القاهرة - 'القدس العربي': أهم وأبرز أخبار الصحف المصرية امس كان نشر 'الأهرام' الرد الذي ارسله عدد من ضباط القوات الجوية الذين شاركوا في الاعداد للضربة الجوية وتنفيذها في حرب أكتوبر على محمد حسنين هيكل، واستمرار المخاوف على الثورة مما يحدث الآن لدرجة أن زميلتنا بـ'الأخبار' آمال عبد السلام قالت في الصفحة الثانية - حديث الناس - 'لو قارنت بين ما حدث في مصر بعد نكسة 67 وثورة 25 يناير لوجدت ان الفرق كبير وكبير جدا، فبعد النكسة وبالرغم من حالات الاحباط والاكتئاب التي عمت جميع المصريين، نجحوا أن يتخطوها من أجل بلادهم فاحتموا وجدوا في أعمالهم وسعوا لزيادة الانتاج ليخففوا من كاهل الدولة لتتفرغ ماديا وفكريا للهدف الأسمى وهو النصر وتحرير بلدنا وعودة كرامتنا. أما ثورة يناير فبالرغم مما حققته من نجاح وصل لتغيير الحكومة والنظام بالكامل في البلد إلا أن ما حدث ويحدث حتى الآن لا يساعد على رفع شأن بلدنا، وبعد أن كنا جميعا أسرة واحدة أصبحنا أسراً متفرقة، تبحث كل منها عن مصلحتها وتناسى الجميع مصلحة مصر'. أما زميلنا رضا محمود فقد تذكر في نفس العدد الرئيس الراحل السادات فقال عنه: 'رغم فداحة الهزيمة الكارثة إلا أن الله سبحانه وتعالى قد مَن على مصر برجل محترم اسمه محمد أنور السادات حمل روحه على كفه وأبى الا أن يسترد للجيش المصري كرامته ويجهزه لحرب تاريخية كانت درسا، تعلم وما زال يتعلم منه القادة والجيوش على مستوى العالم، وينبغي أن نقف احتراماً لأنور السادات، البطل الذي أعاد لمصر كرامتها وللجندي والجيش المصري هيبته واحترامه، ثمانون مليون تعظيم سلام لك يا سادات'. كما أشارت الصحف الى تصاعد الأزمة بين القضاة ووزير العدل بسبب إحالته ثلاثة منهم الى التفتيش القضائي لإدلائهم بتصريحات طالبوا فيها بعدم محاكمة المدنيين أمام محاكمة عسكرية، وطالبوه بأن يعتذر وباعتذار آخر من المجلس العسكري وإلا فسيقومون بتصعيد الموقف ونفى وزير الداخلية انه يعوق نقل مبارك من شرم الشيخ وأن القرار في يد النائب العام لأن حالته الصحية تمنع نقله، والقبض على مفتاح محمد فاضل الشهير بأبو يحيى، وهو السلفي المحرض الرئيسي لمهاجمة كنيسة امبابة، وأدار الأقباط صلاة الأحد فيها بمشاركة مسلمين، واستمرار جهاز الكسب غير المشروع في التحقيق مع زوجة عز الثانية والثالثة وزوجة أحمد نظيف لتضخم ثرواتهن ومحكمة جنايات الجيزة تواصل محاكمة ثلاثة عشر ضابطا وأمين شرطة بتهمة قتل ستة متظاهرين. وإلى شيء من أشياء كثيرة لدينا: الذين شاركوا في الضربة الجوية يشرحون حيثياتها ونبدأ بما أجبرتنا ليلى وزميلها رضا محمود لضرورة استكمال قضية الضربة الجوية بالتوجه الى الصفحة الرابعة من 'الأهرام' التي نشرت رسالة من قادة وضباط وصف الضباط بالقوات الجوية الذين شاركوا في الضربة الجوية يوم السادس من أكتوبر عام 1973، ردا على ما ذكره استاذنا الكبير محمد حسنين هيكل عنها في حديثه على ثلاث حلقات مع رئيس مجلس إدارة 'الأهرام' زميلنا لبيب السباعي، وجاء في الرد: 'الضربة الجوية الأولى ليست ملكاً لأحد، ولا تنسب لفرد انما هي ملك لكل شعب مصر، وكل قواته المسلحة، وهي نتاج عمل وجهد ودماء شارك فيها القادة والطيارون والمهندسون والفنيون بالآلاف. نشر الكاتب في كتابه - أكتوبر 73، السلاح والسياسة - الذي صدر في عام 1993 في صفحة 321 عن أعمال العدو الإسرائيلي، ما يلي، تم تدعيم مطار المليز بسيناء، تم اختيار مطار تمادا بسيناء، ثم دعم مواقع صواريخ الهوك في سيناء بعدد 2 موقع، الاجمالي الآن خمسة عشر موقعا، وهذا ما يؤكد قصده في تضليل العامة والتشويش على تاريخ ناصع لأبناء مصر من القوات الجوية والاستهانة بدماء أعظم رجال مصر، عشرة طيارين شهداء في الضربة الأولى. وفي صفحة 343 من نفس الكتاب قال بنفسه عن الضربة الجوية الأولى ما يلي: وفي الساعة الثانية بعد الظهر كانت الأنظار في القاعة كلها متجهة الى الجزء الخاص بالقوات الجوية، وكانت الإشارات قد وصلت بأن قوات الضربة الجوية الأولى وقوامها مائتا طائرة قد عبرت على ارتفاع منخفض فوق قناة السويس قاصدة تنفيذ المهمة الأولى في العملية، ثم بدأت الإشارات تترى بأن طائرات هذه القوة بلغت أهدافها وبدأت تنفيذ مهامها بنجاح فاق ما كان منتظرا فقد تم ضرب مراكز قيادة ومواقع رادار ومناطق حشد وعقد مواصلات وقواعد جوية، ونقول لشعبنا العظيم أي من كلمات الاستاذ نصدق، انه يتكلم عن نفس الواقعة بقصتين ومعلومتين متناقضتين تماماً. وفي الحقيقة فقد تابعت ما كتبه هيكل في كتابه وكل ما ذكره بعد ذلك، ولم أجد فيه أي محاولة لانكار دور القوات الجوية، أو غيرها، وهو ذكر واقعة كان شهودها أربعة فقط، توفي اثنان منهما، هما الرئيس السادات، والمشير أحمد اسماعيل الذي كان يعارض إشراك هذا العدد من الطائرات في الضربة الأولى، والسادات هو الذي أصر لأسباب نفسية، والشاهد الرابع الذي طلب هيكل شهادته هو السيدة جيهان السادات، أي أن المشكلة هنا لا تتعلق بهيكل لأنه لم يكن له رأي إنما كان مستمعا فقط، بالإضافة الى ان الرد أغفل حقيقة مشاركة سربين من الطائرات العراقية من نوع هوكر هنتر البريطانية في الضربة الأولى، واستشهاد عدد من الطيارين العراقيين، وكان مبارك هو الذي طلب من السادات ان يطلب هذه الطائرات بطياريها من صدام حسين. صفوت الشريف ينفي مشاركته في معركة الجمل ويتهم رجل الأعمال إبراهيم كامل ونبدأ بشيء من التسالي والمتعة الناجمة عن الوقائع التي تكشفها تحقيقات النيابة مع عدد من المسؤولين في النظام السابق، واعترافات بعض من كانوا بجوارهم، أو يعملون معهم، فيوم الأحد أعادت صحيفة 'اليوم السابع' اليومية المستقلة نشر جزء من التحقيقات التي أجرتها النيابة مع صديقنا صفوت الشريف، ومع خفيف الظل رئيس مجلس الشعب السابق الدكتور أحمد فتحي سرور بخصوص اتهامهما بالمشاركة في الإعداد والتحضير والتحريض على هجمات البلطجية ضد المتظاهرين في ميدان التحرير يوم الثاني من شهر فبراير - شباط - الماضي والمعروفة بقضية الجمل، وأعد التحقيق زميلانا محمود مملوك وإبراهيم قاسم، وأبرز الأسئلة والأجوبة في التحقيق مع صفوت كانت: 'س: ما قولك فيما هو منسوب إليك من أنك متهم بالاشتراك بطريق التحريض والاتفاق والمساعدة مع بعض قيادات الحزب الوطني وأمناء الحزب والخارجين على القانون والبلطجية في قتل عدد من المتظاهرين المثبتة أسماؤهم بالتحقيقات بميدان التحرير يومي 2 و3 فبراير 2011 مع سبق الإصرار على ذلك والمقترن بارتكاب جنايات أخرى هي القتل والشروع في قتل عدد آخر؟ ج: أنفي ذلك تماماً، ولم أقم بأي اتصال أو معرفة بأي واقعة من الوقائع المنوه عنها ولدي الاستعداد لمواجهة أي شخص يقول ذلك. س: ما قولك فيما قرره ماجد الشربيني بالتحقيقات من أنك طلبت الاتصال لتنظيم مظاهرات لإظهار التأييد للرئيس يوم الثلاثاء 11 فبراير 2011 ؟ ج: ماجد الشربيني قال لي: إن هناك على الإنترنت دعوة للتظاهر في ميدان مصطفى محمود، وسأل عمن يجب أن يتصل به من أمناء الحزب بشأن هذه الدعوة، وأخبرته بأن الدعوة موجهة من السيد إبراهيم كامل رجل الأعمال، عضو الأمانة العامة للحزب، ولم يجر معي أو مع أي من أعضاء هيئة المكتب أي إخطار بها الموضوع ولم يأخذ رأينا، وفوجئت به على شاشة التليفزيون يدعو للتأييد للسيد الرئيس، وأخطرت ماجد أن الحزب لا يشارك في تنظيم هذه المظاهرة أو غيرها، ومن يريد أن يتوجه، يتوجه بصفته الشخصية وليس بصفته الحزبية. س: ما تعليلك لما قرره من أنك طلبت تنظيم هذه المظاهرات لاظهار التأييد للرئيس؟ ج: لم يحدث إلا ما ذكرته من قبل. س: ما قولك فيما قرره محمد السيد عويس الصحافي الحر، من أنه كان من المشاركين في المظاهرات بميدان التحرير، وأثناء تعرضهم للهجوم من البلطجية وراكبي الجمال والخيول بما معهم من أسلحة بيضاء، وعصي وكرابيج، ومن كانوا يقذفونهم بالأحجار تمكنوا من ضبط تسعة وثلاثين من هؤلاء البلطجية وقاموا بتسليمهم لقوات الجيش وبسؤالهم قرروا لهم قبل تسليمهم للجيش، أن أعضاء مجلسي الشعب والشورى وقيادات الحزب الوطني، أعطوا لكل واحد منهم ثلاثمائة جنيه للاعتداء على المتظاهرين وإخلاء الميدان منهم، وأن من بين من حرضهم على ذلك هو صفوت الشريف؟ ج: لم يحدث هذا، والصحافة مليئة بالأكاذيب. س: ما سبب قيام د. إبراهيم كامل بالدعوة، وتنظيم هذه المظاهرة دون أخذ رأيك؟ ج: هو خروج عن الالتزام الحزبي، وهو المسؤول عنه بصفته الشخصية ولم يحدث أي اتصال بيني وبينه. س: ما قولك فيما قرره عادل فتحي هزاع بالتحقيقات من أنك المحرض والمنظم لما حدث من الاعتداء على المتظاهرين بميدان التحرير؟ ج: كلام غير صحيح وإن كانت لديه وثائق أو شهود فليتقدم بها'. أي أن صفوت يضع المسؤولية على كاهل رجل الأعمال إبراهيم كامل والمتهم في هذه القضية - أيضاً - هذا ومن المعروف أن رجل الأعمال أشرف وهو ابن صفوت مساهم رئيسي في ملكية الجريدة. جمال مبارك دعا هشام طلعت لمشاهدة راقصة روسية ونتحول إلى 'صوت الأمة' الأسبوعية المستقلة الصادرة في نفس اليوم - الأحد - والتي نشرت حديثا مع الحارس الشخصي السابق لرجل الأعمال وعضو مجلس الشورى وعضو أمانة السياسات هشام طلعت مصطفى والمسجون في قضية مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم، وأجراه معه زميلنا شلبي عبد الله شلبي، ومما قاله فيه عن علاقة هشام مع جمال مبارك وصفوت وغيرهما: 'جمال مبارك كان قريباً جداً من هشام وبحكم دوري حضرت عشرات اللقاءات والسهرات وخاصة في شقة التجمع فكان جمال يحب الرقص البلدي وحراسته تحضر لهم كل أسبوعين راقصة مختلفة في سيارة سوداء متفيمة وتقضي سهرتها غناء ورقصا، وجمال كان بيشرب بيرة فقط. ومرة سمعت مكالمة تليفونية يطلب من هشام الحضور الى التجمع علشان في نوع جديد روسي وكان يقصد راقصة من روسيا وساعتها قال هشام فعلا اللي خلف ما متش ديب زي أبوك، وكانت مقابلاتهما في مكتب مصر الجديدة لتخليص المصالح وكان يتقاضى عمولات من هشام عن كل صفقة وفي حالة مقابلة الرئيس مبارك كان يتركني في الشركة ويقول يا مصطفى أوعى حد يعرف أنا فين علشان الصحافة أنت عارف، وآخر لقاء بمبارك وصل الشركة وكان وجهه أسود، وقال هو فاكرني الشاذلي ولا إيه، دا أنا عظمي مر، ربنا ياخده كل ده ولم يشبع يعتبر مشروع مدينتي الحجر الذي تعسر فيه هشام وفتح عليه نيران أحمد عز وصفوت الشريف وبدأت حرب التكسير ورغم الضغوط التي تعرض لها إلا أنه رفض البيع واتصل بعلاء مبارك وطلب منه التدخل لأن جمال سلبي في هذا الموضوع وقال ياعلاء عايزك تبعد عز عني كل جلسة يتقدم بطلب إحاطة ضد شركات الاستثمار وتسقيع الأراضي أنا عارف انه قاصدني، ما هو كمان شغال في الحديد وخارب بيت الناس فبلاش شغل العربجية وخليه يلم نفسه عني، وأنت الكل في الكل ياعلاء بيه، وحياة أبوك حاول تطمني ضروري، وفي رمضان اتصل صفوت الشريف بهشام وقال له إيه موضوع الشيخ محمد بن عيسى الجابر وإيه موضوع الخمسين سهم، أنت الأضواء مسلطة عليك حاول تختفي حبتين القانون هو القانون، ومفيش رحمة ياهتش، فحاول هشام ترضيته وأرسلني له بحقيـــبة صغيـــرة لا أعرف ماذا بها ربما مجوهرات فهو كان يهادي برفانات غالية وساعات ذهب وأحجار كريمة وأحياناً دفتر شيكات مغلق وعلى الفور كلم جمال مبارك وحاول شرح ما حدث وأكد له أن لديه سيديهات فيها فضائح لصفوت الشريف وتاريخه محفوظ لكل الناس. فقال له جمال أنت لازم تأمن نفسك فاتفقا سوياً على ترشيح شقيقته سحر للانتخابات البرلمانية وعرض هشام تبرعاً للحزب بأي مبلغ ولكن جمال اشترط موافقة أحمد عز أولاً وفي هذه الحالة فهذا وعد صريح بنجاحها في الدائرة التي تختارها وقال له هشام: ابعدني عن أحمد عز، هشام رفض المقايضة على بيع الفورسيزونز وهددهم جميعاً بمجموعة التسجيلات الفاضحة التي لا يعرف مكانها أي شخص مهما كانت علاقته به'. الإخوان والسلفيون وتكفير المجتمع والثورة ولا تزال المعارك متواصلة ضد الإخوان والسلفيين واتهامهم بالعمل على الاستيلاء على الحكم بتمسكهم بإجراء انتخابات مجلس الشعب في الموعد الذي تم تحديده وهو شهر سبتمبر القادم، وهو نفس موقف المجلس العسكري، ومن كانوا من رجال النظام السابق، واتهامهم المطالبين بالتأجيل باتهامات شتى ومتنوعة، فيها شيء من العلمانية والكفر وعدم الالتزام بنتائج الاستفتاء الشعبي في التاسع من شهر مارس الماضي، واتضح ان كل معركة تلد أخرى، وتزيد من الشكوك في نوايا الإخوان - المحظورة سابقا - والسلفيين، بسبب تورط بعضهم في تصريحات غير موفقة، كما ان موقفهم الرافض لجمعة الغضب، رغم نجاحها، كان أحد الروافد التي تمد المعركة بالمزيد من البنزين، وهناك إحساس طاغ لدى كل القوى السياسية الرافضة للإخوان والسلفيين ورجال نظام مبارك، بضرورة عدم التهاون في شن الهجمات ضدهم والتحذير منهم، ولذلك وجدنا زميلنا في 'المساء' سامي حامد يقول عنهم يوم الخميس: 'السؤال الذي يفرض نفسه وبإلحاح هو ما سر رفض الإخوان صياغة دستور جديد للبلاد قبل الانتخابات طالما أن هذا الأمر في مصلحة مصر وحماية لمكتسبات الثورة التي أتت بهم إلى صدارة المشهد السياسي؟! والجواب الذي لا أجد له بديلا هو أن جماعة الإخوان المسلمين أو حزبهم على الأحرى يفضلون الدستور الجديد بعد الانتخابات وعبر اللجنة التأسيسية التي سيكون لهم فيها الغلبة على اعتبار أنهم سيشكلون أغلبية في البرلمان، وبالتالي يمكنون من تمرير دستور يتماشى مع مبادئهم وأفكارهم وهو ما يعني انهم يمارسون نفس سياسة النظام السابق صاحب الرأي الأوحد والواحد والوحيد في إدارة شؤون البلاد. للأسف الشديد لقد أظهـــــرت جمعـــــة الغضــــب الثانية أن الذين يتزعمون المشهد الثوري يتنازعون ويتصارعون فيما بينهم لتحقيق أكبر قدر من المكاسب والطموحات الشخصية، لا يهمهم في ذلك لا مصلحة الثورة ولا مصلحة مصر!'. ليست معركة بين الاسلاميين والعلمانيين وفي نفس اليوم كذلك - الخميس - جدد زميلنا وصديقنا بـ'الأخبار' جلال عارف هجومه قائلا عنهم: 'لا أظن أنه مما يقربنا من الحل المطلوب أن يتم تصوير الخلاف على انه 'معركة' بين الإسلاميين والعلمانيين ولا أن تلقى الاتهامات جزافا بأن كل من يتحدث عن أولوية وضع الدستور هو عدو الله! هذا كلام لا يليق مثله مثل تلك الاتهامات التي تقول ان الحديث عن أولوية الدستور هو احتكار للإرادة الشعبية التي قالت رأيها في استفتاء مارس! ولست أعرف من الذي يحتقر الإرادة الشعبية حقا، الفريق الذي تقبل النتيجة رغم أنها لم تكن في صالحه أم الفريق الذي خالف الدستور والقانون واحتال على الإرادة الشعبية وصور الاستفتاء زورا بأنه معركة بين الإسلام وخصومه؟ من الذي يحتقر الإرادة الشعبية حقا؟ الذين احتفلوا بنتيجة الاستفتاء باعتبارها 'غزوة الصناديق' وطالبوا المعارضين بالهجرة من الوطن ثم قالوا انه 'هزار'! والذين قطعوا آذان المخالفين لهم وقالوا انها 'نكتة'! والذين حاصروا المساجد وحرقوا الكنائس ووجدوا من يبرر لهم ذلك! أم الذين فزعوا من كل ذلك ومن نتائجه الكارثية على الوطن، فأعطوا اهتمامهم الأكبر لدستور جديد يضمن حقوق كل المواطنين في دولة مدنية لا تعيدنا لأيام هارون الرشيد ومسرور السياف وخوازيق العثمانيين على أبواب القاهرة!'. الشعب خيب امال الاخوان وهكذا يذكرنا جلال بالمسلسل التليفزيوني الشهير والجميل ألف ليلة وليلة، كما يذكرنا بأحكام الإعدام على الخازوق - والعياذ بالله - والشنق على باب زويلة، وأما رئيس تحرير 'الفجر' زميلنا وصديقنا فهو كما تعلمون من كبار مؤيدي الإخوان والسلفيين، ولذلك لم يكن غريبا أن يقول عنهم: 'وراهن الإخوان على قلة عدد المشاركين بسبب السموم التي بثوها، والمخاوف التي نشروها، والهواجس التي فرضوها، لكنهم تلقوا صدمة يصعب الاستهانة بتأثيرها عليهم، فقد امتلأ الميدان بشباب استرد منهم ثورته، وقلب مائدة المفاوضات بينهم وبين السلفيين، ودلقوا اليانسون والقرفة والشيح البابوني على ثيابهم ولحاهم، وأثبت أن تقسيم الغنائم من مقاعد البرلمان عادة جاهلية نازية لم تعد تناسب الثورة الديمقراطية، وباسترداد الثورة، أو بالثورة على الثورة، أصبح على المجلس العسكري ان يدرك أن هناك قوى أخرى غير الإخوان يصعب تجاهلها، ويجب احترامها، والتعامل معها، فمصر ليست ميراثا لحسن البنا. يجب على المجلس العسكري أن يضع الضمانات الدستورية الكافية لانتقال السلطة عبر صناديق انتخابات نزيهة، كأن ينص على أن القوات المسلحة ستتدخل لحماية الدولة المدنية من دعاوى السلطة الدينية، وتعاقب كل من يدعو إليها بإخراجه من الملعب مشيعاً بالكارت الأحمر، كما عليها أن تؤكد بنص واضح وصريح في الدستور ان الديمقراطية ليست سيارة توصل جماعة سياسية ما إلى الحكم ثم تحرقها، لتستبد بالرئاسة، وتغير الدستور، وتمنح نفسها شرعية تصفها بالسماوية وهي في حقيقتها ديكتاتورية'. المخبرون كانوا قبل الثورة والآن حل مكانهم المتعصبون وأنا لا أعرف لماذا جمع تحت بند المشروبات بين اليانسون والقرفة والشيح البابوني، رغم ان اليانسون والقرفة مشروبان، أما الشيح البابوني، فليس مشروباً، مثل صاحبيه اليانسون والقرفة، وإنما يتم استخدامه بواسطة حقنة في الشرج لتطهير المعدة من الديدان، وقد اتصلت بالبعض لسؤالهم عن أنواع الشيح الأخرى، فقالوا انها البابونج، وليس البابوني، وهناك الشيح البلدي، وأذكر انه في بعض الحالات كان البعض - إذا تحمل - يشربه بعد تحليته بالسكر، لكن الغالب هو وضعه في الحقنة الشرجية بالإضافة الى ان البعض كان يضع الشيح على الشبابيك، وبالقرب من عشش الحمام لأن رائحته طاردة للثعابين، التي تهوى أكل البيض، المهم، أن الشيح لا يقدم كمشروب في المنازل، أو المقاهي التي جرنا إليها زميلنا خفيف الظل ومتعدد القدرات جلال عامر وهو يهاجم الإخوان والسلفيين يوم السبت في 'المصري اليوم' بقوله: 'قبل الثورة كان يلاحقني 'المخبرون'، وبعد الثورة أصبح يلاحقني 'المتعصبون' وبين 'المتطرف' و'المجنون' شعرة، لذلك أغفر لهم إساءاتهم لي لكني - كما قال زرادشت - لا أعرف كيف أغفر لهم إساءاتهم لأنفسهم، واستفزازهم للناس وخلق أعداء لهم دون مبرر، فالذي لم يخش مبارك لن يخشى فؤاد المهندس فلا داعي للاستعلاء على المصريين وإهانتهم وإذلالهم، فقد عاش المصريون عصر الاضطهاد الأول لاختلاف المذهب مع 'روما'، ويعيشون الآن عصر الاضطهاد الثاني لاختلاف المذهب مع 'الخليج'، فنحن أول بلد نستبدل العقل بالعقال، وتبادل السلطة بتوزيع الشنط، ومنذ أيام دخل علينا في مقهى 'النيل' بميدان المنشية بالإسكندرية شخص متجهم يحمل عصا غليظة ضرب بها 'الترابيزة' بعنف وصرخ في وجوهنا 'وحياتكم سوف نحول هذه المقاهي الى كتاتيب' وبعد أن نشر الفزع انصرف على أمل العودة بعد الانتخابات، هذا على البر، فماذا لو أبحروا بسفينة السلطة'. ماذا لو حكم الاخوان وصارت السلطة بيدهم؟ ماذا سيفعلونه معنا لو أبحروا بنا بسفينة السلطة؟ وهل هذا سؤال؟ طبعا سيلقوننا في الماء بحجة الحمولة الزائدة، أو بأننا من كفرة قوم نوح نرفض أن نركب الفلك معهم، وهم أساتذة في التفسير، ولذلك واصل الطبيب والكاتب خالد منتصر في نفس عدد 'المصري' مهاجمة الإخوان على خلفية ما يتعرض له من هجمات على الانترنت بعد مناظرته مع المحامي صبحي صالح في برنامج العاشرة مساء، قال: 'كفرونا وتصرفوا بسياسة فرد الملاية في خناقات الحارات الشعبية! وتناسوا ما قلته في الحلقة عن خوفي على الدين المقدس من دنس السياسة، وتناسوا أن الله ليس إله الإخوان فقط، إنه إلهنا جميعا يحنو علينا جميعا ويعرف نياتنا ومقاصدنا، ويعرف جيدا أن من تطاول عليه هو من يقسم باسمه كذبا أمام المشاهدين، وليس من يخشى على قداسته وجلاله وينزهه عن دم ومؤامرات ودسائس السياسة، من تطاول هو من شبه نفسه بالرسول الذين كذبوه وقالوا عنه 'ساحر' ومنح نفسه حق التكفير لعباد الله ذات اليمين وذات اليسار، قاتل الله السياسة، التي تضطر الرجل الشريف لأن يلف ويتناقض ويخادع وينكر الحقائق الواضحة على رؤوس الاشهاد، وهو يعلم انه يتكلم بصفة رسمية في مجلس يمثل أمة وأن كلامه سنقل لينشر في كل أرجاء المعمورة وليقرأه الناس جميعا، مهما تباعدت ديارهم ومع هذا كله تضطره السياسة أن يقول غير الحق، ألا قاتل الله السياسة التي تجعل من الرجل الشريف مخادعا دولياً ومرائياً رسمياً وفي أدق المواقف وأحرج الساعات، هل يعرف الإخوانيون من هو قائل هذه الجملة؟ إنه المرشد حسن البنا الذي ظل القطب الإخواني يستشهد بكلمة واحدة من كلمات الرسول! وإذا أردتم إقحام الله في السياسة معشر الإخوانجية الكرام فهل أنتم مع رأي إخوانكم السلفيين الذين تبنوا شعار إقحام الله في السياسة ونظرية الحكم الإلهي فلم يثوروا ضد مبارك لأن مبارك من وجهة نظرهم اختيار إلهي وحتى لو كان إماما جائرا فعلينا طاعته وإن ضرب ظهورنا وسرق أموالنا؟!'. هذا ومن المعروف ان الإسلاميين يتهمون خالد بأنه علماني، وأحدهم كان يسميه خالد منتصب، من كثرة كلامه عن الجنس، ودعوته لتدريسه في المدارس، ولم يكن صاحبنا الإسلامي يعلم انه يسبغ على خالد مزايا أجدر أن تكون فينا نحن المؤمنين، خاصة إذا كان أحدنا، له مثنى أو ثلاث أو أربع زوجات، فما أحوجه الى هذه التسمية شرط أن تكون اسما على مسمى. فرز المواطنين على أساس الدين وشهد 'الأهرام' يوم السبت ايضا، هجوما مفاجئاً على الإخوان، من زميلنا وصديقنا وأحد مديري تحريرها وهو عبد العظيم درويش بقوله عنهم: 'تخيل 'الإخوان' أن المؤسسة العسكرية - التي أعلنت منذ اللحظة الأولى لاندلاع الثورة انحيازها الكامل لمطالب الشعب دون فئة معينة منه - داعمة لهم في محاولتهم هذه باعتبارهم الأمناء على الثورة والمتحدثين باسم الشعب والمحركين لمشاعره والمحققين لأمانيه، فبدأوا تحركاتهم لفرض كلمتهم على الجميع، وسعي البعض منهم لأن يعيد فرز المواطنين على أساس 'الدين' وأن يفرض على غيرهم أحكامه، ولم لا؟ فهم وحدهم المسلمون، وماعداهم من المواطنين من كفار قريش أحفاد 'أبو لهب'! وتجدد المؤسسة العسكرية بمواقفها ورسائلها المتتالية تأكيداتها بأنها لا ترغب في السلطة وانها تقف على مسافة واحدة من كل التيارات السياسية وأنه لن يسمح لأحد أياً كان بأن يقفز على السلطة دون إرادة شعبية وأنها لن تفرض شيئاً على الشعب دون موافقته عليه، وبتلك التعهدات المتجددة فانني على يقين بأنه لن يتحقق حلم البعض بأن يصبح الدين لله، أما الوطن فللإخوان فقط'. بلاغ سلفي للنائب العام وأمس حاول زميلنا في 'الأخبار' حازم الحديدي الدفاع عن أحمد رجب ومصطفى حسين بقوله: 'لا يمكن الحكم على كاريكاتير 'أحمد رجب' و'مصطفى حسين' بمعزل عن شخصية 'كمبورة' وتاريخه الطويل مع السياسة والمزاج والموز، فهو نموذج لمن يركب الموجة ويمشي مع الرايجة، فإذا كانت الموضة في السياسة 'سلفيين' فهو سلفي أباً عن جد وإذا كانت 'يساريين' فهو رجليه الاتنين شمال وإذا كانت 'ثوريين' فهو اسمه الثلاثي 'كمبورة ميدان التحرير' بينما حياته الحقيقية بعيدا عن السياسة موزة وحجرين وعبعزيز وسلم لي ع المترو، وعندما يرغب 'كمبورة' في أن يتحول الى 'سلفي' فهذه شهادة من الباب العالي للكاريكاتير بقوة السلفيين وثقلهم السياسي، شهادة تستوجب خطاب شكر لرجب وحسين وليس بلاغا ضدهما للنائب العام، لكن يبدو أن السلفيين حافظين مش فاهمين'. وفعلا، لم يقدم السلفيون خطاب شكر لمصطفى وأحمد فقط، وانما كانوا يجهزون مقلبا لمصطفى لإثارة رعبه، وهو ما علمناه من الصفحة التاسعة من جريدة 'روزاليوسف' امس، من كاريكاتير زميلنا أحمد دياب وعنوانه - بلاغ سلفي للنائب العام ضد أحمد رجب ومصطفى حسين. وكان عن مصطفى بعد أن انتهى من رسم سلفي وأخذ يكمل لحيته فوجىء به وهو يخرج له لسانه ويرفع يديه. معارك وردود: أين غرور رجال مبارك وكبرياؤهم؟ وإلى المعارك والردود، ومحاولة فاشلة قام بها يوم الخميس زميلنا بـ'الأخبار' شريف خفاجي برسم علامات التقوى والتسامح على وجهه لإخفاء عظيم شماتته في رجال نظام مبارك، بقوله: 'أين غرورهم وكبرهم؟ وأين القصور والبروج التي شيدوها؟ والسيارات الفارهة وكل النعم التي كانوا يعيشون فيها؟ أليسوا هم من كنا نراهم من قبل يتحدثون وكأنهم فوق البشر جميعا وامتلكوا كل الدنيا؟ والتساؤلات تزاحمت أمامي وأنا أشاهد وجوه رؤوس النظام السابق وهي تتوارى عن الأعين وعن عدسات المصورين الصحافيين أثناء وصولهم ومغادرتهم مقار التحقيقات. أربأ بنفسي أن أكون شامتا، ولكن ما رأيته من انكسار وذلة على هذه الوجوه هو الذي جعلني أتذكر كيف كانوا قبل 25 يناير وكيف أصبحوا، سبحان الله مغير الأحوال'. يوسف غالي والسيارات الفاخرة وعلى عكس شريف ومحاولته الفاشلة لإخفاء شماتته فان زميله علي شلبي أظهرها صراحة في نفس العدد وهو يحدثنا عن وزير المالية الهارب، خفيف الظل الدكتور يوسف بطرس غالي وقوله عنه: 'دفعته نفسه الشريرة الحاقدة الى سيارات الغير والتي تم احتجازها بالجمارك لسبب أو لآخر ولحين اتمام اجراءات الإفراج عنها، وكانت هذه السيارات تعتبر 'أمانة' لدى مصلحة الجمارك ووزارة المالية التي هو وزيرها فلم يحفظ الأمانة، ولكنه خانها. دفعه الفجور واطمئنانه الى ان أحدا لم ولن يحاسبه الى انتقاء السيارات الفاخرة ليستولي عليها ويستعملها وليس لنفسه فقط بل أخذ يقدم منها الهدايا الى أسرته وأصدقائه وأحبابه، ودون علم أصحابها حتى ضبط عدد منها يستقلها هو وأصحابه ويتمتعون بها وفي الوقت الذي حرم اصحابها منها، أي فجور هذا، أننا في انتظار وصول الوزير 'الحرامي' مكبلا في الحديد، فمتى يتم ذلك؟'. محاولات لافساد عملية التقارب بين مصر وإيران وإلى معركة أخرى مختلفة تماما، خاضها يوم السبت في 'الشروق' زميلنا والكاتب الإسلامي الكبير فهمي هويدي ضد ما اعتبره محاولة مقصودة من جانب عناصر في النظام لإفساد عملية التقارب بين مصر وإيران، وزيارة الوفد الشعبي المصري لها بتفجير قضية تجسس قام بها دبلوماسي في السفارة الإيرانية وترحيله على نفس الطائرة التي ركبها أعضاء الوفد. وقال هويدي: ان هذا من أساليب النظام السابق، وأضاف: 'إخراج المشهد كان متواضعا للغاية الأمر الذي أثار الشك في أن توقيت إعلان ضبط الدبلوماسي الإيراني مساء السبت أريد به إفساد الرحلة التي يفترض أن تتم صباح الأحد، للشك في ان هناك عدم رغبة من جانب بعض الجهات في إتمام الرحلة، لأن اللقطة تبدو منتمية الى عصر ما قبل 25 يناير فإن تغطية الخبر استلهمت بدورها لغة تلك المرحلة حيث وجدتها فلول أمن الدولة فرصة للصيد في الماء العكر'. التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية العربية لكن هذا الكلام لم يؤثر من قريب أو بعيد في رأي زميلنا السيد النجار رئيس تحرير 'أخبار اليوم' لأنه قال في ذات اليوم: 'النظام الإيراني بينه وبين الوضوح والصراح خصومة، وهذا ليس بغريب وكنت آمل أن يعود الوفد الشعبي المصري من زيارته لإيران بإجابات محددة على التساؤلات الحائرة في الشارع المصري والعربي، والتي تقف عائقا امام عودة العلاقات الطبيعية، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وعندما وجه الوفد سؤالا للرئيس أحمدي نجاد عن التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية العربية واشتراط إيران إلغاء معاهد كامب ديفيد، ورغبتها في نشر المذهب الشيعي، راوغ نجاد كالعادة في الإجابة على هذه التساؤلات بما يعكس الاختلافات الكبيرة في المرتكزات السياسية المصرية والعربية مع السياسة الإيرانية، وقال كلاما عاما عن عدم التدخل في الشؤون العربية، واستعداد إيران لإعادة العلاقات كاملة مع مصر ولم ينس في خضم العمومية ان يؤكد رغبته في زيارة مصر'. ثقتنا مطلقة بالمخابرات العامة وفي اليوم التالي - الأحد - تلقى النجار دعما من زميله وصديقنا وأحد مديري تحريرها أسامة عجاج بقوله: 'ثقتنا مطلقة بالمخابرات العامة، استنادا الى تاريخها المشرف الطويل منذ نشأتها في الخمسينات في الحفاظ على الأمن القومي المصري، نعرف عنها الالتزام التام بالمهنية في كل مهماتها، لا تخلط السياسة بالأمن، فمن المؤكد ان خطوة الإعلان عن كشف الدبلوماسي الجاسوس، ارتبط بتوافر المعلومات والأدلة والبراهين والوقائع عن مخالفته لمهام منصبه، سبق لي أن كتبت منذ أشهر، موجهاً حديثي لوزير الخارجية د. نبيل العربي مطالبا بضرورة التمهل في خطوة إعادة العلاقات مع إيران ولم يتغير رأيي حتى الآن رغم اعترافي وإقراري بأهمية 'هكذا خطوة' فالأمر ليس بالسهولة التي يعتقدها البعض'. |
ساحة النقاش