مثلاً عندما تم القبض على الشيخ الكُبَّارة عبد الحي الفرماوي، وهو أستاذ في التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر الشريف وجهت له مباحث أمن الدولة تهمة أنه يشارك في مؤامرة كبيرة مع عناصر من حماس لتصنيع طائرة دون طيار وتوجيهها لضرب العمق الصهيوني وقد ذكرت مذكرة التحريات، والتي أعدها مخبر جهبذ من أمن الدولة البائد أنه رصد الشيخ الجليل وهو يشتري بعض الأغراض من محل حدايد وبويات؛ ما يؤكد صحة الاتهام الموجه للشيخ.
ويبدو أن القاضي قد تبيَّن له أن الرجل كان يشتري بعض البويات لتجديد دهان الشقة المتهالك فأفرج عنه بعد شهادة النقاش بصحة أقوال الزبون.. وقد كتبت أيامها مقالة عن طائرة الإخوان المسلمين (على موقع الإخوان).. وقد ذكرت في المقالة كيف كان الصول الدموي صفوت الروبي يتعنت في تفتيش أغراض الإخوان وزنازينهم في السجن الحربي، ويطلب من العساكر عدم التهاون معهم.. وكان يجمع هؤلاء السذج البسطاء ويقول لهم لو غفلتم عن الإخوان لحظة فيمكنهم أن يجمعوا قطع من الحديد والخشب المتناثر في فناء السجن ثم يصنعوا طائرةً يهربون بها من فوق الأسوار.. دول ولاد جنية.. والجنود البلهاء يصدقون هذه الخزعبلات، ويشددوا في تفتيش الإخوان والعنت معهم.
وكنت أستمع لشخصية قميئة تتسم بالرزالة والسماجة وإن كانت لا تخلو من الفكاهة أيضًا.. كان ضابطًا من ملوك التعذيب اسمه عبد الفتاح عمر لا يكره شيئًا في الدنيا مثل الإخوان وبعد خروجه للمعاش التقطه الحزب الوطني، والذي برع في جمع الموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع ووظَّفهم في جهاز شتامة الإخوان الوطني فكان عضوًا بالمجلس تزويرًا ووكيلاً للجنة الأمن القومي بالمجلس فأصبح يطلق التصريحات الطريفة والعجيبة.
مثلاً يستضيفه سيد علي في قناة (المحور) ويسأله عن إمكانية فتح حوار ديمقراطي مع فصيل سياسي مثل الإخوان المسلمين فيقول السياسي المحنك.. لا هؤلاء المعارضون لا بد من سحلهم في الشوارع فيفغر المذيع فاه قائلاً: يا سيادة النائب هؤلاء مصريون وزملاء في البرلمان فيصر قائلاً: السحل هو الحل.. ومن تصريحاته العجيبة والتي لم يستنكف الإعلام نشرها آنذاك رغم أنها تتسم بالعبط الشديد والهبل المفرط قوله فض فوه.. الإخوان هم السبب في معاناة الاقتصاد المصري؛ حيث إنهم سبب تخريب العلاقات المصرية اليابانية..!!!! (شيء كده مثل السمك اللبن التمر هندي).. الحقيقة ليس العيب فيمن صرَّح ولكن فيمن نشر هذا الهُراء والإفك.
ويقول سيادته مؤكدًا ومقسمًا بأغلظ الأيمان ومن واقع خبرته الأمنية العتيدة أن سفاح المعادي: "وهو شاب كان يتهجم على الفتيات المتبرجات ويطعنهن في أماكن حساسة" فكان يزعم أن الإخوان المسلمين هم مَن وراء هذا السفاح.. ليه يا عم المباحث..؟؟ لكي يشغلوا الأمن بمثل هذه القضايا عن مؤامراتهم ومخططاتهم.. المهم تم القبض بعد فترة على شاب مريض نفسيًّا وقالوا هو السفاح ولم نسمع تعليقًا أو تبريرًا من الضابط الهمام.. والحقيقة لقد أثلج صدري كثيرًا عندما دخلت على (اليوتيوب) وكتبت اسم الضابط السمج فوجدت موقعًا يُسجل له سبابه للإخوان المسلمين، مؤكدًا أنهم هم مشعلو ثورة 25 يناير، وأنه سيتم القضاء عليهم (شكرًا يا عم للشهادة) ثم موقع يرصده خارجًا من مقرِّ الحزب الوطني بقنا وقد تجمهر الناس حوله وهم يزفوه زفة (المطاهر) على رأي عم محمود السعدني رحمه الله ويقذفوه بالأحذية قائلين.. السفاح أهو.. أهو.
وهاهو الصحفي نبيل شرف يأبى الله إلا أن يخزيه ويسلخ وجهه.. في لقاءٍ يُشبه المناظرة على قناة (المحور) مع الدكتور محمد مرسي حول مستقبل الإخوان المسلمين بعد سقوطهم المدوي تزويرًا في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة (كان اللقاء قبل الثورة بأيام والحزب الوطني في عزه) فقال بكل تأكيد وبخبرة العليم ببواطن الأمور لقد انتهت تمامًا جماعة الإخوان المسلمين وأصبح مصيرها إلى زوال (شكرًا يا عم المحلل)، وما هي إلا أيام قليلة وينحل الحزب الوطني ويتفكك وتعود الإخوان بقوة للمشهد السياسي والرجل يتلمظ غيظًا وحنقًا وبغضًا وحسدًا فيدلي بتصريح أرعن بالتلفزيون قائلاً: هناك صفقة بين الإخوان المسلمين والمجلس العسكري، ويتدخل صقر المجلس العسكري اللواء ممدوح شاهين (والشاهين نوع من الصقور فعلاً) ويوبخه قائلاً: ليس لديك دليل على هذا الكذب ويمكن محاسبتك قانونًا فيخر الأسد الورقي بمواء هر كسير ويقول أنا أقول فيه شواهد.. رجاء أن يتسع صدرك يا فندم.. أنا أخي ضابط بالجيش يا فندم.. عبارات استخزاء وصغار بعد عنجهية واستكبار.
ومن آخر مؤامرات الإخوان المسلمين، والتي لا تنتهي ما ذكره صحفي مغمور بجريدة (اليوم السابع)؛ حيث يقول: لقد ترك الإخوان الفصائل السياسية تتناحر في ميدان التحرير ورفضوا المشاركة في جمعة الغضب الثانية؛ حيث ذهبوا بقوتهم للقرى والنجوع في صعيد مصر وشمالها بحيث لا تجد قرية ولا مدينة إلا ولهم فيها مقر، وفي الوقت الذي كنا نناقش فيه الدستور أولاً أم الانتخابات البرلمانية..؟ كانوا هم يجوبون القرى الفقيرة بسيارات تحمل أسطوانات الغاز وقد كتبوا على سياراتهم (الإخوان.. نحمل الخير لكل مصر)، ويبيعون الأسطوانة بالسعر المخفض ثم يستطرد قائلاً: لا شك أن النشاط الاجتماعي للإخوان ورفع المعاناة عن الموطنين الكادحين لون من الذكاء السياسي، ولكن تبقى المؤامرة الكبرى وهي.. كيف تسنى للإخوان المسلمين جمع كل هذه الأنابيب المدعمة ورخيصة الثمن في وقتٍ يتطاحن فيه الناس ويتقاتلون على أنوبة واحدة..؟؟ وبعد تفكير عميق يصل للحل وهو أحد أمرين:
إما أن الإخوان يتلقون دعمًا ماليًّا من إيران يمكنهم من شراء هذه الأنابيب بسعر مرتفع ثم يبيعونها للفقراء بثمنٍ رمزي.
وإما أن هناك صفقةً بين الإخوان المسلمين والمجلس العسكري تتضمن فتح مخازن الأنابيب للإخوان ليقوموا بتوزيعها على المواطنين مقابل عدم مشاركتهم في مظاهرات التحرير ودعم جمعة الغضب أو الثورة الثانية!!.وهكذا اكتشف الصحفي الهمام آخر مؤامرات الإخوان والتي لا تنتهي حلقاتها.. وقديمًا قالوا (الغرض مرض).
ساحة النقاش