلاصة الطرح الجماعة تمارس حقوقها بموافقة المنتمين إليها والمؤيدين لها والمتعاطفين معها وفقاً لآليات اتخاذ القرار فيها ، وبالتالي عليها ألا تجهد نفسها في تبرير ما تراه صحيحاً ولو اختلف معها من اختلف طالما تقرر لنفسها ولا تفرض على غيرها ، على الجماعة أن تتحرر من الضغوط الواقعة عليها من التيارات السياسية الأخرى حتى لا تقع في فخ التبرير غير المحمود وتتعامل وكأن على رأسها بطحة ، فالآخرون أطلقوا هذه الانتقادات كبالون اختبار لعله يأتي بنتيجة وبعدها يكون التصيد والتربص لكل حركة وسكنه ، كبيرة أو صغيرة وبالتالي تدار الجماعة وفقاً لرأي الآخرين وليس وفقاً لآليات اتخذا القرار فيها ووقتها تعاني الجماعة والحزب عدم الاستقلال!! |
ساحة النقاش