أكد الدكتور أحمد أبو بركة – المستشار القانوني لحزب الحرية والعدالة – أن الحزب يسعى منذ بواكير ثورة 25 يناير إلى قائمة واحدة تضم كل الأحزاب و القوى السياسية لخوض الانتخابات البرلمانية ؛ كما أنه لن يقدم مرشحاً للرئاسة. جاء ذلك خلال المؤتمر الجماهيري الذي أقامه حزب الحرية و العدالة بالإبراهيمية و حضره المهندس عبد اللطيف غلوش – مسئول مكتب الإخوان المسلمين الإداري لشمال الشرقية – و الأستاذ سيد زكي نقيب المحامين بالإبراهيمية و وكيل نقابة المحامين بالشرقية و أحد مؤسسي الحزب. بدأ الدكتور أحمد أبو بركة كلمته بإبداء سعادته لوجوده وسط هذا الحشد الكريم لتقليب صفحات الحاضر – في ضوء تاريخنا – لاستشراف مداخل المستقبل و نحن – كمجتمع و شعب – بصدد صناعة الجديد في تاريخ الإنسانية كما كان شأن الشعب المصري صانع التاريخ و الحضارة و ملهم الشعوب ؛ و الذي يملك من قدراته الذاتية ما يذهل الشعوب. كما وجه أسمى آيات الإجلال و الإكبار إلى الشعب المصري العظيم الذي قدم التضحيات الكبيرة على مدار تاريخه الطويل من أجل قيم الإنسانية و فداءً لقيم السماء بالأساس ، و لأرواح الشهداء العظام الذين لولا دماؤهم ما جلسنا مثل هذا المجلس. ثم أشاد بدور الشباب – الذين هم وقود الثورات – في ثورة 25 يناير و التي أضحت ثورة الشعب المصري كله برجاله و نسائه ؛ شيوخه و أطفاله ؛ مسلميه و مسيحيه ، و هي ثورة كل جائع و مريض و معتقل و معذب و شهيد. و أكد على أن الحرية و العدالة كانتا حلم المصريين في كل جيل و اللتين لم تتحقا أيام الاحتلال الفرنسي و الإنجليزي و حتى بعد قيام ثورة يوليو 1952إلى وقتنا الحاضر رغم أنهما كانتا ضمن أهداف تلك الثورة ، و قد عملت جماعة الإخوان المسلمين على تحقيق هاتين القيمتين العظيمتين منذ نشأتها عام 1928 على يد الإمام حسن البنا فسعت للاستقلال الوطني و ضبط العلاقة بين الحاكم و المحكوم على أساس هاتين القيمتين. و نبه أبو بركة على التأثير الكبير لثورة 25 يناير مشدداً على وجوب الالتفات إلى المرحلة الفارقة في تاريخ مصر التي نحياها الآن و التي تفرض علينا جميعاً أن نكون على قدر المسئولية العظيمة الملقاة على عواتقنا و التي ستؤثر– من حيث النظام السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي المزمع إنشاؤه – في المنطقة بأسرها بل العالم كله. و أكد أن الإخوان المسلمين – من خلال حزب الحرية و العدالة – ارتأوا من خلال قراءتهم للتاريخ السياسي للدول و نهضتها أنه لابد من الإجماع الوطني بين كل القوى و الأحزاب الوطنية ؛ ومن هنا كان و لا يزال الإصرار على عدم تقديم مرشح للرئاسة في الفترة القامة و كذلك عدم المنافسة على الأغلبية البرلمانية لإفساح الطريق أمام الإجماع الوطني المنشود لصالح وطننا الحبيب ؛ كما حدث في ثورة 25 يناير من عدم تصدر المشهد و عدم رفع الرايات و الشعارات الخاصة بالجماعة. قيمة الدين في حياة الشعب المصري: و أكد د. أبو بركة أن الشعب المصري من أكثر شعوب الأرض تديناً و أن الدين هو المقوم الرئيسي له و المفجر لطاقاته و إبداعاته وهو الدافع له للعمل و الإحسان و التجويد و هو القادر وحده على توليد مكنونات ضبط السلوك التزاماً بالشرع و حماية للمجتمع؛ كما أن كل القيم الإنسانية – المساواة و الحرية و العدالة ... – هي من هدي السماء و ليست نتاج عقل بشري و ما انتكست البشرية إلا عندما انحرفت عن الأديان السماوية ، و لن نجد من بين هذه الشرائع ما يضبط العلاقة بين الحرية و القوة أفضل و أنجح و أقدر من الشريعة الإسلامية و ذلك من خلال استعراضه لبعض النماذج من التاريخ القديم و الحديث ، كما أوضح أن دعاة الماركسية و الليبرالية الذين يدعون استنادهم على مرجعية العدالة و القانون الطبيعي و اللتين لم يتفق الباحثون و العلماء و المفكرون على مدلول دقيق لهما مما دفع و يدفع تلك المجتمعات التي تتبنى هذه المناهج إلى خرق قواعد الحرية و العدالة واحتلال الأوطان و نهب الثروات و انتهاك الحرمات مثلما حدث و يحدث في العراق و أفغانستان و غيرها. شهادة أبو بركة عن دور الإخوان في الثورة: و فيما يتعلق بدور الإخوان المسلمين في الثورة أفاد الدكتور أبو بركة أن الإخوان المسلمين قاموا مع غيرهم من القوى الوطنية بتأسيس العديد من اللجان الشعبية لمقاومة النظام البائد و التي جاءت من منطلق أن مقاومة ذلك النظام لن تنجح دون مشاركة كافة القوى الوطنية المخلصة بل الشعب كله و ذلك بعد المظاهرات الكبيرة التي نظمتها الجماعة و منها تعديل المادة 76 في مايو 2005 ، و القضاة 2006 ، والتعديلات الدستورية 2007 و التي اعتقل على أثرها الآلاف من الإخوان دون مشاركة من الفصائل السياسية و أفراد الشعب ، و كان من أهداف الإخوان دفع الشعب كله للمشاركة و التضحية لاستحالة نجاح الإخوان وحدهم في إزاحة النظام البائد ، و من هنا كان قرار الإخوان بالمشاركة في كافة الفعاليات بحجم مماثل لمجموع القوى الوطنية المشاركة ، و قد اشترك أبو بركة – ممثلاً عن الإخوان المسلمين – في عدة لجان و منها لجنة "مصر بلا طواريء ولا تعذيب" – و التي ضمت أطيافاً كثيرة منها كفاية و 6أبريل و الجمعية الوطنية – و التي تأسست منذ 3 سنوات لمقاومة التعذيب بكافة أشكاله و صوره و العمل على إنهاء الطواريء، و كان قرار اللجنة في شهر ديسمبر 2010– بعد تزوير انتخابات مجلس الشعب 2010 – تنظيم مظاهرات قوية في عيد الشرطة للمطالبة بإنهاء حالة الطواريء و إقالة حبيب العادلي و ذلك أمام أقسام الشرطة التي شهدت انتهاكات لحقوق المواطنين ؛ و تعليق بوسترات منددة ؛ و تنظيم حملة للدعوة على موقع (الفيس بوك). و قد أصدرت جماعة الإخوان المسلمين ثلاثة بيانات متتالية أيام 16، 19 ، 21 يناير 2011 تدعو الشعب المصري كله إلى التضامن مع تلك المطالب و تحذر النظام من العواقب الوخيمة في حالة عدم الاستجابة إليها. و كان الاتفاق على تنظيم عدة مظاهرات يوم 25 يناير في كلٍ من: دار القضاء العالي ( شارك فيها من الإخوان المسلمين 88 نائباً في مجلس 2005 و 11 نائباً من المجالس السابقة و 450 من أعضاء النقابات المهنية ؛ و ذلك بعدد مكافيء للقوى الوطنية الأخرى) ، ميدان رمسيس (العمال من الإخوان و غيرهم) ، دوران شبرا و أقسام شرطة المرج و عين شمس و العمرانية و بولاق الدكرور و ميدان مصطفى محمود ( الشباب من الإخوان و غيرهم) و كذلك في ميادين بعض المحافظات مثل الإسكندرية و الغربية و غيرها ، و ذلك في الساعة الثانية عشرة ظهراً ؛ ثم حدث ما حدث من ضرب قوات الشرطة للمتظاهرين و سحلهم و إطلاق قنابل الغاز مما دفع المتظاهرين إلى كسر الأطواق الأمنية و الوصول إلى ميدان التحرير و تجميع كافة المظاهرات هناك ليبيتوا ليلتهم الأولى في الميدان ؛ إلى أن هجمت قوات الأمن بشراسة - حوالي الساعة 12:30 من صباح الأربعاء 26 يناير – مطلقة قنابل الغاز و الرصاص المطاطي بغزارة شديدة ؛ و تفرق المتظاهرون في الشوراع الجانبية لميدان التحرير و قد عقد الإخوان مع غيرهم النية على الاعتصام حتى تحقيق المطالب ؛ ثم تجمع المتظاهرون في ميدان رمسيس لتأتي قوات الأمن خلفهم و تواصل الضرب ليسقط أول شهيد حوالي الساعة 2:20 قبل الفجر و ليرتفع معه سقف المطالب إلى ضرورة إزالة النظام. و أكمل أبو بركة شهادته قائلاً: استمرت المظاهرات يوم الأربعاء 26 يناير في القاهرة و السويس و لاحظت قلة العدد فذهبت إلى مكتب الإرشاد عصراً و قابلت أ.د. محمود عزت – نائب المرشد العام – و احتددت عنده مطالباً بنزول الجماعة بكل قواها و لكن د. محمود أفهمني طبيعة الصراع مع ذلك النظام و التي يجب أن ترتكن على قاعدة الموجات لأننا في حالة نزول الجماعة بكل قوتها من أول يوم سيقوم النظام بسحقها و القضاء على أية قوة منظمة تواجهه ، و من ثم علينا توزيع قوتنا ما بين نزول كل الجماعة و نزول الأعداد الرمزية على مدار الأيام و لن تستطيع قوات الأمن التخفيف من أعدادها و لا استعدادها ثم الانتظار حتى يحل التعب و الإنهاك على قوات الأمن ثم نفاجئهم بجموع الإخوان مع الشعب كله و هذا ما حدث – يوم جمعة الغضب – حين فوجئت قوات الأمن بالأعداد الغفيرة من الشعب المصري و إصرارها على البقاء في شوارع مصر حتى رحيل النظام و عدم الانسحاب رغم ضراوة و إجرام قوات الأمن و استخدام الرصاص الحي مما أدى إلى استشهاد العشرات ثم انكسار قوات الأمن و انسحابها لما لحق بها من هزيمة نفسية و تعب بدني جراء الإجهاد الذي تعرضت له على مدار 4 أيام متوالية. واختتم أبو بركة كلمته بترك عنوان صفحته على موقع (الفيس بوك) للإجابة على أية تساؤلات حول الحزب. dr_a_aboubaraka
، وقد أدى نجاح ثورة الياسمين في تونس إلى انتعاش آمال المنظمين في نجاح المظاهرات و لما لمسوه من اتساع أعداد الراغبين في المشاركة ؛ مما حدا بهم إلى توسيع قاعدة المطالب بإضافة مطالب الإصلاح السبعة و كذلك حل مجلسي الشعب والشورى المزورين.
نشرت فى 18 يونيو 2011
بواسطة BADRFOUDA
ابو استشهاد
ندعوا الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والى تكوين الفرد المسلم والاسرة المسلمة والمجتمع المسلم والى الحكومة المسلمة والى الدولة المسلمة والخلافة الاسلامية والى استاذية العالم »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
121,438
ساحة النقاش